110 likes | 432 Vues
أفضل الأعمال بعد الفرائض. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى أفضل الأعمال بعد الفرائض : إنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد، لكن مما هو كالإجماع بين
E N D
أفضل الأعمال بعد الفرائض إعداد جنات عبد العزيز دنيا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى أفضل الأعمال بعد الفرائض : إنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد، لكن مما هو كالإجماع بين العلماء باللّه وأمره: إن ملازمة ذكر اللّه دائما هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة، وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم: (سبق المفردون)، قالوا: يارسول اللّه، ومن المفردون ؟ قال: (الذاكرون اللّه كثيرًا والذاكرات)، وفيما رواه أبو داود عن أبي الدرداء ـ رضي اللّه عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟) قالوا: بلى يارسول اللّه! قال: ( ذكر اللّه).
والدلائل القرآنية والإيمانية بصرًا وخبرًا ونظرًا على ذلك كثيرة. وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم، كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره،وعند أخذ المضجع، وعند الاستيقاظ من المنام، وأدبار الصلوات، والأذكار المقيدة مثل مايقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع، ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك، وعند المطر والرعد إلى غير ذلك، وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل اليوم والليلة. ثم ملازمة الذكر مطلقًا وأفضله (لا إله إلا اللّه). وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل: (سبحان اللّه والحمد للّه واللّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّه) أفضل منه.
ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى اللّه، من تعلم علم وتعليمه، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، فهو من ذكر اللهّّ. ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض، أو جلس مجلسًا يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه اللّه ورسوله فقها، فهذا أيضًا من أفضل ذكر اللّه. وعلى ذلك إذا تدبرت لم تجد بين الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف. وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة، فما ندم من استخار اللّه تعالى، وليكثر من ذلك ومن الدعاء، فإنه مفتاح كل خير، ولا يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي، وليتحر الأوقاتالفاضلة، كآخر الليل، وأدبار الصلوات ، وعند الأذان، ووقت نزول المطر، ونحو ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله :ان العالم مشتغل بالعلم والتعليم وتعليمه عبادة. قال ابن مسعود:(لايزال الفقيه يصلى قالوا وكيف يصلى قال ذكر الله علىقلبه ولسانه) ذكره ابن عبدالبر . وذكر ابن عبدالبر عن معاذمرفوعا :(لان تغدو فتتعلم بابا من ابواب العلم خير لك من ان تصلي مائة ركعة ) .وقال الربيعسمعت الشافعي يقول طلب العلم افضل من الصلاة النافلة .وقال سفيان الثوري: (ما من عمل افضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية ).وقال ابن عباس:(تذاكر العلم بعض ليلة احب الي من إحيائها ).
وأما الإمام أحمد ، فحُكي عنه ثلاث روايات فى أفضل الأعمال بعد الفرائض: إحداهن أنه العلم، فإنه قيل له أي شيء أحب إليك : أجلس بالليل أنسخ أو أصلي تطوعا ؟ قال : نسخك تعلم به أمور دينك ، فهو أحب إلي . وذكر الخلال عنه في (كتاب العلم) نصوصا كثيرة في تفضيل العلم ، ومن كلامه فيه : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب . الرواية الثانية : أن أفضل الأعمال بعد الفرائض صلاة التطوع ، واحتج لهذه الرواية بقوله : " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة " وبقوله في حديث أبي ذر وقد سأله عن الصلاة فقال" خير موضوع " وبأنه أوصى من سأله مرافقته في الجنة بكثرة السجود وهو الصلاة، وكذلك قوله في الحديث الآخر:"عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة”.
والرواية الثالثة : أنه الجهاد فإنه قال : لا أعدل بالجهاد شيئا من ذا يطيقه ، ولا ريب أن أكثر الأحاديث في الصلاة والجهاد . وأما مالك: فقال ابن القاسم : (سمعت مالكا يقول : إن أقواما ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم ، ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك ). قال مالك :( وكتب أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب أنه قرأ القرآن عندنا عدد كذا وكذا فكتب إليه عمر أن افرض لهم من بيت المال ، فلما كان في العام الثاني كتب إليه أنه قد قرأ القرآن عندنا عدد كثير لأكثر من ذلك، فكتب إليه عمر أن امحُهم من الديوان فإني أخاف من أن يسرع الناس في القرآن أن لا يتفقهوا في الدين فيتأولوه على غير تأويله) . وقال ابن وهب : (كنت بين يدي مالك بن أنس فوضعت ألواحي وقمت إلى الصلاة ، فقال : ما الذي قمت إليه بأفضل من الذي تركته ). وقال ابو هريرة :(لان اجلس ساعة فاتفقه في ديني احب الي من احياء ليلة الى الصباح .
وذكر ابن عبدالبر من حديث ابي هريرة يرفعه :(لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه وما عبد الله بشيء افضل من فقه في الدين ). وقال محمد بن علي الباقر :(عالم ينتفع بعلمه افضل من الف عابد ،وقال ايضا رواية الحديث وبثه في الناس افضل من عبادة الف عابد). ولما كان طلبالعلم والبحث عنه وكتابته والتفتيش عليه منعمل القلب والجوارح كان من افضل الاعمال ومنزلته من عمل الجوارح كمنزله اعمال القلب من الاخلاص والتوكل والمحنة والانابة والخشية والرضا ونحوها من الاعمال الظاهرة . إن العلم بالله واسمائه وصفاته هو اشرف العلوم على الاطلاق وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة.
المراجع 1 - ( فصل من الوصية الصغرى)لشيخ الإسلام ابن تيمية 2 - [ مفتاح دار السعادة - ابن قيم الجوزية ] فقرات من الوجه الحادي والخمسون بعدالمائة – من 1/177 إلى 1/ 179 والكتاب من الموقع التالى : http://islamport.com/d/3/qym/1/33/228.html gannatdonya@gmail.com