1 / 22

كَفَّارَةِ الْمَرَض وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ }

كَفَّارَةِ الْمَرَض وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ }. من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري – كِتَاب الْمَرْضَ ى. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْمَرْضَى باب ما جاء في كفارة المرض :

cady
Télécharger la présentation

كَفَّارَةِ الْمَرَض وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ }

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. كَفَّارَةِ الْمَرَضوَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري – كِتَاب الْمَرْضَى إعداد جنات عبد العزيز دنيا

  2. فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْمَرْضَى باب ما جاء في كفارة المرض: المرضى جمع مريض، والمراد بالمرض هنا مرض البدن، وقد يطلق المرض على مرض القلب إما للشبهة كقوله تعالى: (في قلوبهم مرض) وإما للشهوة كقوله تعالى: (فيطمع الذي في قلبه مرض) ووقع ذكر مرض البدن في القرآن في الوضوء والصوم والحج. والكفارة صيغة مبالغة من التكفير، وأصله التغطية والستر، والمعنى هنا أن ذنوب المؤمن تتغطى بما يقع له من ألم المرض. - شرح قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}: قال الكرماني: المعنى أن كل من يعمل سيئة فإنهيجازى بها .

  3. وقال ابن المنير: الحاصل أن المرض كما جاز أن يكون مكفرا للخطايا فكذلكيكون جزاء لها . وقال ابن بطال: ذهب أكثر أهل التأويل إلى أن معنى الآية أن المسلم يجازى على خطاياه في الدنيا بالمصائب التي تقع لهفيها فتكون كفارة لها. وعن الحسن وعبد الرحمن بن زيد: أن الآية المذكورة نزلت في الكفارة خاصة، والأحاديث في هذا الباب تشهد للأول. وما نقله عنهما أورده الطبري وتعقبه. ونقل ابن التين عن ابن عباس نحوه، والأول المعتمد. والأحاديث الواردة في سبب نزول الآية لما لم تكن على شرط البخاري ذكرها ثم أورد من الآحاديث على شرطه ما يوافق ما ذهب إليه الأكثر من تأويلها،ومنه ما أخرجه أحمد وصححه ابن حبان

  4. من طريق عبيد بن عمير عن عائشة " أن رجلا تلا هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به } ،فقال: إنا لنجزى بكل ما عملناه؟ هلكنا إذا . فبلغ ذلك النبي صلىالله عليه وسلم فقال:” نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه " وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان أيضا من حديث أبي بكر الصديق أنه قال: " يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الاية :{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، من يعمل سوءا يجز به} ؟ فقال: غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تحزن؟ قال قلت: بلى،قال: {هو ما تجزون به}، ولمسلم من طريق محمد بن قيس بن مخرمة

  5. عن أبي هريرة قال :" لما نزلت :{من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها". - الحديث:حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ”مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِيُشَاكُهَا“. قوله‏:‏ ‏(‏ما من مصيبة‏)‏ أصل المصيبة الرمية بالسهم ثم استعملت في كل نازلة‏.‏ وقال الراغب‏:‏ أصاب يستعمل في الخير والشر‏.‏ قال الله تعالى: {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة..}الآية ؛

  6. قال الكرماني: المصيبة في اللغة ما ينزل بالانسان مطلقا، وفي العرف ما نزل به من مكروه خاصة، وهو المراد هنا. قوله‏:‏ ‏(‏تصيب المسلم‏)‏ في رواية مسلم من طريق مالك ويونس جميعا عن الزهري ‏"‏ ما من مصيبة يصاب بها المسلم ‏"‏ ولأحمد من طريق عبد الرزاق عن معمر بهذا السند ‏"‏ ما من وجع أو مرض يصيب المؤمن ‏"‏ ولابن حبان من طريق ابن أبي السري عن عبد الرزاق ‏"‏ ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها ‏"‏ ونحوه . قوله‏:‏ ‏(‏حتى الشوكة‏)‏ جوزوا فيه الحركات الثلاث، فالجر بمعنى الغاية أي حتى ينتهي إلى الشوكة أو عطفا على لفظ مصيبة، والنصب بتقدير عامل أي حتى وجد أنه الشوكة، والرفع عطفا على الضمير في تصيب‏.‏

