1 / 146

مقرر الثقافة الإسلامية

مقرر الثقافة الإسلامية. لطلاب: الدبلوم التأهيلي ( صباحي ومسائي ). إعداد. أساتذة الثقافة الإسلامية في قسم إدارة الأعمال بالكلية د. سعيد بن نزال العنزي د. إسماعيل بن محمد شاهين أ. عبدالرحمن بن مشاري المشاري. أهداف المقرر:. ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الطلاب من خلال نصوص الكتاب والسنة.

Télécharger la présentation

مقرر الثقافة الإسلامية

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. مقرر الثقافة الإسلامية لطلاب: الدبلوم التأهيلي ( صباحي ومسائي )

  2. إعداد أساتذة الثقافة الإسلامية في قسم إدارة الأعمال بالكلية • د. سعيد بن نزال العنزي • د. إسماعيل بن محمد شاهين • أ. عبدالرحمن بن مشاري المشاري

  3. أهداف المقرر: • ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الطلاب من خلال نصوص الكتاب والسنة. • تعريف الطالب بنواقض الإيمان وكيفية الوقاية منها. • التحذير من الانحراف الفكري المتمثل في الابتداع والتكفير. • تعريف الطالب بسمات الشريعة الإسلامية.

  4. مفردات المقرر: • مقدمه عن فضل طلب العلم وآداب طلبه وآثاره • تمهيد في بيان معنى الثقافة الإسلامية وخصائصها. • الإيمان (مفهومه - أركانه - أثره في حياة المؤمن). • الشريعة (مفهومها - خصائصها - أثرها في بناء المجتمع). • التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة. • حقوق ولاة الأمر. • حقوق الإنسان في الإسلام. • الحوار (آدابه - ضوابطه في الإسلام). • النظام الاجتماعي: • الأسرة ( مفهومها - تكوينها - الحقوق والواجبات بين أفرادها ). • الأخلاقيات الاجتماعية (الصدق - الأمانة - الإحسان – الأخوة ). • مكانة المرأة في الإسلام. • نماذج منحرفة عن فهم الإسلام: • الإرهاب • الغلو. • التكفير. • العولمة (مفهومها - نشأتها - تطورها).

  5. المراجع • التكفير : جذوره وأسبابه. للدكتور/ نعمان السمرائي. • العولمة. للدكتور/عبد الرحمن الزنيدي. • الإرهاب. للدكتور/ سليمان الحقيل. • حقوق المرأة في الإسلام. للدكتور/ محمد عرفة. • أصول الدعوة. للدكتور/ عبد الكريم زيدان. • الغلو في حياة المسلمين المعاصرة. للدكتور/ عبد الرحمن اللويحق.

  6. سياسة التقويم والدرجات: • الحضور والمشاركة (10%). • الاختبارات الفصلية (30%). • الاختبار النهائي (60%).

  7. فضل طلب العلم وآداب طلبه وآثاره • جعل الإسلام للعلم مكانة عالية لا تدانيها مكانة، ويكفي دليلاً على ذلك أن أوّل آية نزلت من القرآن الكريم تأمر بالقراءة، وفي ذلك دعوة إلى العلم والمعرفة. كما أن رسول الله () جعل طلب العلم فريضةً على كل مسلم، وبين أن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وأنّ العلم هو ميراث الأنبياء ومن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر. • لاشك في أنّ العلم هو أفضل ما رغب فيه راغب وأفضل ما طلبه طالب، لهذا فإنّ الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن فضل العلم والعلماء كثيرة، كما أنّ الإسلام في حثه على طلب العلم اهتم بتوضيح أن طلب العلم يستلزم التأدب بآداب سامية والتحلي بأخلاق رفيعة.

  8. فضل طلب العلم وآداب طلبه وآثاره • والعلم رفعة وشرف للإنسان في دنياه وأخراه، فمن كان من أهل العلم رفعه الله في الدارين، قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة/ 11). وفضلُ العالم على الجاهل معلوم ولا شك فيه، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) (الزمر/ 9)، فحكم الله سبحانه وتعالى بعدم المساواة بينهما. • ومن فضل العلم أنّه صفة من صفات الله، سبحانه وتعالى، فهو بكل شيء عليم وعالم الغيب وعلام الغيوب، وعلمه سبحانه وتعالى علم مطلق لا تخفى عليه خافية. وأشهد الله سبحانه نفسهوملائكته وأولي العلم عل وحدانيته، وهذا دليل على علو شأن أولي العلم ورفعة مكانتهم، قال الله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران/ 18). 

