330 likes | 891 Vues
نموذج تطبيقي: أول سورة الفاتحة. النموذج: افتتاح سورة الفاتحة. وتناول فيه أربعة مسائل: الأولى: الفرق بين قوله سبحانه:“الحمد لله“ وقوله:“فلله الحمد“
E N D
النموذج: افتتاح سورة الفاتحة • وتناول فيه أربعة مسائل: • الأولى: • الفرق بين قوله سبحانه:“الحمد لله“ وقوله:“فلله الحمد“ • قال:“السؤال الأول: ما الفرق بين الوارد في أم القرآن وما جرى مجراها مما افتتح بقوله "الحمد لله "وبين الواقع في سورة الجاثية من قوله "فلله الحمد "؟
النموذج: افتتاح سورة الفاتحة • الثانية: • وجه افتتاح السور الخمس بالحمد • السؤال الثاني: ما وجه افتتاح السور الخمس وهى: سورة أم القرآن والأنعام والكهف وسبأ وفاطر بقوله "الحمد لله " واختصاصها بذلك مع تساوي السور كلها في استقلالها بأنفسها وامتياز بعضها من بعض؟
النموذج: افتتاح سورة الفاتحة • الثالثة: وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • السؤال الثالث: ما وجه تخصيص كل آية منها بما ورد من أوصافه تعالى المتبع بهاحمده؟ ففى أم القرآن: "الحمد لله رب العالمين " وفي الأنعام: "الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور " وفي الكهف: "الذي أنزل على عبده الكتاب " وفي سبأ: "الذي له ما في السماوات وما في الأرض " وفي فاطر: "فاطر السماوات والأرض ”. فهل هذا التخصيص لمناسبة تقتضيه حتى لا يلائم سورة منها من ذلك في غيرها؟
النموذج: افتتاح سورة الفاتحة • الرابعة: جريان الخواتيم على وجه واحد • السؤال الرابع: ما وجه كون الوارد من حمده في الخواتم والانتهاءات لم يطرد فيه ما أطرد في افتتاح هذه السور من اختلاف التوابع بل جرى على أسلوب واحد فقال سبحانه: "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " وقال تعالى: "وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " وقال تعالى: "وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين " وقال تعالى: "وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " فورد هذا مكتفي فيه بوصفه سبحانه بأنه رب العالمين؟
الفرق بين قوله سبحانه:“الحمد لله“ وقوله:“فلله الحمد“ • الموجب لتقديم الخبر على المبتدأ فى سورة الجاثية • قوله تعالى: "فلله الحمد " ورد على تقدير الجواب بعد إرغام المكذب وقهره ووقوع الأمر مطابقاً لأخبار الرسل عليه السلام، وظهور ما كذب الجاحد به، فعند وضوح الأمر كأن قد قيل لمن الحمد ومن أهله؟ فكان الجواب على ذلك فقيل: "فلله الحمد". نظير هذا قوله تعالى: "لمن الملك "؟ ثم قال: "لله الواحد القهار "
الفرق بين قوله سبحانه:“الحمد لله“ وقوله:“فلله الحمد“ • ولما كان الحمد فى سورة الجاثية لم يتقدم ذكره، وإنما هو مقدر يدل عليه السابق لم يكن بد من الافصاح به فى الجواب فقيل: فلله الحمد ولأجل ما قصد من تقريع المكذبين وتوبيخهم عند انقطاع الدعاوى ووضوح الأمر أتبع حمده تعالى بقوله: "رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ”. فذكر ربوبته تعالى لما أبداه وأوجده من أعظم مخلوقاته وأبدع مصنوعاته
الفرق بين قوله سبحانه:“الحمد لله“ وقوله:“فلله الحمد“ • ولما كان الوارد فى أم القرآن خطاباً للمؤمنين وتعليما للمستجيبين مجردا عما قصد فى آية الجاثية من توبيخ المكذبين ورد على ما تقدم من الاكتفاء.
وجه تخصيص السور الخمس بما افتتحت به من حمده تعالى • أما أم القرآن فهى أول السور ومطلع القرآن العظيم بالترتيب الثابت فافتتاحها بحمده تعالى بين. • وأما سورة الأنعام فمشيرة إلى إبطال مذهب الثنوية ومن قال بمثل قولهم ممن جعل الأفعال بين فاعلين. وإذا كانت هذه السورة مشيرة إلى ما ذكر وانفردت بذلك فافتتاحها بحمده تعالى بين.
