1 / 21

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم. يـقــدم. [ حرمة أهل العلم و الإسلام ]. يعج الميدان الدعوي اليوم بحالة من الخلل الناشئ عن التضخم الكمي الذي فرض نفسه على حساب التربية النوعية، الأمر الذي أفرز كثيرًا من الظواهر المرضية من أخطرها : تطاول الصغار على الكبار، والجهال على العلماء، وطلبة

frayne
Télécharger la présentation

بسم الله الرحمن الرحيم

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. بسم الله الرحمن الرحيم يـقــدم

  2. [حرمة أهل العلم و الإسلام ] يعج الميدان الدعوي اليوم بحالة من الخلل الناشئ عن التضخم الكمي الذي فرض نفسه على حساب التربية النوعية، الأمر الذي أفرز كثيرًا من الظواهر المرضية من أخطرها : تطاول الصغار على الكبار، والجهال على العلماء، وطلبة العلم بعضهم على بعض، حتى إن الواحد منهم ينسى قاموس التآخي، وما أسرع ما يخرج إلى العدوان على إخوانه، ويجردهم من كل فضل؛ فلا يحلم ولا يعفو ولا يصبر، ولكن يجهل فوق جهل الجاهلينَ؛ بل إن من طلاب آخر الزمان من غاص في أوحال السب والشتم والتجريح، وانتدب نفسه للوقيعة في أئمة كرام اتفقت الأمة على إمامتهم، وهو لا يدري أنما ذلكم الشيطان يستدرجه إلى وحل العدوان، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ويتوهم أنه يؤدي ما قد وجب عليه شرعًا. 1431هــ

  3. وكلنَّا يعلمُ مقام العالِم في الإسلام ، وما أولاه الله إياه من سَمِيِّ المناقب ، وما حباه من رفيع المناصب ،وما ذاك إلا دلالةٌ واضحةٌ بيِّنة على عِظَمِ حُرْمَتِه ،وتمام صيانته . ولا زال احترامُ العلماءِ سائرا مَسِيرَه عبر الأزمان تتناقله أنفسُ الفضلاء الشرفاء ،وتعافه أنفس الدُنآةالوُضعاء. وإن من أعظم آفات اللسان خطرًا على صاحبها الغيبةَ والنميمةَ اللذَين حرمهما الله تعالى ، فقال : { ولاَ يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }.(الحجرات: 12) وهذا في حق من يغتاب آحاد الناس ، أما من يغتاب العلماء وطلبة العلم والدعاة -رغم ما يسدونه للأمة من نصح ، ومع كثرة ما معهم من الخير- فقد ورد تشبيهه في الحديث بمن طلب من صاحب غنم شاةً فقال له : عندك الغنمُ خذ بأذن أيتِهَا شئتَ فأخذ بأذن كلب الغنم .. هذا إن كان ما يفعله من باب الغيبة، وأما إن كان من باب البهتان والكذب فهو أشد إثمًا وخطرًا. 1431هــ

  4. وأما ما يحتج به هؤلاء من أن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فينبغي أن يضبط هذا بضوابط، ويراجع نفسه من جهة النية، ويراجع القول المنسوب إلى العالم أو طالب العلم من جهة ثبوته عنه،ومن جهة حكم الشرع فيه؛ فإن وجد ما يستدعي النصيحة وجب عليه إسداؤها مع حفظ حقِّ صاحبها، وأما أصحابُ البدع، الداعُون إليها، المنافحون عنها فينبغي تحذير الأمة منهم ومن بدعهم. قال الله سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ }.(المطففين : 31) 1431هــ

  5. إن المسلمين يجب أن يكونوا جماعة واحدة ، وأن يكون مصدرهم واحدًا ، وأن تكون قيادتهم واحدة ، وكما أنهم يجتمعون على عقيدة واحدة ، وهي عبادة الله -عز وجل- وحده لا شريك له ، وهذه هي جماعة المسلمين ، وإذا دبّ فيهم خلل أو دب فيهم تباغضٌ وهجْر، أو وُجِدَ فيهم منافقون؛ فإن الأمر خطير جدًّا ,وللعلماء مكانة عظيمة ، وخطورة الكلام في أعراضهم أو انتقاصهم خطب جلل ، ولا سيما وأننا نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ، ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور ، وعدم فقه الواقع كما يقولون، وهذا أمر خطير. 1431هــ