  9. حكم طلب العلم: • صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، رواه البيهقي وغيره بسند صحيح. ولكن يجب أن نعلم أن هناك من العلوم ما يكون طلبه فرض عين على المُكَلَف وهو ما يحتاج إليه في يومه وليلته من أحكام الطهارة والصلاة والبيع والشراء والحلال والحرام، وقد يصبح العلم التخصصي فرضاً على من تخصص فيه لقيام فرض الكفاية به. وأما ما يكون حكمه فرض كفاية فهو ما زاد على العلم الضروري من سائر العلوم الشرعية والدنيوية، فتخصص العلماء في العلم الشرعي فرض كفاية على الأُمّة، فيجب أن يكون فيها علماء متخصصون في كل العلوم الشرعية ليكونوا مرجعاً للناس في ما أعضل عليهم واحتاجوا إليه. وكذلك سائر العلوم الدنيوية هي فرض على الكفاية، فيجب أن يكون في كل علم علماء متخصصون فيه لحاجة الأُمّة إليهم، كعلم الطب والهندسة وسائر العلوم. • وهناك من العلوم ما هو محرم كالسحر والشعوذة وما شابههما من العلوم الضارة، فلا تجوز دراستها ولا تعلمها ولا تعليمها ولا شراء كتبها ولا بيعها. 

  10. فضل العلم: • العلم علوٌّ للنفس ورفعة ورقي للإنسان، والعالم له فضل معروف على سائر البشر، قال رسول الله (): "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" رواه أبو نعيم بسند صحيح. ويقول (): "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. إنّ الله عزّ وجلّ وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليُصلون على مُعلم الناس الخير" رواه الترمذي بسند صحيح. • والعلم تركة الأنبياء وهو سبب موصل إلى الجنة، يقول رسول الله (): "مَن سَلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإنّ العالم ليستغفر له مَن في السماوات ومَن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذه بحظ وافر" رواه أحمد.

  11. فضل العلم: • وفي العلم تزكية للنفوس وتهذيب للطباع وتشذيب للأخلاق، ولهذا فقد قرن الله سبحانه بين العلم والتزكية في أعمال النبي () فقال عزّ وجلّ: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران/ 164). • والعلم سبب لخشية الله تعالى، لأنّ العلم يدفع صاحبه إلى خشية الله والخوف منه، قال تعالى: (.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر/ 28).

  12. آداب طلب العلم: • ولطلب العلم آداب، أوّلها: الإخلاص، لأنّه مطلوب في كل حال وأوّل ما طلب فيه الإخلاص هو العلم لعظم مكانته، ومَن لم يخلص في علمه عوقب بذلك يوم القيامة، فيكون من أول من تُسعر بهم جهنم، قال رسول الله (): "إنّ الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال، فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت في ما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآنار النهار. فيقول الله تبارك وتعالى له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله: بل أردت أن يُقال: فلان قارئ، فقد قيل ذاك. ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسّع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت في ما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق. فيقول الله: بل إنما أردت أن يُقال: فلان جَوَاد، فقَد قيل ذاك. ويؤتى بالذي قُتل في سبيل الله فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قُتلت. فيقول الله له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله: بل أردت أن يُقال: فلان جريء، فقَد قيل ذاك. ثمّ ضرب رسول الله () ركبتي فقال: "يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أوّل خلق الله تُسَعّرُ بهم النار يوم القيامة" رواه الترمذي والحاكم بسند صحيح.

  13. آداب طلب العلم: • والاجتهاد في طلب العلم واجب، فلا يُنال العلم بالكسل والتراخي والخمول، بل لابدّ من العزم القوي والدأب في طلبه وتحصيله، وإنما تفاوتت أقدار طلاب العلم بقدر اجتهادهم، وكما قيل: لكل مجتهد نصيب. • ولابدّ لطالب العلم أن يكون حريصاً على هذا الأمر العظيم الذي طلبه ولا يهمله أو يضيعه، فكثير من طلاب العلم يسعى أوّل الأمر ويحصل شيئاً من العلم، بل ربما الكثير منه، لكن بإهماله قد يضيع منه كل هذا الكنز الذي جمعه.

  14. آداب طلب العلم: • والعلم لا يُنال بيوم وليلة، بل لابدّ من طول الزمن الذي هو ضروري لإدراك غور العلوم والغوص على دقائقه، فقد يستعجل البعض ويريد أن يبلغ درجة العلماء بسرعة الضوء وهذا غير ممكن، لأنّ العلم يُنال بالتدريج وكلما استمر في طلبه وطال زمن دراسته انفتح له من العلوم ما لم يكن يتوقع، ولا يزال يتعلم حتى يفارق الدنيا. • ومن أصول طلب العلم أن يؤخذ عن أهله، ولابدّ من الدراسة على أيدي العلماء، فلا يستطيع الإنسان، مهما بلغ في ذكائه، أن يستغني عن المعلم الذي يفتح له المغاليق من المسائل. • ومن آداب العلم وجوب احترام العلماء وتوقيرهم ومعرفة حقهم وفضلهم، وينبغي الإشادة بفضلهم والإقرار بعلمهم. وعلى طلاب العلم ترك التحاسد بينهم ويجب عليهم أن يتعاونوا بينهم، وعلى العلماء أن يرفقوا بالمتعلمين ولا يأخذوهم بالشدة، وعلى العالم أن يبث العلم وينشره ويحرص على إيصال العلم النافع إلى الخلق لتستقيم أحوالهم الدينية والدنيوية. 

