1 / 48

الحوار بين الحضارات

الحوار بين الحضارات.

Télécharger la présentation

الحوار بين الحضارات

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الحوار بين الحضارات

  2. الحوار: مادة (حَ وَ رَ) في اللغة متعدد المعاني، وتدور في مجموع ما وردت فيه حول معنى الرجوع والمراجعة والرد، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّنْ يَحُورَ﴾ ومنه المجاوبة والمحاورة، قال تعالى: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾ وحاور فلان فلاناً إذا حدثه . فهي مستوعبة لكل أنواع وأساليب التخاطب، سواء كانت منبعثة من خلاف المتحاورين أو عن غير خلاف؛ لأنها إنما تعني المجاوبة والمراجعة في المسألة موضوع التخاطب .

  3. ثانيًا: تعريف الحضارة لغة واصطلاحاً:- الحضارة لغة: خلاف البادية، والحضارة الإقامة في الحضر والحاضر خلاف البادي، والحضارة خلاف البادية، وهي المدن، والقرى والريف والبادية خلاف ذلك. والحضارة الإقامة في الحضَر.أما الحضارة اصطلاحًا: فتطلق على كل ما يخترعه الإنسان في سائر جوانب أنشطته العقلية والخلقية، المادية والنفسية.ولعل من أشمل التعريفات ما قيل: ((إن الحضارة تعني الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافة، فهي مجموع الحياة في صورها وأنماطها المادية والمعنوية)).

  4. ثالثا: مجالات الحوار مع غير المسلمين:وقبل الدخول في بيان المنهج الشرعي في الحوار بين الأديان أودُّ أن أنبه إلى أنَّ الحوار مع الكفار له مجالان:1- الحوار في أمور دنيوية بحتة، وهذا ما يسمى بالمفاوضات وهي خاضعة للسياسة الشرعية ضمن إطار أحكام الإسلام في الصلح والمعاهدة وما يتعلق بذلك من التعامل الدنيوي الذي ليس له ارتباط بالأديان والعقائد والمفاهيم . 2- الحوار في الأمور الدينية وهذا ما يؤديه إضافة الحوار إلى الأديان فيكون الحوار إذن في الأمور الدينية.وإذا كان الحوار في أمور دنيوية بحتة فانه لن يكون هناك مايبرر إضافة الموضوع إلى محمول، فالاضافه والإسناد دليل على الاختصاص والتمييز، ويعتبر الخلط بين هذين المجالين هو السبب المباشر في الانحراف الحاصل في موضوع الحوار.

  5. وقام بهذا العمل جهتان:أحدهما: قامت به جهات معينة بخبث واستغلال للقضايا الدينية في تحقيق مآرب سياسية ذات خلفية دينية، ويمثل هذه الجهة القوى الاستعمارية الكبرى، والكنيسة الكاثوليكية المتداعية. والثانية: قامت به جهات أخرى بحسن نية تحسب في ذلك مصلحة للأمة. وتحقيق مقاصد شرعية ويمثل هذه الجهات بعض مؤسسات الحوار، والشخصيات الإسلامية المشاركة في المؤتمرات الحوارية .

  6. ثالثا: الأصل الشرعي في الحوار بين الأديان:الدعوة إلى الله وبيان الحق ورد الباطل بالأدلة الصحيحة، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .وقد قام المنهج الشرعي في حوار الأديان عموماً وأهل الكتاب خصوصاً على أربع مراتب متنوعة, ومع ذلك فهي تلتقي في الدعوة العامة للإسلام, وهذه المراتب هي:أولاً : مرتبة الدعوة.يقول تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. وقد بين مدلول الحوار في هذه الآية رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطابه المرسل إلى هرقل وهو يتضمن الدعوة إلى الإسلام لا التقريب بين دينهم ودين الإسلام, يقول صلى الله عليه وسلم: (من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى, أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين)، ثم قرأ الآية السابقة والآية السابقة هي ما يسمى بلغة العصر "ميثاق الوفاق".