  7. قوله‏:‏ ‏(‏يشاكها‏)‏ بضم أوله أي يشوكه غيره بها، وفيه وصل الفعل لأن الأصل يشاك بها‏.‏ وقال ابن التين‏:‏ حقيقة هذا اللفظ - يعني قوله‏:‏ يشاكها - أن يدخلها غيره‏.‏ قلت‏:‏ ولا يلزم من كونه الحقيقة أن لا يراد ما هو أعم من ذلك حتى يدخل ما إذا دخلت هي بغير إدخال أحد‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏إلا كفر الله بها عنه‏)‏ في رواية أحمد ‏"‏ إلا كان كفارة لذنبه ‏"‏ أي يكون ذلك عقوبة بسبب ما كان صدر منه من المعصية، ويكون ذلك سببا لمغفرة ذنبه‏.‏ ووقع في رواية ابن حبان المذكورة ‏"‏ إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة‏"‏‏.‏ ومثله لمسلم من طريق الأسود عن عائشة، وهذا يقتضي حصول الأمرين معا‏:‏ حصول الثواب، ورفع العقاب‏.‏ وشاهده ما أخرجه الطبراني في ‏"‏ الأوسط ‏"‏ من وجه آخر

  8. عن عائشة بلفظ ‏"‏ ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به عنه خطيئة، وكتب له حسنة، ورفع له درجة ‏"‏ وسنده جيد‏.‏ وعلى هذا فمقتضى الأول أن من ليست عليه خطيئة يزاد في رفع درجته بقدر ذلك، والفضل واسع‏.‏ (تنبيه) : وقع لهذا الحديث سبب أخرجه أحمد وصححه أبو عوانة والحاكم من طريق عبد الرحمن بن شيبة العبدري " أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع، فجعل يتقلب على فراشه ويشتكي، فقالت له عائشة: لو صنع هذا بعضنالوجدت عليه، فقال: إن الصالحين يشدد عليهم، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة شوكة " الحديث. ، وفي هذا الحديث تعقب على الشيخ عز الدين بن عبد السلام ،

  9. حيث قال:ظن بعض الجهلة أن المصاب مأجور، وهو خطأ صريح، فإن الثواب والعقاب إنما هو على الكسب، والمصائب ليست منها، بل الآجر علىالصبر والرضا .ووجه التعقب أن الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر، بمجرد حصول المصيبة، وأما الصبر والرضا فقدر زائد يمكن أن يثاب عليهما زيادة على ثواب المصيبة، قال القرافي‏:‏ المصائب كفارات جزما سواء اقترن بها الرضا أم لا، لكن إن اقترن بها الرضا عظم التكفير وإلا قل، كذا قال، والتحقيق أن المصيبة كفارة لذنب يوازيها، وبالرضا يؤجر على ذلك، فإن لم يكن للمصاب ذنب عوض عن ذلك من الثواب بما يوازيه‏.‏وزعم القرافي أنه لا يجوز لأحد أن يقول للمصاب‏:‏ جعل الله هذه المصيبة كفارة لذنبك، لأن الشارع

  10. قد جعلها كفارة، فسؤال التكفير طلب لتحصيل الحاصل، وهو إساءة أدب على الشارع‏.‏ كذا قال‏.‏ - الحديث‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ”مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ“. الشرح‏:‏ قوله‏:‏ قوله ‏(‏من نصب‏)‏ :‏ هو التعب وزنه ومعناه‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏ولا وصب‏)‏ أي مرض وزنه ومعناه، وقيل هو المرض اللازم‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏ولا هم ولا حزن‏)‏ هما من أمراض الباطن، ولذلك ساغ عطفهما على الوصب‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏ولا أذى‏)‏ هو أعم مما تقدم‏.

  11. ‏ وقيل‏:‏ هو خاص بما يلحق الشخص من تعدي غيره عليه‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏ولا غم‏)‏ :هو أيضا من أمراض الباطن ، وهو ما يضيق على القلب‏.‏ وقيل في هذه الأشياء الثلاثة وهي الهم والغم والحزن أن الهم ينشأ عن الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به، والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل، والحزن يحدث لفقد ما يشق على المرء فقده‏.‏ وقيل‏:‏ الهم والغم بمعنى واحد‏.‏ وقال الكرماني‏:‏ الغم يشمل جميع أنواع المكروهات لأنه إما بسبب ما يعرض للبدن أو النفس، والأول‏:‏ إما بحيث يخرج عن المجرى الطبيعي أو لا، والثاني‏:‏ إما أن يلاحظ فيه الغير أو لا، وإما أن يظهر فيه الانقباض أو لا، وإما بالنظر إلى الماضي أو لا‏.