  15. آثار طلب العلم: • إنّ للعلم آثاراً بالغة في حياة الشعوب والأشخاص والأُمم، فهو سبب في التقدم والحضارة وبناء الإنسان وبناء الأكوان، فما سادت أمة من الأُمم إلا بالعلم، وهذا أمر غاية في الوضوح ولا يحتاج إلى براهين. • ومن بركة العلم أنّه ينفع صاحبه حتى بعد موته بآلاف السنين، ويجري له ثوابه إلى يوم القيامة، فيؤجر العالم في حياته وبعد وفاته، يقول رسول الله (): "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم وأهل السنن. • وخلاصة الموضوع أنّ العلم له فضائل ظاهرة وأجره عظيم عند الله لمن أخلص النية في طلبه، وأنّ العلم أساس في الحضارة والتقدم والرقي وأن طالب العلم لابدّ له من التأدب بآداب العلماء العاملين، وهي الإخلاص والاجتهاد في طلبه والاستمرار في الدراسة، وتوقير العلماء واحترام من أفاده بمعلومة وإن صغرت، والإشادة بفضل العلماء من أدب العلم، وعدم جواز الطعن في العلماء ولا انتقاصهم، وأن يحرص على الحوار العلمي الهادف الهادئ الذي يحقق الهدف بلا مشاحنات ولا مناكفات

  16. الثقافة الإسلامية ( بيان معناها وخصائصها )

  17. أولا- مفهوم الثقافة الإسلامية • الثقافة لغة: مادة ثقف تأتي بمعان متعددة يرجع بعضها إلى أمور معنوية، وأخرى حسية: • فمن الأمور المعنوية: الفطنة والذكاء، والظفر، وسرعة أخذ العلم وفهمه وضبط المعرفة المتلقاة. • ومن المعاني الحسية: تقويم المعوج، التسوية: كتسوية الرماح والسيوف، وإدراك الشيء وجاء في القرآن قوله تعالى: " واقتلوهم حيث ثقفتموهم" (البقرة:191) أي ظفرتم بهم وتغلبتم عليهم. • الثقافة اصطلاحًا: هي جملة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب العلم بها والحذق فيها. • العلاقة بين الثقافة وغيرها من المعارف:

  18. 1- العلاقة بين الثقافة والعلم: • تقوم العلاقة بين العلم والثقافة على التشابه والتكامل. أما الاختلاف فيتمثل فيما يأتي: • أ- العلم عالمي بطبيعته، أما الثقافة فهي خاصة، فلكل أمة ثقافتها الخاصة. • ب- العلم يتميز بالتخصص: فمن أخذ كل شيء تقريبا من شيء واحد فقد أصبح عالما، أما الثقافة فتتميز بالتنوع والشمول، فمن أخذ شيئا من كل شيء فقد أصبح مثقفا. • 2- العلاقة بين الثقافة والحضارة والفرق بينهما :تفترق الثقافة عن الحضارة في الجانب النظري. • فالثقافة: تهتم بالجوانب المعنوية، أما الحضارة: فهي ألصق بالماديات. • أما في الجانب العملي فهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً: لأن ثقافة كل أمة هي أساس حضارتها. • فالخلاصة: أن الثقافة هي المظهر العقلي للحضارة، والحضارة هي المظهر المادي للثقافة. • التعريف المختار للثقافة الإسلامية: • هي الصورة الحية للأمة الإسلامية؛ لأن الثقافة هي التي تحدد شخصية الأمة، وتضبط سيرها في الحياة.

  19. * ما الفرق بين الثقافة الإسلامية وغيرها من الثقافات ؟ • ما الفرق بين الثقافة الإسلامية وغيرها من الثقافات ؟ • 1- إن الثقافة الإسلامية: تستمد كيانها من الإسلام المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة اللذيْن لا يتطرق الشك إليهما، أما الثقافة الغربية: فتقوم على الفكر اليوناني، والقانون الروماني، والأفكار المسيحية المحرفة. • 2- إن الثقافة الإسلامية: تهدف إلى نشر العدل والحرية بين بني البشر جميعًا، أما الثقافة الغربية: فتهدف إلى استغلال الغني للفقير، واستعمار القوي للضعيف. • ويبدو مما سبق: أن القول بوحدة الثقافة العالمية خطأ فاحش، لكنه يمكن القول بوحدة المعارف العالمية؛ لأن المعارف غالبًا لا تؤثر على العاطفة أو السلوك. • ثانيًا - خصائص الثقافة الإسلامية: للثقافة الإسلامية خصائص وصفات تحدد ملامحها، ومن أهمها: • أولا- الربانية: إن وصف الثقافة الإسلامية بالربانية تعني:أن مصدرها الرب سبحانه وتعالى؛لانها تعتمد على الكريم الذي يتصف بالخلود والصدق والصحة،وذلك بخلاف الكتب السماوية الأخرى التي دخلها التحريف والتبديل، أما القرآن فقد تكفل الله بحفظه؛ لقوله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر:9) كما تعتمد الثقافة على أحاديث الرسول  قال تعالى:{ لقد كان لكم فيرسول الله اسوة حسنة{

