210 likes | 614 Vues
بسم الله الرحمن الرحيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" سهل بن سعد الساعدي المحدث : الراوي البخاري - المصدر صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 6474 خلاصة حكم. خطر اللسان وآفات اللسان كثيرة وخطيرة ومتنوعة :
E N D
بسم الله الرحمن الرحيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" سهل بن سعد الساعدي المحدث:الراوي البخاري- المصدرصحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 6474خلاصة حكم
خطر اللسانوآفات اللسان كثيرة وخطيرة ومتنوعة : فمنها : وهي من أعظم الآفات : الكلام في أعراض الناس ، والطعن فيهم ، وأكل لحومهم بالهمز واللمز ، والتنقص لأحوالهم ، والازدراء لهم . وإذا كان الكلام في سادات المسلمين ، وعلماء الدين ، وحكام المسلمين ، أو في عرض من أمر بالمعروف أو نهى عن منكر ، أو في عرض الداعاة إلى الله ، فهو أشد وأعظم ، وذلك لعلو رتبتهم عند الله تعالى ، وخطر الكلام فيهم
قال سبحانه متوعدا لهم ( والذين يؤذون المؤمنين وامؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) الأحزاب : 58.فأذية المؤمنين والمؤمنات عظيمة عند الله ، وهي تعدي على حرماتهم ، دون جناية منهم فعلوها ، ولا جرم ارتكبوه . كما في حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ! فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم ” رواه أبو داود .
فمن فعل ذلك عاقبه الله بمثله وفضحه ، جزاء له من جنس عمله . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرا : " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " . رواه أحمد وأهل السنن . ولا شك أن الكلام في أعراض الناس ، تنتشر به الشائعات الضارة بالمجتمعات المسلمة ، ويتأكد إثمه إذا كان هذا الكلام في أهل الخير والصلاح وولاة الأمر ، وقد أمرنا عليه الصلاة والسلام أن نكف ألسنتنا عما لا يعنينا ، بل جعل ذلك من حسن إسلام المرء ، كما في الحديث .
ومن آفات اللسان : ذلك المرض العضال ، والداء الفتاك : ألا وهو مرض الغيبة ، التي أصبحت فاكهة كثير من المجالس ، رجالاً ونساءً ، من الصالحين وغير الصالحين ، وتساهل الكثير بها ، فأطلق للسانه العنان ، فيتكلم بفلان وفلان ، ويجرح فلاناً وفلاناً ، ويصنف الناس ، ويتكلم في النيات ، ويتكلم في الأعراض ، وفي الحكام والأمراء والعلماء . فالغيبة مرض عضال ، تذهب به الحسنات ، وتسبب به الشحناء والخصومات ، ويفرح الشيطان وحزبه .وقد جاءت النصوص الكثيرة التي تدل على حرمة الغيبة ، وأنها من الكبائر ، قال سبحانه ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهمتوه)الحجرات . فقد صور الله سبحانه الانسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة ، ومثله بمن يأكل لحمه أخيه وهو ميت ، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ، فياله من مشهد مقزز ؟!
وقد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " الغيبة ذكرك أخاك بما يكره " رواه مسلم .فكل قول أو فعل ذكرته عن أخيك ، وهو يكرهه وهو غائب فإنه غيبة كأن تتكلم فيه بقدح وذم ، أو تقلده في كلامه أو حركاته ومشيه ، مستهزءا به ، أو محتقرا له .وقد كان السلف أبعد الناس عن هذا الخلق .قيل للربيع بن خثيم : ما نراك تغتاب أحداً ؟ فقال : لست عن نفسي راضياً ، فأتفرغ لذم الناس .وقال يحيي بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
ومن آفات اللسان الخطيرة :داء النميمة : وهي بلا شك من كبائر الذنوب ، ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام " . متفق عليه . ومر صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : " انهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، واما الآخر فكان يمشي بالنميمة متفق عليه:من نقل لك ماقال الناس فيك ، نقل عنك ما لم تقله ، قال تعالى ( ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم
ومن آفات اللسان العظيمة : الكذب والبهتان : والكذب لا يقل خطرا عما مضى ، فهو أيضا من كبائر الذنوب ، ومن علامات النفاق ، كما في حديث علامات النفاق بل هو أساسه ، كما أن الصدق اساس الايمان ، فلا يجتمع كذب وإيمان أبدا ، قال تعالى ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل : 105.أي : إنما يصدر الكذب عن الكفار والمعاندين لله ولرسوله ، وأولئك الذين يكاد ينحصر فيهم الكذب أو يكثر .فخطر الكذب عظيم ، والوعيد عليه شديد ، ويكفي أنه يهدي الى الفجور ، والفجور يهدي الى النار ، كما قال صلى الله عليه وسلم . فاحذروا أيها المسلمون من آفات السان الخطيرة ، وآثارها الضارة بالعباد في الدنيا والآخرة
علاج آفات اللسان أطايبُ الكلام تورث سكنى أعالي الجنان: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة غُرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطُنها من ظاهرها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، صلَّى بالليل والناسُ نيام".