  6. وإن من علامات تقوى القلب تعظيم شعائر الرب ،وقال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }(الحج: 32) ومِن أجلِّ مَن أمر الله بتوقير,وإكرام, وتعظيم أهل العلم ؛ فهم كما قال الإمام أحمد -رحمه الله: خلفاء الرسول في أمته ، وورثة النبي في حكمته ، والمحيون لما مات من سنته؛ فبهم قام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، قيضهم الله لحفظ الدين ، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها ، فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين؛ فمن يقود الأمة الإسلامية ؟! ومن يُرْجَعُ إليه في الفتاوى والأحكام ؟ وهذا دَسٌّ من أعدائنا، انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور، أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل ؛ فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين ، لكن الأمر لا يكون هكذا .وأعزّ شيء في الأمة هم العلماء؛ فلا يجوز أن نَتَنَقَّصَهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة، أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك.. هذا خطر عظيم. 1431هــ

  7. فلنتق الله من هذا الأمر ولنحذر من ذلك ؛ فإنه كما يقول الشاعر: يا رِجَالَ الدينِ يا مِلْحَ البَلد *** مَن يُصْلِحُ الملحَ إذا الملحُ فَسَدْ ؟! وما أبلغ قول بعض العلماء : أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم . ومما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة -وهم العلماء- ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال : قالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم : [ قال الله عز وجل : مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ]. 1431هــ

  8. الطريقة الصحيحة للتعامل مع العلماء عند ظن خطئهم:- إذا رأى المرء على العالم شيئاً يدفع ما قاله ؛ فالأفضل أن بيِّنه له . فالمؤمن مستعد للمناقشة بالحق، والمؤمن مستعد للرجوع إلى الحق سواء كان عليه أم له ؛ لأن الحق ضالة المؤمن ، أينما وجده أخذ به ، هذا هو حقيقة الأمر . وسماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في كلامه لمن يخوضون في الناس ويشغلون أنفسهم بذلك، يقول : {اتركوا الكلام في الناس ، وابذلوا النصيحة وادعوهم إلى اجتماع الكلمة ، وإلى تلقي العلم عن أهله ، وإلى الدراسة الصحيحة ، إما دراسة دينية وهذه أحسن أو دراسة دنيوية تنفع نفسك وتنفع مجتمعك ، أما الاشتغال بالقيل والقال ، فلان مخطئ ، وفلان مصيب ، وفلان كذا وكذا .. هذا هو الذي ينشر الشر ، ويفرق الكلمة، ويسبب الفتنة . إذا رأيتَ على أحدٍ خطأ فانصحه بينك وبينه، أما كلامك في المجلس عن فلان فهذه ليست نصيحة، هذه فضيحة }. 1431هــ

  9. أسباب التطاول على العلم والعلماء :- 1- تشييخ الصحف ، وافتقاد القدوة :- حيث أن بعض الدعاة وبعض عامة الناس ، يأخذون العلم مما يكتب دون الرجوع لشيخ يصحح ما تم نشرهـ ، فيضيع العلم . 2-استعجال التصدر قبل تحصيل الحد الأدنى من العلم الشرعي بحجة الدعوة :- يقول : الدكتور ناصر العقل : (ومن الأخطاء التي ينبغي التنبيه عليها في مسألة الفقه ، فصل الدعوة عن العلم ، هذه توجد في الشباب أكثر من غيرهم ، يقولون : الدعوة شيء ، والفقه في الدين شيء آخر ؛فلذلك نجد أن بعض الشباب يهتم بالدعوة عمليًّا ، ويبذل فيها جهده ووقته،لكن تحصيله للفقه والعلم الشرعي قليل جدًّا ، مع أن العكس هو الصحيح،ينبغي أن يتعلم،وأن يتفقه وأن يأخذ العلوم الشرعية ثم يدعو ، ولا مانع أن يؤجل الدعوة سنة أو سنتين أو خمسًا حتى يشتد عوده ،ويكون عنده من العلم الشرعي ما يدعو به ، أما أن يبدأ بعض الشباب بالدعوة للَّه -سبحانه وتعالى -بمجرد العاطفة وعلم قليل،ثم ينقطع عن العلم وعن المشايخ ؛فهذه على المدى البعيد سيكون لها أثرها الخطير في الأمة ، سيخرج دعاة بلا علماء ، كما حصل في البلاد الإسلامية الأخرى ). 1431هــ

  10. 3 -التعالم وتصدر الأحداث :- فترى صريع الجهل ، متشبعًا بما لم يعط ، ينصب نفسه مرجعًا للفتيا ، ويتملكه العجب ؛ فيلمز أكابر العلماء ، ويفري أعراضهم ، ويسفه أقوالهم ، فيصد الناس عن سبيل ربهم ، ويصدهم عن الإدلاء عليه ، عن عبد الله بن مسعود رضي اللَّه عنه قال : [ إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في كباركم ، فإذا كان العلم في صغاركم سفَّه الصغير الكبير] . 4- الاغترار بكلام العلماء بعضهم في بعض :- فيحاول بعضهم اعتبار ذلك موضع أسوة وقدوة ، وغافلاً عن القاعدة الجليلة التي أصلها العلماء في ذلك ، وهي أن «كلام الأقران في بعضهم البعض يطوى، ولا يحكى» إما ؛ لأنه ناشئ عن اجتهاد أو تأويل ، وإما؛ لأنه ناشئ عن تنافس ومعاصرة ومنافرة مذهبية ، مما لا يكاد يسلم منه بشر ، وما ينقل من ذلك إما لا يصح عنهم ، وإما يصح فيجب أن نغض الطرف عنه ، ونحمله ما أمكن على أحسن الوجوه، وإلا فيجب طيه وكتمانه، والاشتغال بالاستغفار لهم؛ كما رغبنا القرآن الكريم في ذلك. 1431هــ

