1 / 36

المقدمة:

تحليل نصوص بعض فصول مقدمة إبن خلدون  الفصل الثالث والعشرون: "في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده”, والفصل الرابع والعشرون: "في أن الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء". جود شفيق. المقدمة:.

Télécharger la présentation

المقدمة:

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. تحليل نصوص بعض فصول مقدمة إبن خلدون الفصل الثالث والعشرون:"في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعارهوزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده”,والفصل الرابع والعشرون:"في أن الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء".جود شفيق

  2. المقدمة: لتحليل النص, سأبني النص على أربع قواعد معلوماتية, القاعدة الأولى لتوفير المعلومات هي قاعدة النص, القاعدة الثانية هي رؤية مؤلف النص, الثالثة هي رؤية محلل النص, الرابعة هي المعلومات أو الأفكار التي تتولد عند قارىء تحليل النص رؤية قارىء تحليل النص رؤية محلل النص رؤية مؤلف النص الأربع قواعد ستبنى على ثلاث رؤى , كل واحدة منها تبنى و تزيد على من سبقتها:

  3. الرؤى الثلاث المتداخلة لفهم نصوص مقدمة ابن خلدون: وكل رؤية من هذه الرؤى لها عدة عناصر منها: 1- خلفية الكاتب/القارىء. 2- سبب االكتابة/القراءة. 3- لمن كتبه/ كيفية تفعيل القارىء لما قرأه. وتتداخل وتتكامل جميع هذه المستويات والرؤى عندك, ”قارىء تحليل النص

  4. لذلك سأتكلم هنا في المقدمة عن القاعدة المعلوماتية الثالثة, حتى يستفيد منها قارىء تحليل • النص . فكما أننا ندرس مؤلف النص لنأخذ بعين الإعتبار رؤية المؤلف عند فهم • النص, أعتقد يجب توفير معلومات لفهم رؤية ”مؤلف تحليل النص“ من خلال طرح عناصر • هذه الرؤية, لتكامل فهم ”تحليل النص“. • وسأتبع المقدمة بالقاعدة المعلوماتية الثانية, ويتضمن ذلك أبعاد رؤية المؤلف, لأن المؤلف هو • الذي وجد قبل, وأوجد النص, فالنص نتيجة طبيعية لرؤية المؤلف. ثم أتكلم عن القاعدة • المعلوماتية الأولى وهي النص. • رؤية محلل النص: • 1-سأجمع هنا عنصرين من عناصر الرؤية وهما خلفية المؤلف, • وهدف أو سبب التأليف: • المحللة تأتي من خلفية أكاديميا علمية, وهذه هي المحاولة الأولى لها في تحليل نص • أدبي, كجزء من المهارات المكتسبة من متطلبات مساق النظم والحضارة الإسلامية. • القارىء ذا الخلفية العلمية يقرأ النص إمّا للمعلومات ,وبالتالي الأفكار المطروحة فيه • أو المتولدة عنه, أو للنظر في كيفية التوصل الى هذه الأفكار أو المعلومات. وفي بعض • الأحيان ينظر الى طريقة طرحها والتعبيرعنها.

  5. لذلك الهدف من هذا التحليل (حسب رؤية المحلل), ليس التحليل أو التفكيك لفهم الجزئيات ومن ثم إعادة البناء, وإنما هو البناء التراكمي لأفكار النص, وما يتضمنه من عمليات تحليل وتفكيك الى الجزئيات التي يبنى عليها توليد وتداخل في الأفكار تخدم عملية البناء. ولذلك أنا أقترح إطلاق عنوان ”البناء التراكمي لأفكار النص“ على هذه العملية لتفريقها عن عملية ”تحليل النص“. وسأحاول في هذه العملية (لطبيعة النص الأدبية) عدم الإلتزام المطلق بالمنهج العلمي في التحليل والذي يعتمد على برهنة الفرضية,وإنماللغوص في النص للتنقيب عن الأفكار وتفاعلها وبناء شبكة منها تثري وتوسع آفاق كل قارىء لهذا البناء. 2- جمهور البحث: لكل نص جمهور. وكلما اتسعت دائرة هذا الجمهور, كلما ازداد احتمال تفعيل هذا النص. لذلك, أستهدف كل من ينظر الى النصوص الأدبية بغرض الإضطلاع على البناء التراكمي لأفكارها وما يمكن أن تولده من أفكار عند القارىء. هذا يشمل صاحب الخلفية الأدبية والعلمية, مع الإقرار بأن هذا المنهج لن يروي ظمأ الأديب,ولكنه سيمكن شريحة أكبر من المجتمع من الإنتفاع وتفعيل نص أدبي حضاري مهم, لم يكن سيفعل لدى الأغلبية التي لا تمتلك ملكة التحليل الأدبي.