  20. ثانيًا- خاصة الثبات: • يقصد بخاصة الثبات للثقافة الإسلامية : ثبات المصدر، فكل ما يتعلق بالذات الإلهية ثابت الحقيقة، وذلك مثل: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكون أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإنسان مكرم على سائر المخلوقات، وأن غاية الإنسان هي عبادة الله ............ الخ فكل هذه الحقائق ثابتة لا تقبل التغيير بمضي الزمان. • ويتضح مما سبق أن كل دعوى لتغيير القيم الثابتة باسم التجديد أو الإصلاح أو التطور فهي دعوى باطلة ومعادية للبشرية، وذلك لا يتعارض مع كون الثقافة الإسلامية تحارب الجمود والكسل والتخلف، وتدعو للحركة والبناء مع المحافظة على حقائق الإسلام الثابتة.

  21. ثالثا - خاصة الشمول • تهتم الثقافة الإسلامية. يالجانب المادي، ولا تهمل الجانب المعنوي بل توفق بينهما, وتشمل بذلك الحياة الدنيوية والأخروية. كما تتضمن الشمولية دعوة الإنسانيةكافة فهذا الدين شمل الإنسانية كلها وهو ليس للشرق دون الغرب وليس للعرب دون سائر الناسبل هو للبشرية جميعها.

  22. رابعًا- خاصية التوازن: • تقوم الثقافة الإسلامية على أسس عقدية متوازنة، وعلى مناهج متوازنة، لا إفراط فيها ولا تفريط. • ففي مجال العقيدة : يقوم التصور الإسلامي على أساسين متوازيين: • أولهما – الإيمان بالغيب الذي يتمثل في الإيمان بالله تعالى وألوهيته وربوبيته، واليوم الآخر، والجنة والنار ... الخ. • ثانيهما – الإيمان بالشهادة: ويتمثل في الإيمان بحقيقة الإنسان والكون وسائر المخلوقات الحية. • ويتضح مما سبق أن العقيدة التي لا غيب فيها، ولا مجهول ليست عقيدة، كما أن العقيدة التي لا شيء فيها إلا المعميات التي لا تدركها العقول ليست بعقيدة.

  23. رابعًا- خاصية التوازن: • ويتجلى التوازن: في التوازن بين عبودية الإنسان لله، وبين مقام الإنسان الكريم في الكون، فالإنسان عندما يحقق العبودية لله سبحانه يصل إلى مقام كريم عند الله؛ ولذلك نودي رسولنا  بصفة العبودية في أكرم المواقف، ومنها قوله تعالى: }سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير{ (الإسراء:1). • خامسًا - خاصة الإيجابية: • توصف الثقافة الإسلامية بالإيجابية؛ لأنها تلزم المسلم بالعمل حسب طاقته ومواهبه، وتحذره من التواكل والكسل، وتدفعه في المشاركة في دفع عجلة الحياة وقضاياها، وتجعله يهتم بأمر المسلمين، ويسعى جاهدًا لتغيير كل واقع لا يخضع لحكم الله تعالى. • إن مما تمتاز به الثقافة الإسلامية رعايتها الخالصة للروح الإيجابية في الإنسان، فهذه الروح ترتفع بالمؤمن عن حدود الذات في مطالبها ورغباتها، ويشهد للروح الإيجابية: أن النبي  عز عليه أن يسعد والناس في شقاء، ويطمئن والناس في قلق، ويروى والناس في ظمأ قاتل، فدفعه حبه للخير أن يزيح عن الأبصار الغشاوة، وقاد البشرية إلى النجاة والسلامة.

  24. سادسًا - خاصية الواقعية المثالية: • إن الثقافة الإسلامية واقعية ؛ لأنها تقدم منهجًا واقعيًا شاملا للحياة البشرية، وهذا المنهج الواقعي قادر على أن يأخذ بالإنسان إلى أرفع مستوى وأعلى قمة يمكن أن يصل إليها بشر -وهذه هي المثالية- وأعلى قمة يمكن أن يبلغها الإنسان هي مرتبة العبودية.