وجه تخصيص السور الخمس بما افتتحت به من حمده تعالى • وأما سورة الكهف فكذلك لبنائها على قصة أصحاب الكهف وذكر ذى القرنين حسبما ألفت يهود لسائلهم من كفار قريش وذلك مما لم يتكرر فى القرآن فافتتحت بحمده تعالى وذلكبين
وجه تخصيص السور الخمس بما افتتحت به من حمده تعالى • وأما سورة سبأ فإن قصة سبأ لم يرد فيها أيضاً فى غير هذه السورة إلا الإيماء الوارد فى قوله فى سورة النمل "وجئتك من سبإ بنبإ يقين " فلما تضمنت سورة سبأ من هذا ما تضمنت ومن قصص داود وسليمان عليهما السلام وما منحهما الله سبحانه وتعالى من تسخير الجبال والطير والجن وإلانة الحديد ولم يجتمع مثل هذا التعريف فى سواها افتتحها سبحانه بحمده وانفراده بملك السماوات والأرض وما فيهما وأنه أهل الحمد فى الدنيا والآخرة
وجه تخصيص السور الخمس بما افتتحت به من حمده تعالى • وأما سورة فاطر ففيها التعريف بخلق الملائكة عليهم السلام وجعلهم رسلا أولى أجنحة إلى خلق السماوات والأرض وامساكهما ان تزولا وانفراده بذلك ولم يقع هذا التعريف فى غيرها من سور القرآن فناسب هذه المقاصد المفردة التى لم ترد فى غير هذه السور ما افتتحت به ولا يلزم على هذا اطراد ذلك فى كل سورة انفردت بحكم أو تعريف ليس فى غيرها بل جواز ذلك منسحب على الجميع واختصاص هذه السور بذلك واضح لانفرادها بما ذكرناه
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • أن أم القرآن لما كانت أول سورة ومطلع آياته وهو المبين لكل شيء والمعرف بوحدانيته سبحانه وانفراده بالخلق والاختراع وملك الدارين فناسب ذلك من أوصافه العلية ما يشير إلى ذلك كله من أنه رب العالمين وأنه الرحمن الرحيم وأنه ملك يوم الدين حتى تنقطع الدعاوى وتظهر الحقائق ويبرز ما كان خبرا إلى العيان وهذا واضح
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • وأما مناسبة الوصف الوارد فى سورة الأنعام فمن حيث ما وقع فيها من الإشارة إلى من عبد الأنوار وجعل الخير والشر من الظلمة فافتتحها تعالى بوصفه بأنه خالق السماوات والأرض وهي الأجرام التي منها الظلمات وفيها الأجرام النيرات وذكر تعالى أنه خالق الأنوار وأعاد سبحانه ذكر ما فيه الدلالة البينة على بطلان مذهب من عبد النيرات أو شيئا منها
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • وأعاد سبحانه ذكر ما فيه الدلالة البينة على بطلان مذهب من عبد النيرات أو شيئا منها فى قوله تعالى: "وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض " الآيات فقال: "فلما جن عليه الليل رأى كوكبا " ثم قال عليه السلام على جهة الفرض لإقامة الحجة على قومه: "هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين "
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • ثم قال ذلك في الشمس والقمر مستدلا بتغيرها وتقلبها في الطلوع والغروب على أنها حادثة مربوبة مسخرة طائعة لموجدها المنزه عن سمات التغير والحدوث فقال عليه السلام عند ذلك لقومه: "إني بريء مما تشركون " فأخبر عن حاله قبل هذا الاعتبار وبعده.
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • قال تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (آل عمران: 67) " وفي طي قوله: "وما كان من المشركين " تنزيه عن عبادة النيرات وغيرها مما سواه تعالى وبان من هذا كله ما افتتحت به السورة من انفراده تعالى بخلق السماوات والأرض والظلمات والنور فوضح التناسب والتلازم.
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • وأما سورة الكهف فإنها لما انطوت على التعريف بقصة أصحاب الكهف ولقاء موسى عليه السلام الخضر وما كان من أمرهما وذكر الرجل الطواف وبلوغه مطلع الشمس ومغربها وبنائه سد يأجوج ومأجوج وكل هذا إخبار بما لا مجال للعقل في إدراكه ولا تعرف حقبقته إلا بالوحي والإنباء الصدق الذي لا عوج فيه ولا أمت ولا زيغ
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • ناسب ذلك ذكر افتتاح السورة المعرفة بذلك الوحي المقطوع بهقوله: "الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا " والتناسب فى هذا أوضح من أن يتوقف فيه.
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • وأما سورة سبأ فلما تضمنت ما منح سبحانه داود وسليمان من تسخير الجبال والطير وإلانة الحديد ناسب ذلك ما به افتتحت السورة من أن الكل ملكه وخلقه فهو المسخر لها والمتصرف في الكل بما يشاء فقال تعالى: "الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض " وهذا واضح التناسب.
وجه إتباع كل فاتحة من الخمس بصفات خاصة • وأما سورة فاطر فمناسبة صفته تعالى باختراع السماوات والأرض لما ذكره من خلق عامر في السماوات من الملائكة وجعلهم رسلاً أولى أجنحة وإمساكه السماوات والأرض أن تزولا أبين شيء وأوضحه وليس شيء من هذه الأوصاف العلية بمناسب لغير موضعه كمناسبة موضعه الوارد فيه. • فقد بان مجيء كل واحد منها في موضعه ملائماً لما اتصل به، والله أعلم.
جريان الخواتيم على وجه واحد • والجواب عن السؤال الرابع: أن الخواتم والانتهاءات فى السور والآيات لما كان كان غير مقصود بها ما قصد في المواضع المتقدمة وإنما هي مشروعة للمؤمنين عند خواتم أعمالهم وانقضاء أمورهم وقع الاكتفاء فيها بقوله: "الحمد لله رب العالمين "
جريان الخواتيم على وجه واحد • إذ فى طي ذلك اعتراف للمؤمن وعلمه بانفراد موجده جل وتعالى بالخلق والأمر وملك الدارين، وأهليته سبحانه وتعالى لكل ما تضمنت الأوصاف كلها فى السور المذكورة، وليس موضع توبيخ ولا تقريع فناسب الاكتفاء بما ذكر، والله أعلم.