  6. القاعدة المعلوماتية الثانية: للمساعدة في استخلاص المعلومات والأفكارمن النص, يجب أن يكون لدى قارىء النص فكرة عن رؤية أو نظرة مؤلف النص للنص. ولتكوين هذه الفكرة يجب أن يلم القارىء ببعض المعلومات عن نشأة وحياة الكاتب, منهجه وهدفه من كتابة النص, ومن خاطب عند كتابته للنص. عند طرح هذه المعلومات سأراعي ما يلي: 1- سأوسع قاعدة البحث , لكن سأضيق في كمية التفاصيل, آخذة منها ما يساعد في تحقيق هدف البناء التراكمي لأفكار النص. وهذه العملية هي أيضا عملية نسبية, فما أعتقده خارج عن تحقيق الهدف, ممكن أن يجد فيه محلل آخر ما يفي غرضه هو. 2- سأعرض قاعدة البحث كمنظومة متشابكة تستخدم كهيكل للقاعدة الثانية في أي عملية بناء تراكمي لأفكار أي نص آخر. 3- بعد عرض هيكل منظومة القاعدة الثانية سأطبقها على ابن خلدون وأبدأ بالبناء التراكمي للأفكار.

  7. نشأته حياته نظرته للعالم المؤلف البيئة الخارجية مدخلات البيئة الداخلية مدخلات شخصيته خبراته مهاراته دراسته استنتاجات الآخرين من كتاباته ما وصفه به من عاصروه مخرجات أعماله بشكل عام أحداث الزمن الذي عاصره أنواع كتاباته آراء معاصريه بأعماله الهدف من كتابته النص المدروس من المخاطب منهجه هيكل منظومة القاعدة المعلوماتية الثانية

  8. تطبيق منظومة القاعدة المعلوماتية الثانية على ابن خلدون سأرتب المعلومات المجموعة على شكل نقاط: ما يتعلق بالمدخلات: 1- عاصر عبد الرحمن بن خلدون (732-808هـ) تفكك العالم الإسلامي مثل سقوط الأندلس,وتفكك المغرب الى دويلات صغيرة. 2- ولد ونشأ في تونس وتنقل في أرجاء العالم الإسلامي من المشرق الى المغرب. 3- من أسرة لها تاريخها الأجتماعي والسياسي في تونس وإشبيلية. فما لبث أن دخل المعترك السياسي محاولا الإصلاح, ولكن جهوده لم تكلل بالنجاح وسجن. 4- كان إبن خلدون كسائر علماء المسلمين في تلك الأزمان, مجيدا لعدة علوم, من حفظ القرآن وتجويده, الى العلوم الشرعية واللسانية, إضافة الى المنطق والفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات.

  9. 5- يتبع الرؤية الإسلامية للعالم وهذا واضحا في استشهاده بالكثير من القرآن والأحاديث الشريفة وما استنتجه الآخرون من شمولية منهجه. 6- اشتغل أولا في الإصلاح السياسي ثم الإصلاح عن طريق الفكر, فكتب مقدمته وغيرها من الكتب بعد أن اعتزل السياسة في 779هـ. 7- بعد عزوفه عن السياسة اشتغل في التدريس والقضاء حتى توفاه الله عز وجل. أعماله بشكل عام: 1- يصف البعض أن أسلوبه تسوده نظرة تشاؤمية لما عاصره من أحوال الحضارة الإسلامية المتفككة.

  10. النص المدروس: 1- هما الفصلين الثالث والعشرون والرابع والعشرون من مقدمة ابن خلدون الجزء الثاني. مقدمة ابن خلدون هي مقدمة لكتابه كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر. 2- من مميزات منهج ابن خلدون الذي تميز به عمن سبقه: -جمع ابن خلدون في مقدمته بين علم التاريخ وعلم الاجتماع, والسياسة معتمدا على القرآن الكريم والسنة النبوية في تحليله لهما. فتميز منهجهه بالشمولية التي تمزج بين جوانب المعرفة الإنسانية المختلفة. وأطلق على منهجه "علم العمران البشري". - وضح أن الظواهر الاجتماعية لا تختلف عن الظواهر الكونية الطبيعية من حيث اتباعها لقوانين وسنن أوجدها الخالق عز وجل.

  11. -انتقد وتفادى منهج المؤرخين السابقين من حيث عدم الموضوعية, عدم تحكيم العقل في ضوء قوانين الطبيعة والاعتماد على الوصف من غير تحليل, الجهل بطبائع الأشياء ولا سيما قوانين الحضارة, عدم ادراكهم للأهداف الاجتماعية والمعاشية والتاريخية, وعدم وجود معيار منهجي تنقد به الوقائع والأخبار. -يركز بقوة على النتيجة الحتمية لأقتران السبب بالمسبب وفق قوانين طبيعية. فدعى الى النظر الى باطن الأمور لأكتشاف سنن الله الاجتماعية. 3- النصان تحت الدراسة هما فصلان من مقدمة ابن خلدون, و الهدف من وراء كتابة المقدمة كما قال ابن خلدون في تمهيد مقدمته,بعد أن ذكر أهمية علم التاريخ, أنه اطلع على كتب المؤرخين, وكما ذكرت بمنهجه, أنه انتقد منهجهم وأراد أن يضع منهجا آخر فقال:”ما يمتعك بعلل الكوائن وأسبابها, ويعرفك كيف دخل أهل الدول من أبوابها, حتى تنزع من التقليد يدك, وتقف على أحوال ما قبلك من الأيام والأجيال وما بعدك ”. 4- وذكر ابن خلدون في تمهيده للمقدمة أنه كتبه للعلماء والخاصة.