  7. موضوع الحوار:‌1- الدعوة إلى التوحيد وإبطال الشرك.2- الدعوة إلى الأيمان برسالة محمد والتزام دينه.‌3- الدعوة إلى ترك الغلو والقول على الله بغير الحق في شأن الإلوهية وعيسى وأمه.4- الدعوة للإيمان بالقرآن.

  8. أسلوب الحوار:وقد تنوعت أساليب القرآن على النحو التالي:‌1- الأسلوب المباشر في الدعوة. 2- أسلوب التذكير. ‌3- أسلوب الترغيب والترهيب. ‌4- أسلوب الإنكار.

  9. وسائل الحوار التي استخدمها رسول .‌الذهاب إليهم في نواديهم ومحافلهم و أسواقهم .دعوتهم إلى دار الإسلام.الكتابة إلى زعمائهم وحكامهم.استقبال وفودهم.دعوتهم أثناء الغزو والجهاد.مناقشة علمائهم والاطلاع على كتبهم للاحتجاج عليهم.إسماعهم القرآن وتلاوته عليهم.

  10. ثانياً: مرتبة المجادلة.تتضمن أمرين:إقامة البرهان والدليل القاطع على صدق الحق وصحته.والرد الصحيح على الشبهات المانعة من قبول الحق.وقد أمر الله تعالى بمجادلة أهل الكتاب بالأسلوب الحسن في قوله تعالى : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} . وهذه الآية تدل على أن أهل الكتاب وأصحاب الأديان نوعان:أحدهما: من يريد الحق ويسعى إليه، وهذا يُجادل ويُناقش بالتي هي أحسن.الثاني: المعاند المحارب المعرض عن الحق، وهذا لا يُجادل بل يُقاتل في سبيل الله .

  11. ثالثاً : مرتبة المباهلة.قال تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ونساءنا ونساءكم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} . يقول ابن القيم رحمه الله في فقه قصة وفد نجران: "ومنها: أن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله, ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة, وقد أمر الله سبحانه بذلك رسـوله, ولم يقل: إن ذلك ليـس لأمتك من بعدك". وهذه درجة متقدمة في حوار أهل الكتاب ولها فائدة عظيمة من جهتين:1- إظهار التحدي, والثقة التامة بأن الداعي إلى المباهلة على الحق.2- تخويف المعاند بتعريضه للعنة الله تعالى فربما كان ذلك سبب في رجوعه.

  12. رابعاً: مرتبة المفاصلة والبراءة.المفاصلة والبراءة بين المسلمين والكفار بكل أصنافهم ثابتة قبل الحوار، ولكن المراد بها هنا نوعاً خاصاً هو بمنزلة البيان الختامي للحوار الذي يتولى ويعرض فيه المحاور عن الحق, كما قال تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} وبهذا يتبين أنه بعد الدعوة والبيان التام وكشف الشبهة وإقامة الحجة فإن المحاور يتحدد موقفه: إما الإسلام, وإما التولي.

  13. هـ- تاريخ حوار الحضارات والفرق بينه وبين تقارب الأديان: لقد دعت محافل ومنظمات كثيرة إلى حوار الحضارات منذ الستينيات من القرن المنصرم ثم انتهى الحوار إلى أوراق نُشرت في كتب وأذيعت في صحف لكنها لم تثمر نتائج ملموسة حتى الآن وفي وقتنا الحاضر ومع تطور وسائل الإعلام وسيطرة الغرب عليها والتحكم فيما تنشره، يُشوّه الإسلام ويُرمى بالتهم الباطلة والأكاذيب المضللة، فلا يمكن اعتبار الحوار مجرد ترف فكري، لأنه أصبح ضرورة عالمية لا مفر منها طالما كان الإنسان جادًّا مخلصًا في سعيه نحو السلام والعدل والتعايش ثم أثارت أحداث 11 سبتمبر 2001 م رعبًا متزايدًا داخل الاتحاد الأوربي ومؤسساته المختلفة وتم الحديث عن ضرورة استبعاد مقولة ((صراع الحضارات)) والبدء فعليًا في إتباع سياسة فعلية في مجال الحوار ما بين الثقافات .

