Download
1 / 21
501 likes | 1.95k Vues
آثار عوادم السيارات على البيئة. مقدمة.
E N D
مقدمة يتفق الخبراء البيئيون بأن المشاكل البيئية الراهنة، التي تستلزم حلولاً ومعالجات عاجلة،هي كثيرة، وشائكة ومعقدة، وبخاصة التلوث البيئي بشتى أنواع الملوثات والسموم البيئية،وتداعياته الخطيرة، تقابلها،في العديد من دول العالم، وبضمنها العالم العربي، إجراءات علاجية دون المستوى المطلوب.ويقر الجميع بالحاجة الماسة لخلق تربية بيئية، ووعي بيئي، وثقافة بيئية لدى عامة الشعب لإدراك أهمية البيئة وضرورة المحافظة على مقوماتها، وغرس السلوك الإنساني السليم،بوصفه العامل الأساسي الذي يحدد أسلوب وطريقة تعامل الإنسان، فرداً وجماعة، معها، واستغلال مواردها، بما من شأنه المحافظة على القوانين التي تنظم مكوناتها الطبيعية وتحفظ توازنها بشكل محكم ودقيق، وإشاعة التعامل معها في ضوء قوانينها الطبيعية وبعقلانية وحكمة في الاستخدام، بعيداً عن الإسراف والتلف واستنزاف الموارد البيئية، بما فيها الموارد الدائمة، والمتجددة، وغير المتجددة، من خلال ترشيد وضبط الاستهلاك، باعتبارها الضمانات الملبية لحاجات الإنسان والإيفاء بمتطلباته عبر الأجيال المختلفة..
سنتحدث في هذا البحث بإذن الله في بداية الأمر بصور مختصرة عن التلوث ( تعريفه وأنواعه وأسبابه ) سنتطرق بصور أكثر تفصيلاً عن أكثر المسببات التي تؤدي إلى تلوث البيئة وهي تلوث عوادم السيارات وأضرارها ، وكيفية الحد من أضرارها وأنواع الغازات المنبعثة منها
أولاً : التلوث ما هو التلوث؟ بالتأكيد يسأل كل إنسان نفسه عن ماهية التلوث أو تعريفه. فالتعريف البسيط الذي يرقي إلي ذهن أي فرد منا: *كون الشيء غير نظيفاً* والذي ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان بل وللكائنات الحية، والعالم بأكمله ولكن إذا نظرنا لمفهوم التلوث بشكل أكثر علمية ودقة: ((هو إحداث تغير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلي ظهور بعض الموارد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤدي إلي اختلاله)) .
ما هي أسباب تلوث البيئة؟ الإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواعها المختلفة وسوف نمثلها علي النحو التالي: الإنسان = التوسع الصناعي - التقدم التكنولوجي - سوء استخدام الموارد – الانفجارالسكاني. فالإنسان هو الذي يخترع. وهو الذي يصنع. وهو الذي يستخدم. وهو المكون الأساسي للسكان. و الإنسان هو الذي يتحكم بشكل أساسي في جعل هذه الملوثات إما مورداًً نافعاًً أو تحويلها إلي موارد ضارة ولنضرب مثلاً لذلك: نجد أن الفضلات البيولوجية للحيوانات تشكل مورداًً نافعاًً إذا تم استخدامها مخصبات للتربة الزراعية، إما إذا تم التخلص منها في مصارف المياه ستؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة.
أنواع التلوث: التلوث بالنفايات: من أنواع التلوث البيئي التلوث بالنفايات والتي تشتمل على: القمامة - النفايات الإشعاعية ... تلوث الهواء: نقصد بتلوث الهواء وجود المواد الضارة به مما يلحق الضرر بصحة الإنسان في المقام الأول ومن ثَّم البيئة التي يعيش فيها . تلوث المياه: يشتمل تلوث المياه على أولاً تلوث المياه العذبة، ثانياً تلوث البيئة البحرية ... التلوث البصري: هو تشويه لأي منظر تقع عليه عين الإنسان يحس عند النظر إليه بعدم ارتياح نفسي، ويمكننا وصفه أيضاًً بأنه نوعاًً من أنواع انعدام التذوق الفني، أو اختفاء الصورة الجمالية لكل نشئ يحيط بنا من أبنية ... إلي طرقات ... أو أرصفة التلوث السمعي: يرتبط التلوث السمعي أو الضوضاء ارتباطاً وثيقاًً بالحضر وأكثر الأماكن تقدماًً وخاصة الأماكن الصناعية للتوسع في استخدام الآلات ووسائل التكنولوجيا الحديثة ... تلوث التربة: إن التربة التي تعتبر مصدراً للخير والثمار، من أكثر العناصر التي يسئ الإنسان استخدامها في هذه البيئة. فهو قاسٍ عليها لا يدرك مدى أهميتها فهي مصدر الغذاء الأساسي له ولعائلته، وينتج عن عدم الوعي والإدراك لهذه الحقيقة إهماله لها ...