  12. تأثير النص في زمنه البيئة الخارجية النص البيئة الداخلية اللغة تأثير النص في زمننا منظومة الأفكار ( الفكرة الأم, الرئيسية والفرعية ومتفرعاتها) البناء التراكمي للأفكار هيكل المنظومة المعلوماتية الأولى

  13. الفصل الثالث و العشرون ”في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده“. • و السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أولما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لها اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه و الله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس لم إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب و هذا راجع للأول و لذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه و مركبه و سلاحه في اتخاذها و أشكالها بل و في سائر أحواله و انظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائماً و ما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم و انظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية و جند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى و لها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و الاقتداء حظ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم و شاراتهم و الكثير من عوائدهم و أحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدان و المصانع و البيوت حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء و الأمر لله. و تأمل في هذا سر قولهم العامة على دين الملك فإنه من بابه إذ الملك غالب لمن تحت يده و الرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم و المتعلمين بمعلميهم و الله العليم الحكيم و به سبحانه و تعالى التوفيق. القاعدة المعلوماتية الأولى

  14. لأنقياد المغلوب للغالب الشعور بالنقص عند المغلوب الاعتقاد بالكمال للغالب تعظيم الغالب في نفس المغلوب الاقتداء بالجلالقة في الأندلس سبب الاقتداء ”السبب في ذلك“ العامة بزي جند السلطان في اتخاذه وأشكاله الأبناء بالآباء الإقتداء ”المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب“ العامة على دين الملك المركب السلاح الشعار أشكال الاقتداء الزي أمثلة على حالات من الاقتداء المتعلمين بمعلميهم النحلة سائر العوائد سائر الأحوال خريطة أفكار النص

  15. البناء التراكمي للأفكار نقسم النص الى أجزاء بقدر عدد أجزاء الأفكار الرئيسية (هنا لدينا ثلاث أفكار, إذن ثلاثة أجزاء). نبني كل جزء لوحده (خريطة أفكار النص). نبدأ بالتحليل والبناء من الخارج الى الداخل, أي من الفكرة الأكثر فرعية الى الأقل فرعية. عند التحليل نوضح العبارات المرجعية التي ولدت الأفكار (باللون الأحمر), وأهم المفاهيم التي ولدت هذه الأفكار (تحتها خط). نجمع أفكار الأجزاء ونوضح التشابك فيما بينها لبناء الكل. نبني أفكار العنوان, ثم نركب ونقارن أفكار العنوان بمحتوى أفكار النص. في أي مرحلة من هذه المراحل يمكن إضافة أي أفكار متولدة لدى المحلل من ربط لأفكار النص مع أي من خبراته وقراءاته.

  16. لأنقياد المغلوب للغالب الشعور بالنقص عند المغلوب الاعتقاد بالكمال للغالب تعظيم الغالب في نفس المغلوب الاقتداء بالجلالقة في الأندلس سبب الاقتداء ”السبب في ذلك“ العامة بزي جند السلطان في اتخاذه وأشكاله الأبناء بالآباء الإقتداء ”المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب“ العامة على دين الملك المركب السلاح الشعار أشكال الاقتداء الزي أمثلة على حالات من الاقتداء المتعلمين بمعلميهم النحلة سائر العوائد سائر الأحوال

  17. لأنقياد المغلوب للغالب الجزء الأول من النص: الشعور بالنقص عند المغلوب الاعتقاد بالكمال للغالب تعظيم الغالب في نفس المغلوب سبب الاقتداء ”السبب في ذلك“ سنبدأ من الأفكار الفرعية رجوعا الى الفكرة الرئيسية ”سبب الإقتداء“ تعظيم الغالب في نفس المغلوب الاعتقاد بالكمال للغالب ”أن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها“ ”إما بنظره بالكمال بما وفر عندها من تعظيمه“ فإذا غالطت بذلك واتصل لها اعتقادا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء“.