  14. رابعا: أنواع الحوار بين الأديان وأحكامها:أولاً : حوار الدعوة :والمقصود به : الحوار مع أتباع الأديان الأخرى لبيان صحة هذا الدين، وانه ناسخ لكل الأديان السابقة، وإيضاح صحة نبوة محمد. ومحاسن الإسلام العظيمة، وبيان ما هم عليه من الباطل المنحرف. وهذا الحوار مطلوب شرعا.

  15. ثانياً: حوار التعايش وحكمه :هو: الحوار الذي "يهدف إلى تحسين مستوى العلاقة بين شعوب أو طوائف، وربما تكون أقليات دينيّة، ويُعنى بالقضايا المجتمعيّة كالإنماء، والاقتصاد، والسلام ونحو ذلك،والتعايش بهذا المعنى بين اتباع الأديان المختلفة لا يرفضه الإسلام، ويدل عليه معنى البر والإحسان والقسط الوارد في مثل قوله تعالى :(( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)).ولهذا المفهوم ثلاثة ضوابط:أولاً: مراعاة الولاء والبراء.ثانياً: إقامة العدل، و الإنصاف مع كل الناس.ثالثاً: التزام الحكمة في المعاملة .

  16. خصائصه:فخصائص (حوار التعايش)بالمفهوم الأول المميز له عن غيره هو: أنه حوار لا علاقة له بالدين.1- أنه يقتصر على الحوار فيما يتعلق بالمعيشة البحتة بين .أهل الأديان التي تفرضها طبيعة الحياة البشرية 2- أنه لا يتضمن محبةً أو ولاءً أو اعترافاً بصحة دين الآخر أو تزكيةً له .3- أن لا يتضمن شيئاً من التنازل عن أمر من أمور الدين بحجة الترغيب لهم في الدخول في الإسلام .حكمه :هذا النوع من الحوار - إذا لم يصاحبه ما يعكِّر على خصائصه السابقة أو يزيد فيها - فهو جائز لا إشكال فيه.

  17. خصائص التعايش بالمفهوم المعاصر:القول بحرية التدين وإنكار حد الردة .منع كل ألوان الاعتداء على الآخر وإنكار الحرب باسم الدين .منع الكراهة الدينية و الدعوة للإخاء الإنساني.المطالبة بالحرية الدينية للأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية الإقرار بالأديان السماوية جميعاً .الاجتماع على تقوية الصلة بالله في النفوس.البعد عن العنف والإرهاب والتطرف الديني والتكفير والتدخل في خصوصيات الآخر الدينية .حكمه:السابقة تتضمن إنكار أمور معلومة في دين الإسلام وواضحة فيه، مثل: قضية إنكار الجهاد، والولاء والبراء، وحكم المرتد، والسماح للكافر بنشر كفره في المجتمعات الإسلامية باسم حقوق الأقليات، وكل هذا يعتبر إنكاره كفرٌ مخرج من الملة لأنه تكذيب للنصوص الشرعية الدالة عليه.

  18. ثالثاً: حوار التقارب وحكمه :هو "التقارب بين الأديان" لا يحمل مدلولاً اصطلاحياً محدداً، فلفظ "التقارب" أو "التقريب" مأخوذٌ من القرب، وهو أمرٌ نسبي يتفاوت في حقيقته وتطبيقاته فقد يقتصر على حدٍّ أدنى من المجاملات الشكلية، وقد يبالغ فيه إلى درجة الاندماج الكامل والوحدة التامة. خصائصه:اعتقاد "إيمان" الطرف الآخر.تجنب البحث والمناقشة في المسائل العقدية الشائكة.التعرف على الآخر كما يريد أن يُعرف.نسيان الماضي التاريخي والتخلص من آثاره.إبراز أوجه الاتفاق، وترك نقاط الاختلاف.التعاون على تحقيق القيم المشتركة .