ثانياً : عوادم السيارات يعتقد الكثيرون انه من الطبيعي أن تدخن السيارات ، بمعنى خروج الأدخنة من عوادمها ، وهنا يجب أن نقول فوراً إن هذا الاعتقاد خطأ لان المحرك إذا كان بحالة جيدة وإذا كانت إعداداته على ما يرام ، لا يخرج أو يسبب أي دخان ، ومن هنا فإن خروج الدخان من العادم عملية غير طبيعية قد تتراوح خطورتها حسب كمية ولون الدخان ونوع محرك السيارة وبعض الأمور الأخرى ، وهذا ما سوف يتم التطرق إليه في هذا الموضوع بشي من الإسهاب . أثارت العوادم التي تنبعث من أغلب السيارات في المدن والمحافظات الكبيرة اهتمام المجتمع في الآونة الأخيرة رغبة في حل المشكلة التي بدأت تأخذ أبعاداً صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة. والتلوث الهوائي من أكثر أشكال التلوث البيئي انتشاراً نظرا لسهولة انتقاله وانتشاره من منطقة إلى أخرى وخلال مدة زمنية وجيزة نسبياً، كذلك تأثيره البالغ على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وما يخلفه من آثار بيئية واقتصادية وانخفاض كفاءة الإنتاجية، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة على النظام المناخي العالمي، حيث أن زيادة تركيز بعض الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى انحباس حراري يزيد من حرارة الكرة الأرضية، وما يتبع ذلك من تغيرات طبيعية ومناخية قد تكون لها عواقب خطيرة على الكون.
من عوادم السيارات : تتعدد الألوان والخطر واحد دخان عادم السيارة علامة خطر في جميع الأحوال ، ولون هذا الدخان يدل على نوعية العطل الذي أصاب المحرك ، في هذا الموضوع سوف يتم التطرق على مختلف الألوان والأعطال وطريقة علاجها وإصلاحها . 1 - الدخان الأسود : إذا كان الدخان الخارج من العادم بلون اسود ، فهذا معناه انه أثناء عملية الاحتراق هناك كمية اكبر من اللازم من الوقود في غرفة الاحتراق ، وهى كمية تفوق كثيراً كمية الهواء المطلوب كي تتم هذه العملية بشكل طبيعي ، وبالتالي هناك قسم من الوقود لا يحترق . العلاج في هذه الحالة يتطلب فحص فلتر الهواء والتأكد من انه غير مسدود بالأوساخ ، والتأكد من أن الشمعات بحالة جيدة وأطرافها نظيفة ، وفي هذه الحالة يجب إصلاح الأمر فوراً أو في اقرب وقت ممكن لان الوقود غير المحترق تختلط كمية منه مع زيت السيارة مما يضعف فعالية هذا الزيت وهذا بدوره يؤدي إلى أضرار أخرى قد تصل إلى تلف المحرك نهائياً .
2 - الدخان الأزرق : الدخان المائل لونه إلى الأزرق الذي يخرج من العادم يكون مصحوباً برائحة زيت السيارة ، مما يدل على استهلاك زائد عن اللزوم لهذه المادة وتسربها من مكان ما . العلاج في هذه الحالة هو صب مادة خاصة في خزان الزيت ضد تسربه ، وهى متوافرة في ورش الإصلاح ، كما يجب مراقبة الاستهلاك مراراً ، فإذا تجاوز الاستهلاك لتراً كل ألف كيلومتر يجب عرض الأمر على ميكانيكي ، ومن جهة أخرى فإن الاستهلاك الزائد وخصوصاً على الطرق السريعة يدل على تلف قمصان الاسطوانات ، وفي هذه الحالة يكون المحرك على الأرجح قد أصبح بحاجة إلى تغيير . أما إذا كان الدخان يخرج خصوصاً في المدينة أو أثناء عملية التسريع فتكون وصلات مؤخرة الصمامات بحاجة إلى تغيير ، وهناك أسباب أخرى لتسرب الزيت بهذا الشكل إلى العادم أهمها عطل في التوربو إذا توافر ، وهنا يجب فحص التوربو من قبل اختصاصي فقط .