  18. ”أن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت اليه “ من أهم المفاهيم في هذا النص هو مفهوم ”النفس“. فقد ركز ابن خلدون في توضيح سبب الاقتداء على ”ما تعتقده النفس“. فسبب الأفعال أو مصدرها هي ما تعتقده النفس البشرية. وما يثير الإنتباه هنا أيضا أنه يفرق بين العقل والنفس, وأن الإقتداء والنقياد ليس نتيجة لجمع المعلومات عن الغالب (وقد أشار الى هذا في ”بنظره بالكمال“) باستخدام العقل, بل يجب أن النفس هي التي تعظم فينظر العقل بالكمال للغالب. ”إما بنظره بالكمال بما وفر عندها من تعظيمه“ فإذا غالطت بذلك واتصل لها اعتقادا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء“. ويستخدم ابن خلدون مفهوم ”الغلط والتغالط“ عند التحدث عن اعتقاد النفس, مشيرا الى أن هذا الاعتقاد (الكمال) ليس صحيحا. إذن ما يقوله ابن خلدون هنا أن النفس وما تعتقده, سواء أكان الإعتقاد صحيحا أم لا, تستميل العقل في تأييدها, الذي بدوره يترجم الإعتقاد الى أفعال. هذا التحليل يطابق ما جاء به الغزالي في إحيائه وما توصل اليه علماء الأعصاب في زمننا .

  19. الاعتقاد بالكمال للغالب لأنقياد المغلوب للغالب ”أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي أنما هو لكمال الغالب“ هنا يوضح ابن خلدون اعتقاد النفس الخاطىء ,أن الإنقياد للغالب إنما حصل لأن الغالب يتصف بالكمال. فهنا النفس تستخدم الفعل الذي تسعى الى تحقيقه كبرهان لصحة اعتقادها! وهذه طريقة تخدع بها النفس نفسها , بأن الانقياد ليس أمر طبيعي هي جبلت عليه, وإنما لكمال الغالب. في العصر الحالي توصل علماء الأعصاب الى تفصيل في ما يسمونه بالعقل المنطقي, والعقل العاطفي. وأوضحوا أنه عندما يزداد نشاط العقل العاطفي (emotional brain) يطغى على التفكير المنطقي , بل ويجند العقل المنطقي بجمع المعلومات المنطقية التي فقط تلائم اعتقاد العقل العاطفي. فهنا نرى أن اعتقاد النفس يدفعها الى تجنيد معلومة الانقياد بما يلائم هدفها, وهو اعتقادها بكمال الغالب.

  20. لأنقياد المغلوب للغالب الشعور بالنقص عند المغلوب الاعتقاد بالكمال للغالب تعظيم الغالب في نفس المغلوب سبب الاقتداء ”السبب في ذلك“ تكلمنا عن هذا ”أو لما تراه والله أعلم من أن غلب الغلب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس وإنما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب تغالط أيضا بذلك عن الغلب وهذا راجع للأول“ الشعور بالنقص عند المغلوب وإذا ربطنا هذه العبارة بالفكرة السابقة ” وهذه طريقة تخدع بها النفس نفسها , بأن الانقياد ليس أمر طبيعي هي جبلت عليه, وإنما لكمال الغالب“ وهذه الفكرة تولدت من العبارة ”أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي أنما هو لكمال الغالب“. نستنتج أن النفس ترى أن العصبية , والقوة والبأس (وهذا أمر جبلت عليه) أهم من العوائد والمذاهب (التي تكتسب) . فإذا كان ولا بد أن ترجع سبب الغلبة الى نقص فيها, فهي تفضل أن ترجعه الى شيء مكتسب (العوائد والنحل) ولا أن ترجعه الى نقص في قوتها وبأسها. وكما ذكر ابن خلدون, أن هذا الاعتقاد هو أيضا تغالط. .

  21. الجزء الثاني من النص: ”ولذلك ترى المغلوبيتشبهأبدا بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في إتخاذها وأشكالها بل وفي سائر أحواله“. في اتخاذه وأشكاله إذا سألنا هنا ما الذي يقصده ابن خلدون بالمغلوب والغالب؟ هل الغلب جسدي أم معنوي؟ هل هو غلب الأفراد, الجماعات أم الدول؟ هل هي حالة خاصة من حالات الغلب أم أن الاقتداء والتشبه بالغالب يحدث بشكل عام دائما عند الغلب, ولهذا قال ”أبدا“؟ وسأتوسع في هذا عند مناقشة الجزء الثالث. وكما ذكرت, بدأت النفس بالتعظيم,وانتهت بترجمة هذا التعظيم الى تشبه مرئي. وكأن النفس لا تكتفي بما وقر في سرها وإنما يجب أن يرى الناس معالم انقيادها لمن غلبها, ويجب أن يكون التشبه ليس ببعض الأحوال, وإنما بكل شيء من أحوال وعوائد في الإتخاذ والأشكال. وكما المح ابن خلدون, أن الأنسان ليصل الى هذه الدرجة من تذليل النفس, يكون إما مولعا بمن غلبه بحيث سيطر عقله العاطفي على المنطقي, المركب السلاح الشعار أشكال الاقتداء الزي النحلة سائر العوائد سائر الأحوال