  19. حكمه:حكم حوار التقارب يختلف بحسب نوع القرب، وقد سبق أن بينتُ أن دعاة التقريب على نوعين، والفارق بينهما هو تكفير اليهود والنصارى، فمن كفّرهم مع القول بالتقريب على نحو ما سبق فقوله بدعة . ومن لم يكفّرهم فقوله كفرٌ لأنه تكذيب لأمرٍ قطعي في القرآن والسنة.وسأدلل على أن "حوار التقريب" مخالف لأصول الدين ومناقض لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل عام من خلال الوجوه التالية:

  20. الوجه الأول: أنه موالاة للكفار ومخالفة لعقيدة الولاء والبراء.الوجه الثاني: أنه مخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في حوار الأديان، وإتباع لغير سبيل المؤمنين، ومخالف لإجماع المسلمين. الوجه الثالث: أنه إعراض وترك لبعض الأحكام الشرعية. يقول تعالى : {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك ...َ} .وهذه الآية صريحة في ثلاثة أمور أثناء الحوار مع أهل الكتاب وهي:1- دعوتهم والحكم بينهم بحكم الله، وهذا أعرض عنه دعاة التقريب2- البعد عن مجاملتهم والتنزل معهم وإتباع أهوائهم.3- الحذر من فتنتهم عن بعض ما أنزل الله تعالى، وهذا أعرض عنه دعاة التقريب فانزلقوا في مخالفة بعض ما أنزل الله بحجة التقارب والحوار.الوجه الرابع: أنه يتضمن المساواة بين الكافرين والمسلمين.

  21. رابعاً: حوار وحدة الأديان وحكمه:تعريفه:وحدة الأديان هو "الاعتقاد بصحة جميع المعتقدات الدينيّة، وصواب جميع العبادات، وأنها طرق إلى غاية واحدة" . حكمه :كفر خالص وردة عن الدين لأمور كثيرة منها:أولا: أنه تكذيب للقرآن والسنة في إكفار اليهودية والنصرانية ..وحصر الحق والنجاة في الآخرة في (الإسلام) فقط. ثانياً: أنه طعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من حيث شمولها وكفايتها وختمها لسـائر النبوات ثالثاً: أنه طعن في أصول الإسلام وجذوره الأساسية مثل شهادة ألا إله إلا الله .

  22. الأصول العقدية لحوار الحضاراتالأول: جواز الحوار مع الكافر:وسوف نبين جواز هذا بما يوضح المراد:يقول الله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾لا ينهاكم الله تعالى أن تبروا الذين لم يقاتلوكم في الدين وهذا يدل على أن المعنى: لا ينهاكم الله عن بر الذين بينكم وبينهم عهد .

  23. الثاني: عدم الإكراه في الدين والمقصود أنه لم يكره أحدًا على الدخول في دينه البتة، وإنما دخل الناس في دينه اختيارًا وطوعًا .فهؤلاء أهل اليمن كانوا -أو كان أكثرهم- على دين اليهودية كما قال النبي لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) وذكر الحديث: ثم دخلوا في الإسلام من غير رغبة ولا رهبة؛ ومن هنا، جعل الإسلام أسباب الدخول فيه اختيارية دون إكراه أو إجبار.إذن لا يصح الإيمان بالإكراه، وطالما كان المخالف حراً في دخول الإسلام فعليه الالتزام بشرائعه وقواعده، وألا يكون عضواً شاذاً في المجتمع .

