Download
1 / 17
180 likes | 418 Vues
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الانبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين. ملامح من قدوة النبي عليه الصلاة و السلام. الرسول عليه الصلاة و السلام حاكماً و قائداً. فـاق الورى بكماله سبق الورى بجماله.
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الانبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ملامح من قدوة النبي عليه الصلاة و السلام الرسول عليه الصلاة و السلام حاكماً و قائداً فـاق الورى بكماله سبق الورى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه و آله
أولاً: أدلة على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قائداًوحاكماً عظيماً / • قال تعالى:﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: 21). • قال تعالى:(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ ( التوبة : 128 ) • قال عليه الصلاة و السلام:"اثنان إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسدالناس: العلماء والأمراء". • قال تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (القلم : 4 )
قبل البدء في دراسة حياة الرسول عليه الصلاة و السلام من ناحية القيادة و الحكم ،لابد من معرفة مفهوم الحكم و القيادة: مفهوم القيادة / القيادة معناها السياسة، وساس بمعنى قاد ،وتتمثل القيادة في كل مجال ، فقيادة طائفة أو فرقة أو جيش كبير ،و قيادة الامة في شؤونها السلمية وفي شؤونها الحربية تعني سياسة ....و السياسة قد تهبط بها إلى أسفل سافلين و قد ترتفع بها إلى أعلى عليين . و قد ترد السياسة بمعنى الحكم ،فكل حاكم أو من يريد الحكم أو يتحدث في شؤون الحكم يعتبر قائداً.
مفهوم الحكم أو الحاكم : الحكم هو قيادة الناس و تصريف أمورهم , و معنى الحكم أصلاً هو القضاء ، وقد يكون في معنى القضاء الالزام بالحكم عن طريق السلطة الشرعية أو عن طريق العرف ، ولذلك يطلق على القاضي لفظ الحاكم .
الرسول عليه الصلاة و السلام حاكما ً: كان النبي عليه الصلاة و السلام قائدًا سياسيًّا محنكًا يعطي القدوةَ الطيبةَ لكل حاكم تجده يبعث السفراء إلى ملوك العالم يخاطبهم فيها بلغة دبلوماسية،يخاطب الملوك على أقدارهم ويدعوهم منها إلى الإسلام بطريقة تناسب مكانتهم ويأخذ بأيديهم إلى طريق الله بالكلام الموجز الدقيق.
ــ كان الرسول عليه الصلاة و السلام أعدل حاكم على وجه الأرض فلم يكن في عهده إلا العدل والخير والرحمة و الطمأنينة والأمن والأمان ... شاع في عهده الصلاح و التقوى والعبادة ودفن الظلم القسوة والجور .... ــ وقدتأسَّى الخلفاء الراشدون برسول الله- صلى الله عليه وسلم- انظري كيف تمثل الخلفاء الراشدون ومن بعدهم شخصية الرسول السياسية، وخاطبوا الدنيا كلها ، وتعاملوا مع الناس بالسياسة الشرعية الحكيمة؛ لذا ترى الدنيا كلها تدين لدولة الإسلام العظيمة وتعرف قدر الإسلام.
قصة قصيرة توضح صورة لحكم النبي عليه الصلاة و السلام وعدله/ كان الرسول يوزِّع الفيء على المسلمين توزيعًا عادلاً، ونراه يقيم الحق والعدل على جميع المتحاكمين إليه لا يستثني من كلمة الشرع أحدًا.. ** قصة أسامة بن زيد عندما جاء ليشفع في المرأة المخزومية التي سرقت حتى لا يقطع رسول الله يدها لأنها من قوم شرفاء لهم وجاهة، فغضب رسول الله وقال: "أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟، لقد أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
وسنأخذ أمثلة لنرى عزة الخلفاء حينما تمثَّلوا شخصية الحبيب- صلى الله عليه وسلم-: 1ــ وهذا عمر بن الخطاب يحكم حكمًا عادلاً ويأمر الشباب من أهل الخبرة أن يكتبوا ديوان العطاء ويقول لهم: "اكتبوا الناس حسب منازلهم" فبدأ الشباب بعمر وآل عمر، ففرح بنو عدي.. قوم عمر.. إذ أصبحوا في أول الديوان يأخذون العطايا العالية؛ وجاء الديوان إلى الفاروق فعجب وقال: "ما هذا؟! أتقدمون عمر وآله على آل رسول الله؟! والله لن يكون أبدًا.. اكتبوا آل رسول الله أولاً، ثم اكتبوا العرب حسب منازلهم ، ودعوا آل عمر حيث شاء الله لهم أن يكونوا". ــ ثم جاء بنو عدي يتذمَّرون: "يا عمر أيقدمنا الشباب وتؤخِّرنا أنت؟"، فقال: "والله الذي لا إله غيره لن أجعل ظهري جسْرًا لجهنم، ولأضعكم حيث وضعكم الله، والله لأحُولن بينكم وبين جهنم بعدل الله" وسارت الأمة تحت لواء العدل، حتى غير المسلمين، عاشوا تحت العدل، فهذا هو الفاروق، والدولة الإسلامية وصلت إلى اتساع عظيم في عهده .
