1 / 27

المحاضرة : التاسعة

المحاضرة : التاسعة. الخصائص الفنية للرؤية الفنية (ب) الرؤية الرومانتيكية.

Télécharger la présentation

المحاضرة : التاسعة

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. المحاضرة : التاسعة الخصائص الفنية للرؤية الفنية (ب) الرؤية الرومانتيكية .

  2. يتفق منهج الروية الرومانتيكية للواقع مع منهج الرؤية الكلاسيكية في عدم دخول الفنان في علاقة جدلية مع موضوعه , أي عدم الالتحام به . والتفاعل معه , واستكشاف أبعاده المختلفة من خلال هذا التفاعل , ثم تملكه آخر الأمر , وتختلف عنه وذلك أن منهج الرؤية الرومانتيكية لايسجل الظاهر كما يعلن عن نفسه ومن أقرب الطرق , بل يضع له بديلا , وهذا البديل إما أن يكون تصورا مثاليا أو تصورا خياليا أو هما معا .

  3. تقوم الرؤية الرومانتيكية على رفض الواقع مسبقا , أي إنها تقوم على رفض الواقع , والشاعر فيها لا يعايش التجربة الجدلية مع موضوعه , لذلك تتجه الذات إلى نفسها , وتستنبت موضوعها , وتنتج شعرا يشكل رؤية رومانتيكية , تكون الذات فيا موضوعا , يشكل بديلا للموضوع الواقعي , وهذا هو جوهر الخلاف بين الرؤية الرومانتيكية والرؤية الكلاسيكية .

  4. وفي الشعر اليمني قدر كبير من الشعر الرومانتيكي , وتتمثل الرؤية الرومانتيكية فيه في ألوان متعددة ؛ تتمثل في قصائد وطنية , وتتمثل في قصائد الحب , وقصائد الغربة والضياع في المدينة , والوحدة والخيبة والانهزام .

  5. قيل إن فئة المناضلين الأحرار الأوائل كانوا مثاليين في رؤيتهم لواقع البلاد ومستقبلها , أي أنهم كانوا لا يصدرون عن إدراك عميق للأشياء , بل عن تصورات براقة جعلوها بديلا منه , لذلك وقفت بهم تلك المثالية عند حدود ضيقة من التصور .

  6. هذه النظرة المثالية الضيقة هي رؤية رومانتيكية للواقع , ولكنها في بحثها عن المثال قد تتطور في السلوك العملي إلى حركة إرهاص ثوري , تأخذ على عاتقها مهمة الإطاحة بالواقع الموضوعي من جذوره تمهيدا لحلول النموذج المثالي محله.

  7. إن القصائد الوطنية التي قالها الشعراء اليمنيون لهدم صورة الواقع السياسي للبلاد في فترة الخمسينات وأوائل الستينات , هي قصائد رومانتيكية مثالية ذات نزعة ثورية .

  8. إن الثورات حين تقوم , تكون قد عرفت البديل الذي تريد أن تحله مكان الواقع , ولكنه يظل بديلا مثاليا إلى أن تتحدد ملامحه الواقعية من خلال الممارسة العملية . فالقصائد التي قالها الشعراء في استقبال الثورة في شهورها الأولى كانت تتغنى بالثورة بوصفها تحقيقا للمثال الرومانتيكي الذي حلم به أكثر من عشرين عاما.

  9. قال الشاعر عبد الله البردوني فور قيام الثورة , وهي قصيدة ” ذات يوم ” لكي يتضح لنا المعنى الذي بسطناه . تقول القصيدة : أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى أطربي أتدرين ياشمس ماذا جرى؟ سلبنا الدجى فجرنا المختبي وكان النعاس على مقلتيك يوسوس كالطائر الأزغب أتدرين أنا سبقنا الربيع نبشر بالموسم الطيب؟ وماذا؟ سؤالك على حاجبيك تزنبق في همسك المذهب

  10. وسرنا حشودا تطير الدروب بأفواج ميلادها الأنجب وشعبا يدوي هي المعجزات مهودي وسيف المثنى أبي غربت زمانا غروب النهار وعدت يقود الضحى موكبي أضأنا المدى قبل أن نستشف رؤى الفجر , أخيلة الكوكب فولى زمان كعرض البغي وأشرق عهد كقلب النبي طلعنا ندلي الضحى ذات يوم ونهتف ياشمس لا تغربي

  11. يتحدث الشاعر عن الثورة بوصفها طريقا إلى تحقيق الثورة المثالية التي طالما حلم بها الشاعر , وقد عبر ت القصيدة عن ذلك بصور مختلفة , ولكنها تتفق جميعا في أن واقعا جديدا مشرقا قد حل محل واقع قديم مظلم بغيض. وتتفجر كلمات الشاعر بالبهجة لتحقق ما حلم به وكان قبلا صورة مثالية رومانتيكية .