  24. تجديد الخطاب الديني

  25. مفهوم التجديد أ – التجديد في اللغة:الجديد:خلاف القديم،وجدد الشيء يجدده :أي صيره جديداً أي حول القديم فجعله جديداً. فالتجديد:هو جعل القديم جديداً، أي إعادة القديم ورده إلى ما كان عليه أول أمره. وبناءاً على ذلك التجديد يبعث في الذهن ثلاثة معان : 1 – فالشيء المجدد:قد كان موجوداً أول الأمر وللناس به عهد. 2 – أن هذا الشيء أتت عليه الأيام:فأصابه البلى،وصار قديماً. 3 – أن هذا الشيء قد أعيد إلى مثل الحالة التي كان عليها قبل أن يبلى.

  26. الأصل الشرعي لمفهوم التجديد س:هل أستخدم القرآن لفظ التجديد؟ومتى؟ نعم ،عند الحديث عن البعث بعد الموت،وإعادة الناس أحياء،وردهم إلى ما كانوا عليه قال تعالى: (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد)، وقال تعالى: (إئنا لفي خلق جديد). والمقصود:أن تجديد النشء هو إعادته وإرجاعه إلى ما كان عليه.

  27. س:مالفائدة التي نجنيها من هذا ؟! أننا نتبين أن تجديد الدين لا يعني تغييره أو تبديله،وإنما يعني المحافظة عليه ليكون غضاً طرياً كما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. س:والشيء إذا صار قديماً: من أين يأتيه الاختلاف والتغيير؟ من أحد ثلاثة أوجه: 1 – إما أن تطمس بعض معالمه ، حتى لا تتضح لمن ينظر إليها. 2 – وإما أن يقتطع منه شيء ،فينقص بذلك مكوناً له. 3 – وإما أن يضاف إليه ويزاد فيه ، حتى تختلف صورته.

  28. س:كيف يكون التجديد في تلك الأحوال؟ بإظهار ما طمس ،وإعادة ما نزع ونقص ،وإزالة ما أضيف وألحق. النتيجة:أن التجديد هو : -عودة للمنابع والأصول عودة كاملة صافية. -ودعوة للثبات على الحق ،وترك التقليد الفاسد القائم على الأتباع والمحاكاة في غير بصيرة.

  29. فالتجديد عملية إصلاحية محافظة ، وليست عملية تخريبية متفلتة. لقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدين محفوظ من التغيير والتبديل فقال: (إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها). ولدينا هنا ثلاثة أمور: ذكر أهل العلم في بيان المراد بالتجديد عدة أقوال متقاربة المعاني : تعليم الناس دينهم- تعليم الناس السنن ،ونفي الكذب عن النبي(صلى الله عليه وسلم) – إظهار كل سنّة وإماتة كل بدعة –إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاها.

  30. -وكل هذه الأقوال تدور على معنى حفظ الدين:حفظ الدين على النحو الذي بلغه الرسول(صلى الله عليه وسلم) سواء كان ذلك من حيث: اللفظ أو المعنى أو حفظ العمل. فالتجديد المشروع هو:إعادة الدين إلى النحو الذي كان عليه زمن النبي(صلى الله عليه وسلم)، وإعادة الناس إليه على النحو الذي مضى عليه أهل القرون المفضلة،وذلك بأن ينفى عنه تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين والغلو والتفلت، ويعود الناس إليه بالقبول والتلقي، والانقياد والتسليم، والتصديق، والإتباع.

  31. يثبت من حديث التجديد:فضل الله على هذه الأمة حيث لا يمر عليها مئة سنة من عمرها إلا وقد قيض الله لها من يجدد دينها --- لكن هناك محترزات: -أن ذلك لا يعني أن الدين يظل غريباً مهجوراً أو متروكاً طوال القرن، بل لا يزال العلماء والناصحون متواجدون في القرن كله يقومون به، كما يقوم به المجدد من مهام وأعمال، وإنما هذه بشرى أن التجديد لا ينقطع في الأمة، وأن أي غربة تلحق بها الأمة فإنه يعقبها تجديد، وأوضح ما يكون التجديد على رأس كل مئة سنة.