  25. سابعًا - أخلاقية في دعوتها: • إن الإسلام جاء ليقوِّم أخلاق الناس ويصلحهم، وينظم علاقاتهم، ويشيع الخير بينهم ويطرد الشر والفساد من بيئتهم، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم ، وشفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين} (يونس:57). • وتعتبر الثقافة الإسلامية دستور الأخلاق، ومنهاج التربية النفسية لرفع الإنسان؛ ليكون أهلا للتكليف الإلهي وأداء الأمانة، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل:90). • ومما يشهد أن الثقافة الإسلامية أخلاقية في دعوتها قول النبي: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخــــلاق " رواه البخاري في الأدب.

  26. 2- الإيمان وأركانه •  تمهيد أصول العقيدة الإسلامية التي هي عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة هي‏:‏ الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره‏.‏ وهذه الأصول دلت عليها نصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة‏.‏ • قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا‏}‏ ‏.‏ وقل تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ‏}‏ ‏.‏وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه قال‏:‏ ‏(‏الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره‏)‏‏.‏ وهذه الأصول الستة العظيمة والأركان القويمة تحتاج إلى شرح وبيان. • 1- الإيمان بالله عز وجل:معنى الإيمان بالله: الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه؛ فهو باطل وعبادته باطلة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ‏}‏ ، وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن كل نقص وعيب‏.‏ وهذا هو التوحيد بأنواعه الثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات‏.‏

  27. أولا‏:‏ توحيد الربوبية: • معناه: الإقرار بأن الله وحده هو الخالق للعالم، وهو المدبر، المحيي، المميت، وهو الرزاق، ذو القوة المتين‏.‏ والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطر، لا يكاد ينازع فيه أحد من الأمم‏:‏ فالقلوب مفطورة على الإقرار به كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏}‏. • وهذا في القرآن كثير؛ يذكر الله عن المشركين ككفار قريش وغيرهم أنهم يعترفون لله بالربوبية والانفراد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة‏.‏ ولم ينكر توحيد الربويية ويجحد الرب إلا شواذ من المجموعة البشربة، تظاهروا بإنكار الرب مع اعترافهم به في باطن أنفسهم وقرارة قلوبهم، وإنكارهم له إنما هو من باب المكابرة؛ كما ذكر الله عن فرعون أنه قال‏:‏ ‏{‏مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي‏}.

  28. ثانيا‏:‏ توحيد الألوهية: • أو( توحيد العبادة): معناه: هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة‏.‏ فالألوهية معناها العبادة، والإله معناه المعبود، ولهذا يسمى هذا النوع من التوحيد توحيد العبادة‏.‏ • معنى العبادة: لغة‏:‏ الذل، يقال‏:‏ طريق معبد‏:‏ إذا كان مذللا قد وطأته الأقدام‏.‏ • وأما معنى العبادة شرعا: فقد عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة‏.‏ • فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، وهي تتضمن ثلاثة أركان هي‏:‏ المحبة والرجاء والخوف، ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة؛ فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية، وعبادته بالرجاء وحده طريقة المرجئة، وعبادته بالخوف فقط طريقة الخوارج‏.‏ وتوحيد الألوهية هو الذي من أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل ويدل عليه قوله تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت‏ }.

  29. ثانيا‏:‏ توحيد الألوهية: • والواقع أن مشركي هذا الزمان أشد شركاً من مشركي الزمان الأول كما ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فإن مشركي الزمان الأول يشركون في السراء ويوحدون في الضراء كما قال تعالى عنهم: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون‏}، بينما نجد أن مشركي هذا الزمان قد يكون شركهم في الضراء أشد من حالهم في السراء فتجد عندهم عبادة للقبور والأضرحة وتقديس الأشخاص ومنحهم شيئاً من خصائص الربوبية، وطلب المدد من الأولياء والموتى.

  30. ثالثا‏:‏ توحيد الأسماء والصفات: • : معناه: هو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله  من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، قال تعالى: ‏{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}، ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله ، وتنزيهه عن كل عيب ونقص، قال تعالى: ‏{ولله المثل الأعلى‏}.‏

  31. - الإيمان بالملائكة: • الإيمان بالملائكة يتضمن التصديق بوجودهم، وأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله لعبادته وتنفيذ أوامره، والإيمان بأصنافهم وأوصافهم وأعمالهم التي يقومون بها حسبما ورد في الكتاب والسنة، والإيمان بفضلهم ومكانتهم عند الله عز وجل. وقد ورد في "صحيح مسلم": أن الله خلقهم من نور.

  32. - الإيمان بالملائكة: • من أدلة فضل الملائكة وشرفهم: • 1- أن الله يضيفهم إليه إضافة تشريف؛ كقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}. • 2- يقرن سبحانه صلاتهم مع صلاته؛ كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}. • 3- ويصفهم سبحانه بالكرم والإكرام؛ فقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ}. • 4- ويذكر حملهم للعرش وحفهم به؛ كما في قوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ}.