  12. وتتمثل الرؤية الرومانتيكية في جوانب مختلفة من تجربة الشاعر الحياتية , ولعل تجربة الحب في حياة الشاعر , تشكل جانبا له وزنه من مجموع تجارب حياته. لقد عبر الشاعر اليمني عن تجربة الحب بوصفها متخيلة, فصور المرأة مثالا , وصورها في الصورة النقيض المرأة المبتذلة , وفي كلتا الصورتين يكشف الشاعر عن رؤية رومانتيكية لم تتعامل مع الواقع , ولم تتفاعل معه لأنها لم تعرف هذا الواقع , ولكنها وضعت بديلا خياليا وتعاملت معه.

  13. نقف عند الأبيات الآتية للشاعر عبد الرحمن بن محمد القاضي , عندما عرف الحب : فالحب فردوس حسن من الرؤى المعسولة ورقة في شموخ وذلة في بطولة في ظله ورؤاه يلقى الخليل خليله فالحب رؤى علوية حلوة خيالية لا تجربة إنسانية حية بين رجل وامرأة , ومن خلال هذه الرؤى يتحقق اللقاء بين الرجل والمرأة, فالرؤية الخيالية تحل محل التجربة الواقعية الحية .

  14. وقد عبر الشاعر البردوني عن هذه الرؤية المتخيلة حين قال : حبنا شاعر على ربوة الخلد يحلم يجسم الشاعر معنى الحب , وفي هذا التجسيد تتبدى كل مقومات الرؤية الرومانتيكية لتجربة الحب .

  15. ولنقف الآن عند المقطوعة الآتية ” للبردوني ” وهي بعنوان ” نجوى“ : أناجيك ياأخت روحي كما يناجي الغريب خيال الحمى وأهفو إليك مع الأمنيات كما يرتمي الفكر نحو السما وأظما إليك فتروي المنى خيالي , ويزداد روحي ظما وأبكي ويبكي خيالي معي نشيدا يباكيالدجاالأبكما أيا قلب كم ذبت في حبها لحونا مضرجة بالدما وكم هزني طيفها في الدجى وكم هز قيتاريالملهما

  16. وكم ساجلتني خيالاتها كما ساجل المغرم المغرما فما عطفت قلبها رحمة ولا فكرت – آخ – أن ترحما يتحدث الشاعر إلى محبوبته التي لا يراها , لذا فهو يناجي طيفها في صورة مثالية لا تنتمي إلى الأرض بل إلى السماء ولا يتحدث إليها , ولقاء الطيف يعني التحليق بأجنحة الخيال التي بدت واهنة , أخفقت في تحقيق أمانيه كلها , لذلك عاد من رحلة الخيال خائبا معذب الروح . لقد خيل له أن الطيف قد زاره مرارا , فناجاه وبادله حبا بحب .

  17. يتحدث الشاعر عن رؤيته الخيالية لمحبوب وهمي , يتصوره ساميا بعيد المنال حتى في الخيال , هذا يعني أن الشاعر لا يحدثنا عن تجربة حب حقيقية , تفاعل معها أي ( موضوعه). ونماذج تجارب الحب المتخيلة المبتذلة نلقاها في كثير من الشعر اليمني بشكل يلفت النظر , ومردها إلى غلبة ظاهرة التدين على المجتمع اليمني .