  32. - لا يلزم من لفظ الحديث أن يكون المجدد شخصاً واحداً،كما أن من عظم المهمة وخطرها يحتاج إلى عدد يقومون بهذه المهمة، فلفظه (صلى الله عليه وسلم) يتناول الجماعة والفرد من الناس. -أن التجديد لا يقتصر على جانب من الجوانب ولكنه يشمل الدين كله كما دل على ذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم) (دينها).

  33. دواعي التجديد 1 – جهل أكثر الناس بلغة العرب وأساليبها مما يشكل حاجزاً دون الفهم الصحيح للنصوص. 2 – ظهور الكثير من المعاملات والتصرفات التي لم تكن موجودة زمن نزول الوحي أو في القرون المفضلة مما يحتاج إلى بيان الوجه الشرعي الصحيح تجاهها. 3 – ظهور التكلات والتحالفات بين القوى المختلفة مما يحتم على الدول تحديد موقف من ذلك فيحتاج الناس إلى الفهم الصحيح لضبط تلك الأمور. 4 – التقدم التقني الذي قرب البعيد ،مما أوجد احتكاكات وتعاملات مع العالم الكافر لم تكن موجودة من قبل. 5 – ظهور المنظمات والتنظيمات الإقليمية والدولية التي يحكمها قانون من تلك الدول ذاتها فيحتاج الناس إلى معرفة حقيقة العلاقات وضوابط ذلك من الناحية الشرعية.

  34. تجديد الدين وتجديد الخطاب الديني مفهومه: الخطاب والمخاطبة:لغةً:مراجعة الكلام،الخطبة :الكلام المنثور المسجوع ،وهم إما أن يريدوا بالخطاب: الكلام نفسه:المضمون والمحتوى، وهذا يعني أن التجديد سيكون للدين فيحصل التغيير والتبديل والحذف والإضافة. أو الطريقة التي يؤدى بها الكلام: أو الأسلوب مما يؤدي إلى تيسير لغة الخطاب وأسلوبه وهذا أمر مشروع بل مطلوب في الدين، قال تعالى:(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(ما أنت محدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) وقال علي رضي الله عنه:(حدثوا الناس بما يعرفون،أتريدون أن يكذب الله ورسوله).

  35. حدود التجديد المشروع 1 – نشر العلم بين الناس: وإظهار الشرائع التي خفيت بفعل الجهل او التأويل الفاسد (إظهار ما طمس وإحياء ما اندرس). 2 – إزالة كل ما علق بالدين مما ليس به من أخطاء وبدع وتصورات ورد الأمر على ما كان عليه في عهد الرسول(صلى الله عليه وسلم) وصحابته(إزالة ما زيد في الشريعة وأضيف). 3 – التمسك بما ورد في الشرع كله والتقيد به والعمل على وفقه وعدم ترك جزء منه أو إهماله (إعادة ما نزع أو نقص).

  36. جهود الأمة في التجديد • قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال:الذين يصلحون إذا فسد الناس " قال تعالى: • {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} وهذا التحول لا يعني حصول تلك الغربة فجأة، بل تحدث مقدمات تؤدي إلى نتائجها عبر مراحل زمانية متتالية، والغربة:اندراس الدين وخفاء تشريعاته وانتشار الجهل، ووظيفة التجديد هي:

  37. المقاومة لتلك الغربة وقال:( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسري على الكتاب إليه في ليلة فلا يبقى في الأرض فيه آية،ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبير يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها، قال صلة بن زفر لحذيفة: فما تغني عنه لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك؟ فأعرض عنه حذيفة فرددها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة،ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار) المقصود هنا : أن الغربة لا تستحكم إلا في آخر الزمان أما ما قبل ذلك لا يزال يغرس غرساً يستخدمهم في طاعته،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم في طاعته).