  11. 5- التأثر بفوضوية الغربيين ونعراتهم:- ويتضح هذا في سلوك بعض الشباب الذين يبتلون بالإقامة في ديار الغرب؛ فيتشربون منهم بعض القيم، وبخاصة سلوكهم إزاء أكابرهم وعظمائهم، بحجة حرية الرأي والتعبير ، واعتزازًا بما يدينون به من «الفوضوية» التي يسمونها «ديمقراطية»، دون أن يتفطن هؤلاء الشباب إلى الفروق بين القيم الإسلامية ,وبين القيم الغربية. 6- التعصب الحزبي، والبغي، وعقد الولاء على غير الكتاب والسنة:- فبعض الناس يربون أتباعهم على الولاء لأشخاصهم ، والانتماء لذواتهم ، أو جماعاتهم ، ويوالون في ذلك ويعادون ، دون اعتبار لمبدأ الحب في اللَّه ، والبغض في اللَّه ، وفي هؤلاء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى : {وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ، ويعادي على ذلك ، بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان ، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ، ولا يخص أحدًا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه ، ويقدم من قدم اللَّه ورسوله عليه ، ويفضل من فضله اللَّه ورسوله}. 1431هــ

  12. 7- التحاسد والتنافس على الغلو والرياسة :- قال سفيان الثوري :{ما أحب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب، ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يذكر الناس أحدًا عنده بخير}. وما عبر الإنسان عن فضل نفسه * بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى * يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل وقال الأوزاعي رحمه اللَّه لبقية بن الوليد : {يا بقية لا تذكر أحدًا من أصحاب محمد نبيك صلى الله عليه وسلم إلا بخير ، ولا أحدًا من أمتك، وإذا سمعت أحدًا يقع في غيره ؛ فاعلم أنه إنما يقول : أنا خير منه}. 8- عدم التثبت في النقل:- يقول ابن خلدون :{فإن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر حتى تتبين صدقه من كذبه، وإذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد والتمحيص، فتقع في قبول الكذب ونقله}. 1431هــ

  13. 9- الفراغ :- فإن الاشتغال بلغو القول وتجريح الآخرين وسائر آفات اللسان إنما هو ثمرة الفراغ الذي لم يبادر صاحبه إلى ملئه بالعمل الصالح ، قال صلى الله عليه و سلم: [ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ]. (رواه البخاري) وقال الحسن البصري : {نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل }. فالطاعن في أهل الحق فارغ ، وأهل الحق مشغولون بحقهم ، ويقول المثل العربي: ويل للشجي من الخلي، وويل للعالم من الجاهل ، والشجي: هو المشغول ، والخلي: هو الفارغ . 10 - الجحود وعدم الإنصاف :- ومن مظاهره: تنكر الطالب لشيخه الذي طالما أفاده ، وعلمه ، وأحسن إليه لأجل زلة زلها ، أو غضبة غضبها ، فيجحد كل ما مضى من إحسانه إليه ، ويقول كما تقول كافرات العشير : ما رأيت منك خيرًا قط ، ويطلق لسانه في ذم شيخه ، والتشنيع عليه . 1431هــ

  14. 11- استثمار المغرضين لزلات العلماء:- الحكم على زلة العالم هو من وظائف المجتهدين، فهم العارفون بما وافق أو خالف، أما غيرهم؛ فلا تمييز لهم في هذا المقام. من يقضي بين العلماء ؟! سئل يومًا العلامة أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأبياني عن فقيهين من أصحابه وتلاميذه، وهما : أبو القاسم بن زيد، وسعيد بن ميمون ، فقيل له: «أيهما أفقه»، فقال: «إنما يفصل بين عالمين من هو أعلم منهما». (ترتيب المدارك) 1431هــ

  15. فتوى :- وفي فتوى بعنوان : جرح العالم رد لعلمه ، سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن هؤلاء الذين يقعون في أهل العلم ويتطاولون عليهم، فقال: الذي أراه أن هذا عمل محرّم، فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالمًا؛ فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين؟! والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين . قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }(الحجرات: 12),وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سببًا في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم؛ لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحًا شخصيًّا؛ بل هو جرح لإرث محمد -صلى الله عليه وسلم؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم، وهو موروث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح. 1431هــ