3 - الدخان الأبيض : الدخان الأبيض الذي يخرج من العادم ( وهذا غير الدخان الأبيض الذي يخرج من تحت غطاء المحرك ) ، فالدخان الأبيض المقصود هنا هو الذي يخرج من العادم ، وهذا شي كلاسيكي لا يدعو إلى القلق ، إذا كان يخرج فقط عندما يكون المحرك لا يزال بارداً ، وهذا يدل على تكثيف الرطوبة داخل العادم ، وأحيانا نجده يقذف بعض النقط من الماء أيضا ، وهى كلها من الرطوبة الموجودة في الجو . ولكن إذا استمر خروج الدخان الأبيض بعد أن يكون المحرك قد سخن ، فهذا يعني انه من المرجح أن يكون واصل الكولاس قد تلف أو تفسخ ، ومما يدل على هذا إن السائل المبرد ينقص بشكل ملحوظ في خزانه ، وفي هذه الحالة يمكن البقاء على هذا الوضع - نظرياً - طالما أن السائق يضيف كمية من السائل بشكل منتظم ، ولكن وفي جميع الأحوال إذا زادت كمية استهلاك هذا السائل عن نصف لتر في الشهر ، فيجب إدخال السيارة إلى الورشة لإصلاحها وتغيير الواصل المذكور وفحص الكولاس والتأكد من عدم تفسخه .
احذروا التلوث من عوادم السيارات هناك العديد من الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن الملوثات من عوادم السيارات التي تجوب الشوارع والأزقة وتشير الدراسات العلمية إلى أن هذه الآثار الصحية والنفسية ذات علاقة مباشرة بالعديد من العوامل أهمها عمر الشخص المتعرض لهذه الملوثات ومدة التعرض والتركيز التي يتعرض لها بالإضافة إلى طريقة تعرضه لهذه الملوثات هل تدخل للجسم عن طريق الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو عن طريق اللمس , كما أن لحالة محرك السيارة ونوع الوقود المستخدم اثر كبير في تحديد حجم هذه الإضرار , ويمكن أن تقسم هذه الآثار الصحية بين هذه الملوثات على النحو التالي :
1- أول أكسيد الكربون ( ظهور حالة الإغماء أو الدوار , قلة النشاط عند الأفراد, تصل درجة التأثير إلى التسمم في التركيزات العالية ) 2- أكاسيد النيتروجيــن ( أمراض صدرية خاصة لدى الأطفال , تهيج الحنجرة والعين , تكوين الطبخن " ضباب ودخان " , المساهمة في زيادة تركيز الأوزون الأرضي ) 3- اكاسيد الكبريت ( حدوث أضرار بالغة بالجهاز التنفسي , تكوين الأمطار الحمضية ) 4- أكاسيد الرصاص ( أضرار صحية من خلال تعطيل عمل الأنزيمات , فقر الدم , التخلف العقلي لدى الأطفال , التأثير الحاد على العظام ) . 5- الإشعاع ( استنشاق الغازات المشعة يؤدى إلى سرطان الرئة , عتمة العين , العقم , عيوب وراثية " وهذه الأضرار حسب مستويات التعرض ). 6- الأوزون ( غاز الأوزون يسبب تهيج الحنجرة , صعوبات في التنفس , ورشح العيون ) .