  33. - الإيمان بالملائكة: • أصناف الملائكة بالنسبة للأعمال التي يقومون بها: • 1- منهم حملة العرش؛ قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ}. • 2- منهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرام؛ لأهلها. • 3- منهم الموكلون بالنار وتعذيب أهلها، وهم الزبانية، ومقدموهم تسعة عشر، وخازنها مالك، وهو مقدم الخزنة؛ كما قال تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}. • 4- منهم الموكلون بحفظ بني آدم في الدنيا؛ قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: معه ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه؛ فإذا جاء قدر الله؛ خلوا عنه. • 5- منهم الموكلون بحفظ أعمال العباد وكتابتها؛ قال تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فمع الإنسان ملائكة يحفظون عليه أعماله وما يصدر منه. • 6- من الملائكة من هو موكل بالرحم وشأن النطفة؛ كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه:"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات؛ يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد". • 7- منهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح؛ قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}؛ فملك الموت له أعوان من الملائكة؛ يستخرجون روح العبد من جسمه حتى تبلغ الحلقوم، فيتناولها ملك الموت.

  34. - الإيمان بالملائكة: • والإيمان بالملائكة يتضمن أموراً: • 1) الإيمان بوجودهم وأنهم عباد لله مكرمون ومخلوقون من نور. • 2) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومنكر ونكير. • 3) الإيمان بمن علمنا عمله منهم كجبريل موكل بالوحي، وميكائيل بالمطر، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور، ومنكر ونكير بالسؤال في القبر، ومالك خازن النار. • 4) الإيمان بما علمنا من صفاتهم: فللملائكة أجنحة كما قال تعالى: {جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء}، وجبريل عليه السلام كان له 600 جناح وقد رآه النبي  على خلقته قد سد الأفق، ومن صفاتهم: أن قد الله أعطاهم قدرة على التشكل بأشكال مختلفة؛ فقد جاءوا إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام بصورة أضياف، وكان جبريل يأتي إلى النبي  في صفات متعددة: تارة يأتي في صورة دحية الكلبي، وتارة في صورة أعرابي، وتارة في صورته التي خلق عليها. • 5) الإيمان بعلاقتهم بالبشر كما سبق ذكره في أعمالهم.

  35. الإيمان بالرسل

  36. - الإيمان بالرسل • الإيمان بهم يعني: التصديق برسالتهم، والإقرار بنبوتهم، وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله، وقد بلغوا الرسالات، وبينوا للناس ما لا يسع أحدا جهله. • الأدلة على وجوب الإيمان بالرسل: قوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}. • ففي هذه الآيات قرن الله الإيمان بالرسل بالإيمان به سبحانه وبملائكته وكتبه، وحكم بكفر من فرق بين الله ورسله؛ فآمن ببعض وكفر ببعض. وبعث الرسل نعمة من الله على البشرية؛ لأن حاجة البشرية إليهم ضرورية؛ فلا تنتظم لهم حال ولا يستقيم لهم دين إلا بهم؛ فهم يحتاجون إلى الرسل أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}. • والرسل الذين ذكر الله أسماءهم في القرآن يجب الإيمان بأعيانهم وهم خمسة وعشرون، منهم ثمانية عشر ذكرهم الله في قوله: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} إلى قوله: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}، والباقون- وهم سبعة- ذكروا في آيات متفرقة. ومن لم يسم في القرآن من الرسل؛ وجب الإيمان به إجمالا؛ قال تعالى: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}.

  37. - الإيمان بالرسل • الفرق بين النبي والرسول: • الفرق على المشهور: أن الرسول إنسان ذكر أوحي إليه بشريعة جديدة. والنبي إنسان ذكر أوحي إليه بتبليغ شريعة من قبله من الرسل. وكل من النبي والرسول يوحى إليه، لكن النبي يبعث في قوم مؤمنين بشرائع سابقة؛ كأنبياء بني إسرائيل؛ يأمرون بشريعة التوراة. وأما الرسل؛ فإنهم يبعثون في قوم كفار يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته؛ فهم يرسلون إلى مخالفين فيكذبهم بعضهم. • والرسول أفضل من النبي، والرسل يتفاضلون؛ قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}. • وأفضل الرسل أولو العزم، وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وهم المذكورون في قوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى}. وأفضل أولو العزم الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام. وأفضل الخليلين محمد . • هذا؛ والنبوة تفضُّل واختيار من الله تعالى؛ كما قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ}. وليست النبوة كسبا يناله العبد بالجد، والاجتهاد، وتكلف أنواع العبادات، واقتحام أشق الطاعات.