  18. نماذج تمثل الاتجاه الرومانتيكي (أو ملامح الرؤية الرومانتيكية) ملاحظة : هذه النماذج تتشابه إلى درجة التطابق. يقول الشاعر لطفي جعفر أمان المسماة ” خلسة “ : خلسة تحت ستار الليل حيران الظنون أتقي الأشباح في الحي وأخشاها عيون فانبرت بي في الدجى سيارة تطوي الحزون خفقت للريح تدوي عجلات من ظنون

  19. ومضت حتى إذا لاحت ذنوبي من قريب أخمدت أنفاسها واستغفرت قرب كثيب فسرت بي رعشة تاهت بإحساسي الرهيب الدجى والجسد العريان والبيت المريب - - - - - - - - - - - - - وأتى كالطيف يخفي شخصه بين الظلال راجفا , محدودبا, دبت خطاه من كلال أشعل المصباح فارتاح , وحي , ثم قال من هنا؟ واجتاز أسوار الهوى عبر الضلال

  20. وترامت بعقود الفل في المهد الوثير بين عينيها نداء أحمر الهمس مثير وعلى مبسمها المشبوب ورد وسعير علمتني الحب روضا , وجحيما , وسرير - - - - - - - - - - - - - - وغفونا , وتمنينا زمانا لا نفيق أي دنيا غرقت بالكون في صمت عميق سعرت أنفاسنا الولهى بنيران الرحيق ودفنا في عناق كل مافيه حريق

  21. إن هذه القصيدة تحكي مغامرة غرامية مبتذلة في إطار قصة قصيرة . إن الابتذال يتبدى من خلال الحديث عن الجسد والعري والبيت المريب , والاستجابة لنداء الجسد . فالشاعر ” لطفي جعفر أمان ” من شعراء الجنوب قص مغامرة قد تكون حقيقية إذا ما عرفنا أن الاستعمار قد هيأ كثيرا من أماكن اللهو والخطيئة في عدن وما حولها , ولكن الشاعر لم

  22. يقدم في قصيدته تفصيلات حية للتجربة من زواياها وأبعادها المختلفة , بل قدم رؤيته في اتجاه واحد , فجعل تجربته في اتجاه واحد , ولذلك فإن صحت هذه التجربة , فإن الصورة التي وقفنا عليها ماتزال تعكس ملامح رؤية رومانتيكية

  23. إن التجارب التي ذكرناها توضح أن ذات الشاعر تخلق موضوعها من ذاتها , فتخلق لنفسها موضوع معاناة تستغرق فيه , لأن المعاناة الموضوعية الواقعية لم تتحقق . وهذه العملية تمثل مشخصا أساسيا من مشخصات الرؤية الرومانتيكية.

  24. ولبيان دور الذات في خلق موضوعها , نورد قصيدة الشاعر ” إبراهيم الحضراني ” الذي ينطلق من رؤية رومانتيكية : الله قد صاغك من طينة كسائر الناس ولا أكثر فحدثيني يامنى خاطري من خلق الحسن الذي يبهر مَن جعل الألحاظ فتاكة والثغر مَن صيره يسكر مَن خلق الفتنة غيري أنا أنا , أنا خالقك الأكبر فالمرأة خلقت مثل البشر من طين , أما حنها الباهر وتفصيلاته فهو من صنع الشاعر .

  25. ولكن من أي شيء صنع الشاعر تلك الصور المثالية : خلقت هذا الحسن من خافق يضنى وطرف في الدجى يسهر خلقْته من همسات المنى من كل ما أهوى وما أكبر من ومضات النور عند الدجى والليل من حولي إذ يعكر أواه من قلب يقاسي الضنى في كل يوم جرحه ينغر أشكوك , لا أدري , ألست الذي بكفه قد صُنع الخنجر؟

  26. فهذه الصور أملاها على الشاعر سهر الليل , رسم فيها صورة خيالية للمرأة التي يريد , بمعنى أن الصورة ولدتها الذات , غدت موضوع تأمل للذات نفسها , ومصدر معاناة وعذاب لها , فالذات معذبة بذاتها , وليس من الموضوع الأصلي على حقيقته , وهي المرأة التي خلقت من طين .

  27. ملخص: تمثلت الرؤية الرومانتيكية للواقع في الشعر العربي اليمني في تجربة الحب , منسجمة مع طبيعة الظروف الاجتماعية التي عاشوا في إطارها , وقد تأثروا بشعراء الرومانتيكية العربية . ولكن الشاعر وبتغير المجتمع اليمني سياسيا واجتماعيا أخذ يطرح عن نفسه رؤيته الكلاسيكية المحدودة ورؤيته الرومانتيكية المنعزلة عن الواقع المتعالية عليه , ويحاول أن يستغرق في التجربة الواقعية , ويقود حركة التغيير.

More Related