  22. أو لم يكن عنده عزة نفس من الأصل ( لعدم اقتناعه بما انتحلته من العوائد والمذاهب) ووجد أن التشبه بالغالب يعطيه هوية هي من حقه وكان يفتقدها! الجزء الثالث من النص: ”وانظر ذلك في الابناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائما وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم“. ويضرب ابن خلدون الأمثلة على حالات من الاقتداء كأدلة تدعم فرضيته. وفي استخدامه لمثل اقتداء الابناء بالآباء, نرى أن اعتقاد الابناء بكمال آبائهم هو الذي دفعهم الى التشبه فيهم. فهو يستخدم هذا المثال إما: 1- لدعم جزء من فرضيته, وهي التشبه بسبب الاعتقاد بالكمال. أي يثبت أولا الاقتداء عند الاعتقاد بالكمال, ثم يقيس عليه أن المغلوب يقتدي بالغلب لاعتقاده بكمال الغالب. الاقتداء بالجلالقة في الأندلس العامة بزي جند السلطان الأبناء بالآباء العامة على دين الملك أمثلة على حالات من الاقتداء المتعلمين بمعلميهم

  23. - أو أن تصنيف الغالب والمغلوب عنده واسع بحيث يشمل كل من له سلطة أو قوة على • الآخر. • ويستخدم أيضا الاعتقاد بكمال المعلمين كسبب لاقتداء المتعلمين. ” لاعتقاد الكمال فيه إعتقاد • الأبناء بآبائهم والمتعلمين بمعلميهم“. وأرى أن هذان المثالان لهما نفس الرتية والسبب في • الاقتداء , وفي الحالتين الغلب هنا لا يعطي معنى الغلب القهري. وأيضا في نفس المرتبة • أضاف المثال الثالث :“وتأمل في هذا سر قولهم العامة على دين الملك فإنه من بابه إذ الملك • غالب لمن تحت يده والرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه ”. • فهنا أيضا الاقتداء هو نتيجة إعجاب واعتقاد بالتفوق والكمال لمكانة الملك, فالملك هو الغالب • لأن له المرتبة العليا في المجتمع. • أنظر أيضا إستخدامه للأمثال في ”سر قولهم العامة على دين الملك“ لأثبات فرضيته, • فالأمثال تدرج على ظواهر عامة يلاحظها الجميع باستمرار, فهنا هو ربط المثل بالعلة • والعلة هنا اعتقاد الكمال, ثم قاس على هذا المثال أمثلة أخرى تتشارك في نفس العلة. • المثال الاخر:“وانظر الى كل قطر من الاقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية وجند • السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم“. هنا أيضا يعمم باستخدامه ”كل قطر“, ويربط • الغلبة بالتقليد, والغلبة هنا أيضا ليست قهرية.

  24. وآخر مثال استخدمه:“إذا كانت أمة تجاور أخرى ولها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء والأمر لله“. • في هذا المثال أيضا يعطي الانطباع أنه ليس غلب قهري, أمة تجاور أخرى ولكن إحدى هذه الأمم متفوقة بنظر الأخرى, ونتيجة هذا التفوق يكون الإقتداء بكل شيء, وأعتقد أن هذا ليس بالضرورة بسبب الاعتقاد بالكمال وإنما للسبب الآخر الذي ذكره, وهو عدم اقتناع الأمة المقلدة بعوائدها ونحلها هي, فتقلد من تفوق عليها. • أيضا استخدامه أن هذا التقليد ممكن لو فكر به المرء قليلا لوجده يشبه الاستيلاء, أي أن هذا التقليد التطوعي في كل شيء يعطي الانطباع أن الأمة المتوفقة قد استولت على المقلدة وفرضت طريقتها عليها.

  25. ربط النسيج الفكري • الفكرة الرئيسية هنا أن الغلبة مقترنة باقتداء المغلوب للغالب. • الغلب برأيي هنا ليس غلبا قهريا وإنما حالة من الاذعان والولع في التشبه تتولد في نفس الذي من يرى أن الآخر متفوق عليه, أو له سيطرة مستحبة عليه. • سبب هذه الحالة من الولع أن المقلد إما أن يرى الكمال فيمن يقلده, أو لعدم رضاه عما عنده. والسببان مترابطان. والحالة تعود الى اعتقاد خاطىء بالنفس يترجم الى أفعال • نوع التقليد باعتقادي يعتمد على نوع النقص في المقلد/الكمال في المتفوق, فبالنسبة لجند السلطان التقليد يكون فقط باللباس.