  38. 4- الإيمان بالكتب: • الإيمان بها هو التصديق الجازم بأنها حق وصدق، وأنها كلام الله عز وجل؛ فيها الهدى والنور والكفاية لمن أنزلت عليهم. نؤمن بما سمى الله منها، وهي القرآن والتوراة والإنجيل والزبور والصحف، وما لم يسم منها؛ فإن لله كتبا لا يعلمها إلا هو سبحانه. وإنزال الكتب من رحمة الله بعباده لحاجة البشرية إليها؛ لأن عقل الإنسان محدود، لا يدرك تفاصيل النفع والضرر، وإن كان يدرك الفرق بين الضار والنافع إجمالا.

  39. 5- الإيمان باليوم الآخر: • ذكر شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية أن الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كل ما بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه ومن البعث ومن العرض والحساب والميزان وتطاير الصحف والجنة والنار، ومن أنكر شيئاً منها فإنه لا يكون مؤمناً باليوم الآخر. واليوم الآخر وما فيه من أمور الغيب التي لا ندخل فيها بعقولنا وأفكارنا، إنما نعتمد على ما جاء في الكتاب والسنة، ولا نتدخل في هذه الأمور، ولا نقول فيها إلا بالدليل. والقبر برزخ بين الدنيا والآخرة والبرزخ معناه الفاصل بين شيئين {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} [المؤمنون:100]. فالقبر محطة انتظار، وينتقل الناس بعده إلى البعث والحساب. • وذكر ابن القيم رحمه الله أن الدور ثلاث: • الأولى: دار الدنيا: وهي محل العمل والكسب من خير أو شرف. • الثانية: دار البرزخ، وهي دار مؤقتة، ولهذا يخطئ من يقول مثواه الأخير. • الثالثة: دار القرار، وهي الجنة أو النار: {وإن الآخرة هي دار القرار} [غافر:39].

  40. 6- الإيمان بالقضاء والقدر: • لا شك أن إثبات القضاء والقدر ووجوب الإيمان بهما وبما تضمناه من أعظم أركان الإيمان؛ قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.والقدر: مصدر: قدرت الشيء: إذا أحطت بمقداره. والمراد هنا: تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلا قبل وجودها؛ فلا يحدث شيء إلا وقد علمه الله وقدره وأراده. ومذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالقدر خيره وشره. • والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربعة أمور هي مراتب القدر: • 1) العلم2- الخلق ودليلها قوله تعالى: {الله خالق كل شيء}. • 3) الكتابة ودليلهما قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب}. • 4) المشيئة ودليلها قوله تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.

  41. 6- الإيمان بالقضاء والقدر: • ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر: • 1- صحة إيمان الشخص بتكامل أركانه؛ لأن الإيمان بذلك من أركان الإيمان الستة التي لا يتحقق إلا بها؛ كما دل على ذلك الكتاب والسنة. • 2- طمأنينة القلب وارتياحه وعدم القلق في هذه الحياة عندما يتعرض الإنسان لمشاق الحياة؛ لأن العبد إذا علم أن ما يصيبه فهو مقدر لا بد منه، واستشعر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك )؛ فإنه عند ذلك تسكن نفسه ويطمئن باله؛ بخلاف من لا يؤمن بالقضاء والقدر؛ فإنه تأخذه الهموم والأحزان، ويزعجه القلق حتى يتبرم بالحياة ويحاول الخلاص منها ولو بالانتحار؛ كما هو مشاهد من كثرة الذين ينتحرون فرارا من واقعهم وتشاؤما من مستقبلهم؛ لأنهم لا يؤمنون بالقضاء والقدر، فكان تصرفهم ذلك نتيجة حتمية لسوء اعتقادهم.

  42. 6- الإيمان بالقضاء والقدر: • حكم الاحتجاج بالقضاء والقدر: • يخطئ بعض الناس خطأ فاحشا عندما يحتجون بالقضاء والقدر على فعلهم للمعاصي وتركهم للواجبات، ويقولون: هذا مقدر علينا! ولا يتوبون من ذنوبهم؛ كما قال المشركون:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} وهذا فهم سيئ للقضاء والقدر؛ لأنه لا يحتج بهما على فعل المعاصي، بل هو احتجاج قبيح؛ لأنه ترك للتوبة وترك للعمل الصالح المأمور بهما. • وإنما يحتج بهما على نزول المصائب؛ التي هي من قضاء الله وقدره، لا دخل للعبد في إيجادها إلا من ناحية أنه تسبب في نزولها به، حيث قصر في حق الله عليه بفعل أمره وترك نهيه؛ فعليه أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ويصحح خطأه الذي أصيب بسببه، وهو هنا احتجاج حسن؛ لأنه يحمل على الصبر والاحتساب.