ومن حفظ اللسان طول الصمت إلا عن خير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليك بُحسن الخلُق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمَّل الخلائق بمثلهما ترك الكلام فيما لا يعني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه" .
خطر الفرج فاحشة الزنا وسبل الوقاية منها فإن من أعظم الفواحش التي حرمها الله في كتابه العظيم ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتنفر منها الفطر السليمة ، والقلوب الطاهرة ، فاحشة الزنا ، التي هي من كبائر الذنوب ، وسبل الهلاك ، الداعية لكل شر وبلاء في الدنيا والآخرة قال تعالى محذرا : ( وَلا تَقْرَبُوا الفواحش ما ظهر منها ومابطن ) ( الانعام : 151 ).
قال الامام ابن القيم رحمه الله في مفاسد الزنا : " فمفسدة الزنا من أعظم المفاسد ، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب ، وحماية الفروج ، وصيانة الحرمات ، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس ، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته ، وأخته ، وأمه ، وفي ذلك خراب العالم ، وكانت مفسدة الزنا تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنت جريمة الزنا بجريمة القتل في الكتاب والسنة ، قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [ الفرقان : 68] .
فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس ، وجعل الجزاء ذلك : العذاب المضاعف المهين ، ما لم يتب العبد من ذلك ويعمل صالحا.وقال سبحانه: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) [ الإسراء: 32] فأخبر عن فحشه في نفسه، والفاحش هو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول ، ثم أخبر عن عاقبته في المجتمع البشري بأنه ساء سبيلا فإنه سبيل هلكه وبوار وافتقار في الدنيا ، وسبيل عذاب في الآخرة وخزي ونكال
ومما يدل على فحش الزنا وشناعته ما رتب الله تعالى عليه من الحد الصارم ، مع أنه سبحانه أرحم الراحمين ، قال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور: 2.وهذا حد الزاني البكر الذي لم يتزوج ، أما حد الزاني الثيب وهو الذي قد تزوج ووطئ زوجته ولو مرة في العمر ، فإنه يرجم بالحجارة حتى الموت
وقد علق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه من الزنا لا سبيل إلى الفلاح بدونه قال تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) إلى قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) [المؤمنون : 1-7 ]. فهذه الآيات تتضمن ثلاثة أمور:الأمر الأول: أن من لم يحفظ فرجه لم يكن من المؤمنين المفلحين .الأمر الثاني: أن من لم يحفظ فرجه فهو من الملومين .الأمر الثالث: أن من لم يحفظ فرجه فهو من العادين المعتدين ، ففاته الفلاح ، وقع في اللوم ، واتصف بالعدوان . والله تعالى كما بين حرمة الزنا وشناعته ، وحذر منه عباده ، وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، فقد وضع السدود المنيعة ، والحواجز الكثيرة ، التي تحول بين العباد وبين تلك الجريمة المنكرة ، وتقيهم شر مخاطرها ، متى التزموا بها .
وهذه الحواجز هي : أولا:أمر سبحانه بغض البصر الذي هو الأصل لحفظ الفرج عن الحرام ، وهو الوسيلة له ، فقال تعالى : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ) (النور)