  26. الفصل الرابع و العشرون ”في أن الأمة إذا غلبت و صارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء“. • و السبب في ذلك و الله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها و صارت بالاستعباد آلة لسواها و عالة عليهم فيقصر الأمل و يضعف التناسل و الاعتمار إنما هو عن جدة الأمل و ما يحدث عنه من النشاط في القوى الحيوانية فإذا ذهب الأمل بالتكاسل و ذهب ما يدعو إليه من الأحوال و كانت العصبية ذاهبة بالغلب الحاصل عليهم تناقص عمرانهم و تلاشت مكاسبهم و مساعيهم وعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم بما خضد الغلب من شوكتيهم فأصبحوا مغلبين لكل متغلب و طعمةً لكل آكل و سواء كانوا حصلوا على غايتهم من الملك أم لم يحصلوا. و فيه و الله أعلم سر آخر و هو أن الإنسان رئيس بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خلق له و الرئيس إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه تكاسل حتى عن شبع بطنه و ري كبده و هذا موجود في أخلاق الأناسي. و لقد يقال مثله في الحيوانات المفترسة و أنها لا تسافد إلا إذا كانت في ملكة الآدميين فلا يزال هذا القبيل المملوك عليه أمره في تناقص و اضمحلال إلى أن يأخذهم الفناء و البقاء لله وحده و اعتبر ذلك في أمة الفرس كيف كانت قد ملأت العالم كثرة و لما فنيت حاميتهم في أيام العرب بقي منهم كثير و أكثر من الكثير يقال إن سعداً أحصى ما وراء المدائن فكالوا مائة ألف و سبعة و ثلاثين ألفاً منهم سبعة و ثلاثون ألفاً رب بيت و لما تحصلوا في ملكة الغرب و قبضة القهر لم يكن بقاؤهم إلا قليلاً و دثروا كأن لم يكونوا و لا تحسبن أن ذلك لظلم نزل بهم أو عدوان شملهم فملكة الإسلام في العدل ما علمت و إنما هي طبيعة في الإنسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيره و لهذا إنما تذعن للرق في الغالب أمم السودان لنقص الإنسانية فيهم و قربهم من عرض الحيوانات العجم كما قلناه أو من يرجو بانتظامه في ربقة الرق حصول رتبة أو إفادة مال أو عز كما يقع لممالك الترك بالمشرق و العلوج من الجلالقة و الإفرنجة فإن العادة جارية باستخلاص الدولة لهم فلا يأنفون من الرق لما يأملونه من الجاه و الرتبة باصطفاء الدولة و الله سبحانه و تعالى أعلم و به التوفيق.

  27. الدليل طبيعة الحيوان مثل ممالك الترك الفناء أمم السودان الفناء حصول فائدة صارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم لنقص الإنسانية فيهم تناقص الاعداد أصبحوا مغلّبين لكل متغلّب طعمة لكل آكل إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه يضعف التناسل والاعتمار عجزوا عن المدافعة عن أنفسهم ملك أمرها عليها في بعض الحالات يتقبل الرق لأن الأنسان رئيس بطبعه قصور الأمل خضد الغلب من شوكتهم أسباب التكاسل كيف يؤدي التكاسل الى الفناء هي طبيعة في الإنسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيره سبب الفناء التكاسل ما يحصل في النفوس من تكاسل سبب الفناء العصبية ذاهبة بالغلب الحاصل عليهم فناء أمة الفرس واعتبر ذلك في أمة الفرس الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء

  28. الأمة إذا غلبتوصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء الفناء فلا يزال هذا القبيل المملوك عليه أمره في تناقص و اضمحلال إلى أن يأخذهم الفناء و البقاء لله وحده تناقص الاعداد فيقصر الأمل و يضعف التناسل و الاعتمار إنما هو عن جدة الأمل و ما يحدث عنه من النشاط في القوى الحيوانية فإذا ذهب الأمل بالتكاسل و ذهب ما يدعو إليه من الأحوال يضعف التناسل والاعتمار و السبب في ذلك و الله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل قصور الأمل الغلبة هنا ليس فقط بأمة تتفوق عليها وإنما أن تغلب الأمة وتصبح في ملك غيرها من الأمم, أي فقدت حريتها. في هذه الحالة يسرع إليها الفناء, الذي هو مصيرها في أي حال, لكن في هذه الحالة يحدث تسارع. كيف يؤدي التكاسل الى الفناء سبب الفناء التكاسل ما يحصل في النفوس من تكاسل الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء

  29. فلا يزال هذا القبيل المملوك عليه أمره في تناقص و اضمحلال إلى أن يأخذهم الفناء و البقاء لله وحده الفناء فيقصر الأمل و يضعف التناسل و الاعتمار إنما هو عن جدة الأمل و ما يحدث عنه من النشاط في القوى الحيوانية فإذا ذهب الأمل بالتكاسل و ذهب ما يدعو إليه من الأحوال تناقص الاعداد و السبب في ذلك و الله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل يضعف التناسل والاعتمار فناء الذي فقد حريته يتأتى في تناقص الاعداد والاعتمار, والذي هو نتيجة لضعف في التناسل , موضحا أن القوى الحيوانية الدافعة للتناسل لا تتواجد في الانسان إذا ذهب الأمل, أي إذا فقد الانسان حريته, ويناقض هذا ما يحصل في عالم الحيوان (سأذكره بتفصيل فيما بعد). فقدان الأمل والحرية هو نتيجة لحالة التكاسل التي تصيب الذي فقد حريته. ومصدرها حالة في النفس. بالتالي سبب فناء الأمم المملوكة هو حالة نفس الشعب المملوك. وأن هذا من طبيعة الانسان. سأناقش هذه النقطة فيما بعد. قصور الأمل كيف يؤدي التكاسل الى الفناء سبب الفناء التكاسل ما يحصل في النفوس من تكاسل