  43. خصائص الشريعة الإسلامية

  44. أولاً- الربانية أو الحفظ من التحريف: • فهي شريعة ربانية مصدرها هو الله سبحانه وتعالى وهي بريئة من أي تدخل بشري في أصولها ومبادئها الكلية وأحكامها الفرعية القطعية : (تنزيل من حكيم حميد) والأديان السماوية السابقة على الإسلام وان كانت ربانية في أصلها إلا أنها قد أصابها التحريف والتبديل الذي حفظت منه هذه الشريعة. • فلا توجد في الإسلام مجامع ولا رجال دين يتدخلون في هذه الشريعة تبديلا أو تغييرا أو نقصا أو زيادة بل إن الرسول ذاته ليس له إلا البلاغ وليس مخولا بأن يأتي بشيء من عند نفسه: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين).

  45. ثانياً- الشمول • فرسالة الإسلام تتميز بالشمول في كل من: الزمان والخطاب والموضوع. • 1- الشمول في الزمان: ذلك أن رسالة الإسلام رسالة كل الأجيال منذ بعثة محمد  وحتى قيام الساعة وهذا نابع من كونها خاتمة الرسالات. حفظـت فبقيـت: وضمانة شمولها للزمان هي بقاؤها وحفظها فقد تكفل الله بحفظها بقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، خلافا لنصوص الرسالات السابقة عليها حيث استحفظ عليها أهلها فضاعت لما انحرفوا قال الله تعالى: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم به النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء). • 2- شمول الخطاب: فهي رسالة كل الشعوب والأمم مخاطب بها الإنسان من حيث هو: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا). • 3-الشمول في الموضوع: فموضوع هذه الرسالة هو حياة الإنسان بكل جوانبها: روحا وعقلا ومادة • .فقد تضمنت التشريعات ما يضمن سلامة البدن ونشاطه وصحته وحفظه من الأمراض.

  46. ثانياً- الشمول • إصلاح الفرد والجماعة: وكما اهتمت شريعة الإسلام بحياة الفرد في كل جوانبها، اهتمت كذلك بالجماعة، فَرَعت شأن الأسرة وحفظت حقوق كل أطرافها، واهتمت بتوثيق الروابط الاجتماعية: فحثت على صلة الأرحام وبر الوالدين والتآخي والتكافل الاجتماعي قال رسول الله : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر)، وأقامت حياة المجتمع السياسية على العدل والشورى وحفظ المصالح العامة، وتوثيق الصلة بين الحاكم والمحكوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسئولة التضامنية لكل المسلمين عن قضايا مجتمعهم حفظا لكيانه وتحقيقا لمصالحه ودرءً للمفاسد والأخطار عنه، وشرعت نظاما اقتصاديا قائما على منع الظلم وتكافؤ الفرص وحماية الضعفاء -صغاراً ويتامى وفقراء ومساكين-، وحماية الملكية الفردية، ورعاية حقوق الأغنياء.

  47. ثالثاً- الوسطية • وهي تعني أن الإسلام في نظرته للأمور وعلاجه للمشكلات يقف موقفا وسطا لا إفراط فيه ولا تفريط. وهذه أمثلة للوسطية: • 1- وسطيته في عقيدة التوحيد: ففي عقيدة التوحيد نجد الوسطية الإسلامية بين المادية الإلحادية وبين الإيمان بتعدد الآلهة. • 2- وسطيته في النظرة إلى الرسل: والإسلام في نظرته إلى الرسل يقف موقفا وسطا بين الذين قدسوهم وعبدوهم من دون الله وبين الذين كذبوهم أو قتلوهم. فالرسل في نظر الإسلام هم صفوة الخلق وخيرتهم والأمناء فيما بلغوا عن الله ولكنهم بشر تسري عليهم كل خصائص البشر وأعراضهم: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية"

  48. ثالثاً- الوسطية • 3- وسطيته في النظرة إلى الإنسان: حيث جمعت الشريعة بين تكريم الإنسان واستخلافه في الكون وبين عبوديته لله فهي تحترم الإنسان وتعالى شأنه وتعلن تفضيله على سائر المخلوقات،وتؤكد دوره الإيجابي في الوجود، ولكنها لا تؤلهه ولا نجد تناقضا بين تكريمه وعبوديته لله سبحانه وتعالى والتي هي مصدر عزه وتحرره وعلو مكانته قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). • 4- وسطيته في علاقة الفرد بالمجتمع: تقف الشريعة وسطا بين إعطاء الفرد الحرية المطلقة وإن أضر بالجماعة وبين إهدار قيمته لحساب المجموع، فالإسلام يحفظ حقوق الفرد ويصون حريته ويلزمه بممارسة تلك الحقوق والحريات ضمن إطار مصلحة الجماعة.

  49. رابعاً- الواقعية • والواقعية الإسلامية تعني مراعاة واقع الحياة من حيث هي مرحلة حافلة بالخير والشر معا ومن حيث هي ممهدة لحياة أخرى هي دار القرار كما تعني مراعاة واقع الإنسان من حيث دوافعه وطاقاته واستعداده.

More Related