  12. - الحديث‏:‏ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالْأَرْزَةِ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً“. الشرح‏:‏ قوله‏: ‏(‏كالخامة‏)‏ هي الطاقة الطرية اللينة أو الغضة أو القضبة، قال الخليل‏:‏ الخامة الزرع أول ما ينبت على ساق واحد ،ونقل ابن التين عن القزاز أنه فسرها بالطاقة من الزرع‏.‏ ووقع عند أحمد في حديث جابر ‏"‏ مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرة وتخرأخرى ‏"‏ وله في حديث لأبي بن كعب ‏"‏ مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرة وتصفر أخرى‏"‏‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏تفيئها‏)‏ أي تميلها وزنه ومعناه‏.

  13. ‏ قال الزركشي‏:‏ هنا لم يذكر الفاعل وهو الريح، وبه يتم الكلام، وقد ذكره في ‏"‏ باب كفارة المرض ‏"‏ وهذا من أعجب ما وقع له فإن هذا الباب الذي ذكر فيه ذلك هو ‏"‏ باب كفارة المرض ‏"‏ ولفظ الريح ثابت فيه عند معظم الرواة ، ونقل ابن التين عن أبي عبد الملك أن معنى تفيئها ترقدها، وتعقبه بأنه ليس في اللغة فاء إذا رقد‏.‏ قلت‏:‏ لعله تفسير معنى، لأن الرقود رجوع عن القيام وفاء يجيء بمعنى رجع‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏وتعدلها‏)‏: ووقع عند مسلم ‏"‏ تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى ‏"‏ وكأن ذلك باختلاف حال الريح‏:‏ فإن كانت شديدة حركتها فمالت يمينا وشمالا حتى تقارب السقوط، وإن كانت ساكنة أو إلى السكون أقرب أقامتها‏.‏

  14. ووقع في رواية زكريا عند مسلم ‏"‏ حتى تهيج ‏"‏ أي تستوي ويكمل نضجها، ولأحمد من حديث جابر مثله‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏ومثل المنافق‏)‏ في حديث أبي هريرة المذكور بعده ‏"‏ الفاجر ‏"‏ .وفي رواية زكريا عند مسلم ‏"‏ الكافر‏"‏‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏كالأرزة‏)‏ وهي الثابتة في الأرض.‏ وقال أبو حنيفة الدينوري‏:‏ الراء ساكنة، وليس هو من نبات أرض العرب، ولا ينبت في السباخ بل يطول طولا شديدا ويغلظ ،‏ وقال ابن سيده‏:‏ الأرز العرعر، وقيل‏:‏ شجر بالشام يقال لثمره الصنوبر‏.‏ وقال الخطابي‏:‏ الأرزة مفتوحة الراء واحدة الأرز وهو شجر الصنوبر فيما يقال‏.‏وقالوا‏:‏ هو شجر معتدل صلب لا يحركه هبوب الريح، ويقال له الأرزن‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏انجعافها‏)‏ ، أي انقلاعها؛ تقول جعفته فانجعف مثل قلعته فانقلع‏.‏

  15. ونقل ابن التين عن الداودي أن معناه انكسارها من وسطها أو أسفلها‏.‏ قال المهلب‏:‏ معنى الحديث أن المؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له، فإن وقع له خير فرح به وشكر، وإن وقع له مكروه صبر ورجا فيه الخير والأجر، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكرا‏.‏ والكافر لا يتفقد الله باختياره، بل يحصل له التيسير في الدنيا ليتعسر عليه الحال في المعاد، حتى إذا أراد الله إهلاكه قصمه. فيكون موته أشد عذابا عليه وأكثر ألما في خروج نفسه‏.‏ وقال غيره‏:‏ المعنى أن المؤمن يتلقى الأعراض الواقعة عليه لضعف حظه من الدنيا، فهو كأوائل الزرع شديد الميلان لضعف ساقه، والكافر بخلاف ذلك، وهذا في الغالب من حال الاثنين‏.‏

  16. - الحديث‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ”مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ وَالْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ“ . الشرح‏:‏ قوله :(‏من حيث أتتها الريح كفأتها‏)‏أي أمالتها، ونقل ابن التين أن منهم من رواه بغير همز ثم قال‏:‏ كأنه سهل الهمز، وهو كما ظن والمعنى أمالتها‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء‏)‏ قال عياض‏:‏ كذا فيه، وصوابه فإذا انقلبت، ثم يكون قوله‏:‏ تكفأ رجوعا إلى وصف المسلم،