  30. هنا يصف الأسباب التي ولدت في النفس حالة من التكاسل 1- إذا ملك أمرها عليها . 2- و صارت بالاستعباد آلة لسواها و عالة عليهم. 3- هو أن الإنسان رئيس بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خلق له و الرئيس إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه تكاسل حتى عن شبع بطنه و ري كبده و هذا موجود في أخلاق الأناسي. مثل ممالك الترك الدليل طبيعة الحيوان أمم السودان حصول فائدة صارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم لنقص الإنسانية فيهم إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه ملك أمرها عليها في بعض الحالات يتقبل الرق لأن الأنسان رئيس بطبعه الذي يقوله هنا أن هذه الحالة النفسية من التكاسل كأنها نوع شديد من الاكتئاب, بحيث أن الانسان يتكاسل حتى عن ما يبقيه حيا مثل الطعام والشراب, وأن هذا من طبيعة البشر. ولكنني أجد صعوبة في رؤية مدى شمولية هذه القاعدة, هذا معناه أن مقاومة الشعوب المملوكة غير موجودة لأن هذا ليس من طبيعة البشر! وهذا لا يتماشى مع أمثلة كثيرة في التاريخ وفي الوقت الحالي! أسباب التكاسل سبب الفناء التكاسل ما يحصل في النفوس من تكاسل

  31. الدليل طبيعة الحيوان أمم السودان وبعد قوله أن هذه الحالة النفسية من الاستسلام التي هي من طبيعة البشر, يوضح أن هذه ليست قاعدة عامة وأن هناك مستثنيات, حالتان يقبل فيهما الانسان الرق: 1- أمم السودان, وتفسيره لذلك أن هذه الأمة إنسانيتها أقل من غيرها من الأمم وأنها أقرب للحيوانات. وذكر مثال كيف أن الحيوانات تتناسل عندما تكون في ملكة الانسان, أي أن هذه الحيوانات لا تأبى الرق. إنما تذعن للرق في الغالب أمم السودان لنقص الإنسانية فيهم و قربهم من عرض الحيوانات العجم كما قلناه. الحيوانات المفترسة و أنها لا تسافد إلا إذا كانت في ملكة الآدميين. 2- ممالك الترك والعلوج من الجلالقة والافرنجة. لما يحصلونه من جاه ومال ورتبة باصطفاء الدولة المالكة لهم. حصول رتبة أو إفادة مال أو عز كما يقع لممالك الترك بالمشرق و العلوج من الجلالقة و الإفرنجة فإن العادة جارية باستخلاص الدولة لهم فلا يأنفون من الرق لما يأملونه من الجاه و الرتبة باصطفاء الدولة حصول فائدة لنقص الإنسانية فيهم إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه في بعض الحالات يتقبل الرق لأن الأنسان رئيس بطبعه

  32. سبب آخر للفناء بالإضافة الى التكاسل, هو أن فقدان الحرية يكسر شوكة الأمة, يقضي على ثقتها بنفسها, فلا تقدر على أن ترد أي هجمات أخرى و كانت العصبية ذاهبة بالغلب الحاصل عليهم تناقص عمرانهم و تلاشت مكاسبهم و مساعيهم وعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم بما خضد الغلب من شوكتيهم فأصبحوا مغلبين لكل متغلب و طعمةً لكل آكل. وهذا يحدث حسب فرضية ابن خلدون سواء كان هناك منفعة حصلوا عليها من ملكة غيرهم عليهم أم لا و سواء كانوا حصلوا على غايتهم من الملك أم لم يحصلوا هل هذا معناه أن ممالك الترك وغيرهم من الذين حصلوا على المنفعة من مال وعز, هل معناه أنهم يفنون بسبب انكسار شوكتهم؟ الفناء أصبحوا مغلّبين لكل متغلّب طعمة لكل آكل عجزوا عن المدافعة عن أنفسهم خضد الغلب من شوكتهم سبب الفناء العصبية ذاهبة بالغلب الحاصل عليهم