  38. بداية الغربة: في آخر خلافة علي رضي الله عنه خرج الخوارج ثم المعتزلة ثم المبتدعة ثم المرجئة ثم الجهمية ثم أهل الكلام واليوم الصحوة الإسلامية تقوم بالتجديد. عرف التاريخ مجددون كثر:عمر بن عبد العزيز في القرن الأول، والشافعي في القرن الثاني.

  39. فوائد التجديد 1 – حفظ الدين على صورته الأصلية النقية بعيداً عن البدع المضافة إليه. 2 – يؤدي إلى تآلف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الأمة. 3 – قدرة الأمة على الصمود في وجه أعدائها. 4 – فتح الباب أمام من أراد الاستزادة من العلم والمعرفة. 5 – مضي المخترعات والمكتشفات وهي محاطة بالشرع لا تزلِ ولا تضل.

  40. اتجاهات التجديد التجديد من الناحية التحريفية المعاصرة: اتجاهات التجديد: 1 – اتجاه ينادي بالتجديد الشرعي وهم قلة. 2 – اتجاه ينادي بتجديد المحتوى والمضمون أي التغيير والتبديل. فالتجديد عندهم هو: إجراء التغيير في أصول الدين وفروعه لتتوافق مع تغيرات قيم هذا العصر ومعطياته ومنطلقاته المستمدة من الثقافة الغربية المعاصرة التي هي نتاج تفكير بشري محض ليس للوحي المعصوم أثر فيه،إضافة إلى خليط رديء من تحريفات اليهود والنصارى ووثنية الرومان.

  41. ما خطورة التجديد بمعنى التغيير أوالتطوير؟! 1 – إخضاع الدين لعقل الإنسان مما يجعله عرضه للتغير والتبديل المستمر المؤدي إلى ضياعه بالكلية. 2 – إفقاد الأمة لدينها الذي يعد أعظم مصدر لقوتها وعزتها. 3 – إفساح المجال للتنصير الذي ينشط في الأماكن التي تجل حقيقة الإسلام. 4 – تحويل الأمة من أمة قائدة هادية للحق إلى أمة تابعة. 5 – إماتة روح الجهاد في الأمة مما يسهل افتراقها وتثبيت اليهود في فلسطين. 6 – العبث المؤدي للتبعية المقيتة للغرب. 7 – إيجاد قطيعة مع سلف الأمة .

  42. هل المجددون اليوم مجددون فعلاً؟ لا بل هم في الحقيقة مقلدون، فهم يتكئون على تخلف الأمة ومحاولة النهوض بها، لكنهم ينطلقون في تجديدهم على أساس الخبرة الغربية في التقدم(إقصاء الكنيسة) تكرار التجربة في الشرق(إذ هم مقلدون) "لتتبعن سنن من كان قبلكم)فرض .العلم فرض كفاية ما حقيقة مشروعهم التجديدي؟ هو إلغاء أو تغيير أو تحوير بعض الأحكام الشرعية التي لا يربط بينها رابط ظاهر غير عدم ملائمتها للغرب وانتقاده لها مثل: خطر تعدد الزوجات- الاختلاط- الربا- الجهاد- الولاء والبراء،فهذا هو علاج التخلف التقني في نظرهم مما يؤكد كونهم مقلدين في تعاملهم مع الدين.

  43. بدايات الدعوة لتجديد الخطاب الديني: من حيث اللفظ:حديث جدا. من حيث المضمون: قديم : الرسالات السابقة التجديد المعاصر هو أقبح من التوفيق بين دلائل الشرع مع الثقافة الغربية بل هو تقديم للثقافة الغربية على الدلائل الشرعية ووصفها موضع القائد المتبوع فالثقافة الغربية عندهم قطعية محكمة تؤول لأجلها بل تحرف النصوص الشرعية (الحروب الصليبية – الجهاد-"الإسلام عقيدة المسلمين وشريعتهم"فالميدان ليس جسد المسلم بل عقيدته. الاستشراقدراسة الدين لخدمة الاستعمار مما يؤدي إلى تغيير الدين باسم:الإصلاح - الاجتهاد - التطوير- التنوير.