  17. وكذا ذكره في التوحيد‏.‏ وقال الكرماني‏:‏ كان المناسب أن يقول فإذا اعتدلت تكفأ بالريح كما يتكفأ المؤمن بالبلاء، لكن الريح أيضا بلاء بالنسبة إلى الخامة، أو لأنه لما شبه المؤمن بالخامة أثبت للمشبه به ما هو من خواص المشبه‏.‏ قلت‏:‏ ويحتمل أن يكون جواب ‏"‏ إذا‏“ محذوفا ‏ والتقدير‏:‏ استقامت، أي فإذا اعتدلت الريح استقامت الخامة، ويكون قوله بعد ذلك ‏"‏ تكفأ بالبلاء ‏"‏ رجوعا إلى وصف المسلم كما قال عياض، وسياق المصنف في ‏"‏ باب المشيئة والإرادة ‏"‏ من كتاب التوحيد يؤيد ما قلت، فإنه أخرجه فيه عن محمد بن سنان عن فليح عاليا بإسناده الذي هنا وقال فيه‏:‏ ‏"‏ فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء‏"‏‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏والفاجر‏)‏ في رواية محمد بن سنان ‏"‏ والكافر‏"‏‏.‏

  18. وبهذا يظهر أن المراد بالمنافق في حديث كعب بن مالك نفاق الكفر‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏صماء‏)‏ أي صلبة شديدة بلا تجويف‏.‏ قوله‏:‏ ‏(‏يقصمها‏)‏ أي يكسرها، والمراد خروج الروح من الجسد‏.‏ الحديث: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ”مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ“. الشرح :قوله: (من يرد الله به خيرا يصب منه)، قال أبو عبيد الهروي: معناه يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها.وقال غيره: معناه يوجه إليه البلاء فيصيبه.قلت: ويشهد للكسر ما أخرجه أحمد من حيث محمود بن لبيد رفعه " إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ،

  19. وممن جاء عنه أن المريض يكتب له الاجر بمرضه أبو هريرة، فعند البخاري في " الادب المفرد " بسند صحيح عنه أنه قال " ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى.لانها تدخل في كل عضو مني، وإن الله يعطي كل عضو قسطه من الاجر " ومثل هذا لا يقوله أبو هريرة برأيه .وأخرج الطبراني من طريق محمد بن معاذ عن أبيه " عن جده أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمى؟ قال: تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق " الحديث، والاولى حمل الاثبات والنفي على حالين: فمن كانت له ذنوب مثلا أفاد المرض تمحيصها، ومن لم تكن له ذنوب كتب له بمقدار ذلك.

  20. (ومن جزع فله الجزع ) ورواته ثقات،إلا أن محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه وهو صغير.وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي وحسنه. وفي هذه الاحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن، لأن الآدمي لا ينفك غالبا من ألم يسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر، وأن الامراض والاوجاع والآلام - بدنية كانت أو قلبية - تكفر ذنوب من تقع له. وسيأتي في الباب الذي بعده من حديث ابن مسعود " ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه "وظاهره تعميم جميع الذنوب، لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر، للحديث الذي تقدم التنبيه عليه في أوائل الصلاة " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة،

  21. ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر "فحملوا المطْلقات الواردة في التكفير على هذا المقيد، ويحتمل أن يكون معنى الأحاديث التي ظاهرها التعميم أن المذكورات صالحة لتكفير الذنوب ، ، فيكفر الله بها ما شاء من الذنوب، ويكون كثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته.ثم المراد بتكفير الذنب ستره أو محو أثره المرتب عليه من استحقاق العقوبة.وقد استدل به على أن مجرد حصول المرض أو غيره مما ذكر يترتب عليه التكفير المذكور سواء انضم إلى ذلك صبر المصاب أم لا، وأبى ذلك قوم كالقرطبي في " المفهم " فقال: محل ذلك إذا صبر المصاب واحتسب وقال ما أمر الله به في قوله تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة)الآية،فحينئذ يصل إلى ما وعد الله ورسوله به من ذلك.

  22. ولما كان الاغلب من بني آدم وجود الخطايا فيهم أطلق من أطلق أن المرض كفارة فقط، وعلى ذلك تحمل الاحاديث المطلقة، ومن أثبت الاجر به فهو محمول على تحصيل ثواب يعادل الخطيئة، فإذا لم تكن خطيئة توفر لصاحب المرض الثواب، والله أعلم بالصواب. (من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري – كِتَاب الْمَرْضَى) gannatdonya@gmail.com

More Related