  33. هي طبيعة في الإنسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيره وقد ضرب مثالا على فناء الأمم عندا تصبح تحت ملك غيرها أمة الفرس وكيف فنيت هذه الأمة مع أنها كانت تحت سيطرة أمة عادلة مثل الأمة الاسلامية. وعندما ذكر أعداد جيوشهم, أوضح أن سبعة وثلاثين ألفا منهم لهم عائلات, إي أن مع وجود هذه الأعداد الكبيرة, بعد فترة فنيت أمة الفرس. اعتبر ذلك في أمة الفرس كيف كانت قد ملأت العالم كثرة و لما فنيت حاميتهم في أيام العرب بقي منهم كثير و أكثر من الكثير يقال إن سعداً أحصى ما وراء المدائن فكالوا مائة ألف و سبعة و ثلاثين ألفاً منهم سبعة و ثلاثون ألفاً رب بيت و لما تحصلوا في ملكة الغرب و قبضة القهر لم يكن بقاؤهم إلا قليلاً و دثروا كأن لم يكونوا و لا تحسبن أن ذلك لظلم نزل بهم أو عدوان شملهم فملكة الإسلام في العدل ما علمت و إنما هي طبيعة في الإنسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيره. فناء أمة الفرس واعتبر ذلك في أمة الفرس

  34. ربط النسيج الفكري • الفكرة الرئيسية هنا أن الفناء يسرع على الأمم التي تفقد حريتها. • الفناء هنا هو فناء حقيقي, بحيث أن الاعداد تتناقص الى أن تندثر الأمة, وهذا التناقص سببه حالة نفسية تصيب الشعوب المهزومة -وهي من طبيعة الانسان- وهي حالة فقدان الأمل والثقة بالنفس وتؤدي بدورها الى ضعف في التناسل والدفاع عن النفس.وأعطى مثالا على ذلك ما حصل في أمة الفرس. • ذكر استثنائين لتقبل الانسان للرق وهما أمة السودان وذلك لضعف انسانيتهم, أمم الترك والفرنجة لما يصيبهم من رتبة ومال.

  35. تعليق محلل النص: • أجد صعوبة في تقبل فرضية ابن خلدون أن من سيكولوجية الأنسان الطبيعية هي الاستسلام للرق, وأن الأمم التي لا تستسلم سيكولوجيا هي الأمم التي فقدت جزء كبير من إنسانيتها أو التي تنتظر مرتبة أو مال!,وهل هذا يعني أن هذه الأمم لا تفنى مثل غيرها؟ • أيضا أن أمة السودان أقل انسانية ,إذا كانت ملاحظته أن أمة السودان تتحمل أكثر من غيرها ضغوط الرق, ولا تتأثر نفسيتها فتوقف التناسل, فهذا شيء يجب الإثناء عليه وليس العكس. كان من الممكن ذكر الملاحظة لكن من غير التعليق على سببها. لكن هذا أيضا رأييي أنا كإنسان غير مضطلع على الحيثيات التي سادت في تلك الفترة من الزمان.لربما قصد ابن خلدون شيئا آخر , لربما قصد أن أمم السودان لم تكن متقدمة مثل باقي الدول, أو أنها معتادة على حالة الرق لتفشيه بينها . لأننا إذا لم نأخذ بهذه الاحتمالية نجد تناقضا بين ما عرفناه عن ابن خلدون من فهمه وتمسكه بالقرآن والسنة وبين ظاهر النص هنا. • هو هنا لم يتطرق لسيكولوجية المقاومة التي توجد في أية أمة هزمت من قبل غيرها. • أيضا لم يتطرق الى أن هناك عوامل أو سيكولوجية داخلية تسود تلك الأمم قبل هزيمتها, هل كان الشعب غير راضي عن حكام الدول مثل أمة الفرس مثلا, فلما جاء الاسلام بعدله تقبله الشعب لأنه كان أفضل مما كان لديه فلم يكن هناك سبب للمقاومة! • أيضا هو هنا يتكلم عن الفناء المادي, أي أن عدد الأشخاص يتناقص تدريجيا حتى يندثرالشعب, ولم يتطرق للفناء بتقبل هوية أخرى.

  36. الربط بين نصي ابن خلدون عدم الثقة بعوائده اعتقاد الكمال بالغالب فقدان الأمل عدم الثقة بالنفس الاقتداء غير قهرية الغلبة بالقهر الفناء يركز ابن خلدون على الحالة النفسية التي تصيب الأمم المغلوبة, نلاحظ في حالة الغلبة بالقهر والغلبة الغير قهرية, تتولد حالة من الشعور بعدم الثقة بالقدرات أو بالعوائد, لكن إذا كان الغلب غير قهري لا نحمل الغالب شعورنا بالنقص, فلا نكرهه, بالعكس يؤدي ذلك بنا الى الاقتداء به. أما في حالة الغلبة القهرية الحالة النفسية التي تتولد لا تدفع المغلوب الى الاقتداء بالغالب, بالعكس تدفعه الى اليأس, ومن ثم الى الفناء ( أو المقاومة برأيي). لذلك لا إكراه في الدين, ولذلك أيضا نرى أن نشر الاسلام لم يولد مقاومة لأن الاسلام لم يقهر ويسلب الناس طريقة حياتهم, بل تركهم على ما هم عليه, بالتالي, باعتقادي, أدى ذلك الى تقليد الغالب المسلم والدخول في الاسلام. ولا أدري هل فنيت أمة الفرس, أم أن الشعب الفارسي تحول الى الاسلام وترك عوائده فلم تعد هناك أمة!

More Related