  16. كيفية التعامل مع من يجرّح العلماء :- حذِّرْهم من غيبة أهل العلم والدعاة والمسلمين عمومًا ، ثم ذرهم في خوضهم ، وأعرض عن الجاهلين ؛ فإن الوقوع في أعراض العلماء وسبهم وتجريحهم ، مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة ؛ منها:- أولاً:أنه تعد على حقوق المسلمين ؛ بل على خاصة المسلمين من طلبة العلم ,والدعاة الذين بذلوا وسعهم لتوعية الناس وإرشادهم، وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة. ثانيًا:أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة ، وكثرة القيل والقال فيما بينهم ، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات ، والوقوف في وجه الداعية إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم ، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء والمتربصين من أهل الكفر والنفاق ، أو من أهل البدع والضلال . 1431هــ

  17. ثالثًا:أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين، وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءَهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم. رابعًا:أن في ذلك إفسادًا لقلوب العامة والخاصة ، ونشرًا وترويجًا للأكاذيب والإشاعات الباطلة، وسببًا في كثرةِ الغيبة والنميمة وفتحِ أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه وإثارة الفتن ، ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا. خامسًا:أن كثيرًا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها، وقد قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ولاَ تَجَسَّسُوا ولاَ يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا }. (الحجرات:12) . والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك السوء، وأنت تجد لها في الخير محملاً. 1431هــ

  18. سادسًا:وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد، فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلاً للاجتهاد، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن، حرصًا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك، ورأى أحد أنه لا بدمن بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة،ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في مثل هذه الأمور: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) ؛ فليتب الإنسان إلى الله، قبل أن يفاجأه الموت، وليصحح ما أخطأ فيه، وليحرص على جمع كلمة المسلمين، وليحاول -ما استطاع- أن يذب عن عرض إخوانه، وليحاول -ما استطاع- أن يُصلح ما أفسد الناس، وليحاول -ما استطاع- إذا سمع خطأً عن شخص أن يتصل به اتصالاً مباشرًا عن طريق المباشرة واللقاءات، أو عن طريق الهاتف، أو عن طريق الكتابة، وليقل: "بلغني كذا وكذا، فهل هذا صحيح؟ 1431هــ

  19. إن كان صحيحًا فالأمر خلاف ما تقول ، ( ويبين له وجهة نظره) وإذا كان غير صحيح فبيِّن ذلك حتى أنشر للعالم أنه غير صحيح". إذا فعل الإنسان هذا فإنه سيكون محمودًا عند الله وعند الناس .. لماذا؟ لأنه مصلح . فإن خلو الساحة حقيقة أو حكمًا من المتأهلين للصدارة المستحقين لها يورث ظهور طائفة من أنصاف المتعلمين أو المتعالمين غير المتأهلين ؛ ليحتلوا مكانًا ليسوا أهلاً له، وهذا يكفي في بيان خطره حديث النبي -صلى الله عليه وسلم: { إِنَّ اللَّهَ لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا ، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ}. (رواه البخاري) 1431هــ

  20. ما عاقبة التطاول على العلماء ؟! بما أن الجزاء من جنس العمل؛ فليبشر الطاعن في العلماء المستهزئ بهم؛ بعاقبة من جنس فعله؛ فعن إبراهيم -رحمه اللَّه- قال: «إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به».وليعلم أنه يخشى على من تلذذ بغيبة العلماء والقدح فيهم أن يبتلى بسوء الخاتمة -عياذًا باللَّه منها-؛ فهذا القاضي الفقيه الشافعي محمد بن عبد الله الزبيدي، قال الجمال المصري: «إنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه واسودَّ، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي -رحمهم اللَّه جميعًا-».وروي عن الإمام أحمد أنه قال: «لحوم العلماء مسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات».وفي الختام أقول إن إعادة مكانة العلماء إلى سابق عهدها إنما يكون بإصلاح العلماء وطلبة العلم لأنفسهم وتوجيه اللوم لها قبل غيرها، فانتصار الأمة وعلو شأنها منوط بعد الله بقيام خيار الأمة بواجبهم الذي كلفوا به وصيانة العلم الذي حفظوا إياه، فإذا كان خيار الأمة وأفاضلها من أهل العلم قد غيروا وبدلوا إلا من رحم الله فإنه يخشى عليهم وقوع الاستبدال الذي توعد الله به الذين قعدوا وتولوا عن صراطه المستقيم حيث قال الله تعالى : { إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }(التوبة:39) ، وقال تعالى: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }. (محمد:38) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1431هــ

  21. نسأل الله أن يحفظ علماؤنا ودعوتنا الربانيين من كيد الحاقدين مع تحيات موقع 1431 هـــ

More Related