  44. أبرز مظاهر التجديد المعاصر المجددون المعاصرون لا يجمعهم حزب أو مؤسسة أو هيئة بل هم طوائف مختلفة علمانيون- ملاحدة – زنادقة -صليبيين-مبتدعة-مسلمين مخدوعين ، لكن لا يعنينا من هم بقدر ما يعنينا القاسم المشترك بينهم؟ هو النظر إلى علوم الغرب واجتهادهم في علومهم وأحوالهم على أنها تمثل المعرفة الحقيقية التي ينبغي اتباعها كشرط أساسي للتوافق مع هذا العالم وإحرازه للتقدم في مجال العلوم والتقنية مما يترتب عليه متابعة الغرب وتقليده.

  45. 1 – تقدير العقل تقدير يتجاوز الحدود فيعارضون به النص(تقديم العقل على النقل) تأويل الغيبيات بما يساوي الإنكار. 2 – العناية الزائدة عن الحد بالمصالح:بحيث يجعلون المصلحة دليل شرعي يعارضون به النصوص ،فيجعلون مطلق المصلحة أصل ويوزعون عليها باقي الأحكام والأدلة مثل:يرون من المصلحة اتفاق الناس ونبذ التعصب فيما بينهم فيدعوهم هذا إلى :وحدة الأديان-إلغاء أحكام الولاء والبراء.

  46. 3 – تقديم الاجتهاد المقاصدي على الاجتهاد الشرعي بغرض التفلت من الأحكام الشرعية:يستنبطون من الحكم مقصداً ثم يطالبون بتحقيق ذلك المقصد دون الحكم الذي يعدونه طريق من الطرق لتحقيق ذالك المقصد،وهم بذلك يهدمون الحكم الأصلي بالمقصد مثال: لبس الحجاب حكم،العفة مقصد إذا أمكن تحقيق ذلك بغير الحجاب فلا يلزم الحجاب. 4 – تعدد القراءات واختلافها:من الأمور التي يلجئون إليها لتطويع الشريعة أن للنص مدلولات وأن كل أحد يقرأ النص بطريقته،وخاصة في ضوء المعارف العصرية ثم يفهم بحسب ما تؤدي إليه قراءته،ثم يصفون قراءات غيرهم من أهل العلم بأنها قراءات متشددة وينتقدون التيار السلفي، قال صلى الله عليه وسلم: (سيكون آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم).

  47. 5 – تاريخية النص الشرعي : ربط النصوص وفهم العلماء بالتاريخ:مثل قطع يد السارق:عدم وجود سجون في ذلك الزمان، الجهاد:ردع المعتدين وليس لنشر الدعوة، مما يجعل الشريعة خاصة بعهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وما قربه من الزمن فقط قال الإمام مالك:( يصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها).

  48. – الخروج على مصادر الحق الشرعية(الكتاب+السنة)وذلك من خلال عدة طرق: 1 -"نصب التعارض بين الأدلة ليسهل ترك ما يراد تركه" مثال: قتل المرتد-لم يرد في القرآن؟ لذلك لا يقتل، رجم الزاني المحصن--- ولو تأملنا لوجدنا أن ذلك لأن الغرب لا يقبلها. 2 – تضعيف الأحاديث الصحيحة التي لم تلاءم التجديد العصري: مثل جهاد الطلب يضعونه رغم أنه وارد في الصحيحين بحجة عدم ملائمته للغرب. 3- تقسيم السنة إلى سنة تشريعية وسنة غير تشريعية:وعدوا كل ما يتعلق بالسياسة من قبيل النوع الثاني ليتفلتوا من النصوص الصحيحة القطعية. والحمد لله رب العالمين ...

More Related