2ـ كان الفاروق ــ رضي الله عنه ــ يمشي في المدينة يعسُّ ليلاً، ويمشي في النهار يتفقَّد أحوال الرعية، فرأى يهوديًّا من أهل الكتاب وقد انحنى ظهره، واشتعل رأسه شيبًا، ورسم البؤس في وجهه خطوطًا طوليةً وعرضيةً، وكُفَّ بصره، وهو يسأل الناس إحسانًا، قال: "يا أمير المؤمنين، كُفَّ بصري، وضاعت قواي، ولا أستطيع دفع الجزية". يقول الفاروق: "يا سبحان الله!! أكلناه في شبابه ونضيعه فيشيبه، انطلق إلى بيت مال المسلمين" وأصدر الفاروق أمرًا أن تُرفع الجزية عن هذا و أمثاله في شتى أنحاء الدولة الإسلامية، وأن يدبَّر له عطاءٌ شهريٌّ طالما كان حيًّا. ** * * * * * * * * * * * * * * * * * هكذا كان العدل عدلاًً يمدُّ بساطه على جميع أنحاء الأمة، فانتشر الخير ومُكِّنت الأمة في الأرض، وصدق ابن تيمية حين قال: "إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرةً، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنةً"، العدل قيمة عُليا، ومن هنا على القادة أن يأخذوا قدوتهم من رسول الله، فينشروا العدل والهداية في جميع أنحاء الأرض، ويعطوا أمتهم الحرية.
الرسول عليه الصلاة والسلام قائداً : ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ ( التوبة : 128 ) إن رسول الله يطلب من القادة أن يكونوا رحماء بشعوبهم ويقول- صلى الله عليه وسلم-: "إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطأون أكنافًا الذين يألفون ويُؤلفون" الذين يتقربون لشعوبهم، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب العبد الهين اللين السهل القريب" وفي نفس الوقت يتوعَّد صلى الله عليه وسلم كل قائد غليظ على أمته، فيقول: "اللهم من ولي من أمر أمة محمد شيئًا فرفق بهم، فارفقبه، ومن شقَّ عليهم فاشقق عليه"، ويقول في حديث آخر: "إن شر الرعاء الحطمة" أي الذي يحطِّم شعبه ويقسو عليه ويجعل الناس في كرب وهم وغم وضيق.
ومن ثم كانت القدوة في حياة رسول الله للقواد أن يكونوا رحماء وكذلك يجب أن يكونوا أهل شجاعة وقوة وبأس وشدة يقين بالله، وأن يملأ قلوبَهم الخوف من الله وليس الخوف من البشر، النبي وضع القدوة العظيمة لكل الناس في القوة والعظمة والعزة، يقول علي بن أبي طالب: "كنَّا إذا حمى الوطيس،واحمرت الحدق اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه" ...وحينما ارتجت المدينة ليلاً وخرج الناس يظنون عدوًا داهم المدينة وجدوا الرسول سبقهم، ركب فرسه وأخذ سيفه وقال لهم": لن تراعوا، لن تراعوا، لنتفزعوا.. " صلى الله عليه وآله وسلم.
من أبرز صفات الرسول القيادية / أولاً :الحنكة وبعد النظر: مثال/ *آخى بين المهاجرين والأنصار. * أمِن شر اليهود والمشركين في المدينة بكتابة صحيفة معاهدة معهم. * إرساله للسرايا الاستطلاعية للتعرف على الطرق المحيطة بالمدينة . ثانياً: حسن الاستعداد والمشورة : مثال/ *استعداده للمعركة من تدريب وتسليح ودفاع ورفع الروح المعنوية للمجاهدين . * اتباعه لما اشاراليه سلمان الفارسي في حفر الخندق.
ثالثا: الثبات ورباطة الجأش رغم الأهوال : مثال/* في غار ثور مع أبي بكر عندما كان المشركين على وشك اكتشافهم . * في غزوة بدر عندما كان عدد المشركين يزيد على عدد المسلمين عدةً وعتاداً وأفراداً . رابعاً : الحكمة وحسن التصرف والاختيار : مثال/ * استمالته للمؤلفة قلوبهم بالمال . * اختيار الإنسان المناسب في المكان المناسب . ــ كحسان بن ثابت في الشعر . ــ ونعيم بن مسعود في قدرته على إثارة البلبلة والشائعات .
خامساً: الشجاعة و اللياقة البدنية / مثال : *كان عليه الصلاة والسلام يتقدم الصفوف في القتال . * يصارع أقوى القادة الكفار. * مشاركته عليه الصلاة والسلام في المسير الطويل في غزوة بني المصطلق. * مشاركته في حفر الخندق مع الصحابة . عليه وعلى آله أفضل الصلاة و أتم السلام صلوا عليه ....
المراجع : 1ـ القران الكريم . 2ـ الحديث النبوي الشريف . 3ـ كتاب الجانب السياسي في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام . تأليف الدكتور/ أحمد حمد . 4ـ كتاب حياة الرسول المصطفى . تأليف العميد/عبد الرزاق محمد أسود . 5ـ كتاب تاريخ الأنبياء و السيرة النبوية وانتشار الإسلام . من إنتاج وزارة التربية والتعليم . 6ـ موقع التاريخ . بإشراف د/محمد موسى الشريف .
رواء الـروح مجموعة : سعاد محمد بيفاري. عائشة الشهابي نجلاء الجيبان تماضر كردي إكرام اعداد الطالبة / تم بحمد الله