وبصفة عامة هناك العديد من الأضرار الصحية التي قد تنج بسبب تعرض الهواء الجوى للتلوث من المصادر المختلفة حيث أن هناك العديد من الأضرار الصحية التي تصيب الإنسان نتيجة لتعرضه لملوثات الهواء المختلفة , ولعل من أهمها الأتي : الذين يعانون من الأمراض التنفسية المزمنة معرضون أكثر من غيرهم للمشاكل الصحية عند زيادة تركيز ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين والغبار والسديم . يتحد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين وعند زيادة نسبته في الدم يؤدى إلى أضرار صحية منها الصداع وضعف النظر والإغماء . تؤدى ملوثات الهواء المنبعثة إلى التهاب العيون والأنف والحنجرة ولكن بصورة مؤقتة . يؤثر زيادة نسبة تركيز المعادن الثقيلة وخاصة مركبات الرصاص في الهيكل العظمى والدماغ والأنسجة الذهنية . الشعور بالدوخة وهبوط النشاط والخمول عند الأفراد . التأثيرات الضارة على الجهاز التنفسي قد تمتد إلى القلب وتجهده تؤثر ملوثات الهواء الجوى على الحيوان والنبات والممتلكات وتلحق العديد من الأضرار الاقتصادية
وقد أكدت دراسة علمية حديثة أجراها علماء بريطانيون، أن التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة من عوادم السيارات يؤدي غالباً للإصابة بسرطان الرئة، وكانت الدراسة التي أجراها أطباء الصحة العامة بعد دراسة للتاريخ المرضي والبيانات البيئية لحوالي 16200 رجل في منطقة أوسلو، قد وجدوا أن هناك صلة بين سرطان الرئة وارتفاع تركيز غاز ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء، وأوضحت الدراسة أن 418 شخصاً قد أصيبوا بالسرطان خلال مدة الدراسة. وأضاف الباحثون انه لا توجد زيادة في خطر الإصابة بسرطان الرئة نتيجة التعرض لثاني أكسيد الكبريت. ولحماية صحة الإنسان وضعت منظمة الصحة العالمية حدوداً لملوثات الهواء الرئيسية لا يجب تعديها، وهذه الحدود «إرشادية» لأننا ما زلنا لا نعرف الكثير عن آثار بعض الملوثات، فبالرغم من أن معلوماتنا عن مخاطر الجرعات العالية من الملوثات التقليدية قد تقدمت كثيراً خلال العقدين الماضيين، ما زالت معلوماتنا عن مخاطر الجرعات المنخفضة محدودة للغاية والتي يتعرض لها الإنسان لفترات طويلة (20 أو 30 سنة مثلاً) بما في ذلك الآثار السرطانية واحتمال حدوث تشوهات في الأجنة وغيرها من الأمراض. وتجري منظمة الصحة العالمية مراجعات دورية لهذه الحدود الإرشادية كلما توفرت معلومات أدق عن الآثار الصحية للملوثات المختلفة.
كيف يمكن الحد من تلوث عوادم السيارات ؟
كيف يمكن الحد من تلوث عوادم السيارات ؟ : * التوعية والإرشاد من خلال وسائل الإعلام، وهى وسيلة قوية من وسائل التوعية ويمكن لوسائل الإعلام أن تكون وسيلة يتم تسخيرها للنهوض بمستوى الصحة. مثل: ( التلفزيون – الراديو – الصحف والمجلات – الإنترنت وغيرها .. ) وللتلفزيون بشكل خاص أكبر أثر على الشباب وهو بصفته تلك له القدرة على أن يحدد تصورات أي إنسان سواء على نحو إيجابي أو على نحو سلبي.
* التحول إلى استعمال وسائل نقل نظيفة ومتجددة ، مثلاً المشي لقضاء المشاوير القريبة أو الدراجة الهوائية للمسافات الابعد نسبيا. * ابتدأ منذ الآن باستعمال البنزين بلا رصاص وسيصبح أرخص من البنزين العادي والسوبر، وهو لا يضر على الإطلاق موتور السيارة بل على العكس .
* حافظ على المحول المغذي اذا كان موجود في السيارة وإذا لم يكن موجودا فأطلبه من الكاراجات المختصة وخاصة وان اصبح سعره مقبولا. * غيّر فلتر الهواء كل سنة أو سنتين حسب سيارتك حتى يحترق البنزين بشكل كامل. * أطفأ محرك سيارتك حين توقف السيارة على الشارات. * قم بصيانة محركك بشكل دوري وفحص درجة الاحتراق فيه عبر جهاز موجود لدى أكثرية الميكانيكيين.
* تسخين مسبق للوقود للوصول إلي الاحتراق الكامل ، لأن أول أكسيد الكربون يتكون عندما يكون الاحتراق الغير كامل و ذلك عندما تنخفض نسبة الهواء/الوقود. * تشجيع المشروعات التي تحد من التلوث الناتج من عوادم السيارات . * تشجيع مشروعات زيادة المساحة الخضراء.
في الختام نود أن ننبه بأنه لا يمكن في أي حال من الأحول القضاء على ظاهرة التلوث بشكل نهائي ، ولكن يمكن التقليل منها وذلك من خلال تكاتف و تضافر الجهود وبكل الوسائل الممكنة . حياتنا أمانة فلنحافظ عليها
مع تحيات فريق العمل يعقوب يوسف محمود عبدالمحسن عبدالعزيز محمود شريف
