1 / 69

السيرة النبوية 2

السيرة النبوية 2. الدرس الأول. نبذة عن تاريخ المدينة المنورة قبل الإسلام من حيث موقعها ومن حيث سكانها.

Télécharger la présentation

السيرة النبوية 2

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. السيرة النبوية 2 الدرس الأول

  2. نبذة عن تاريخ المدينة المنورة قبل الإسلام من حيث موقعها ومن حيث سكانها "يثرب" هو الاسم القديم للمدينة المنورة، وقد ورد اسم "يثرب" في الكتابات المعينية (الدولة المعينية) مما يدل على قدم هذا الاسم، ويثرب هذه واحة خصبة التربة، كثيرة المياه، تحيط بها الحرات من جهاتها الأربع، ويقع جبل أحد في شمالها، وجبل عير في جنوبها الغربي، وتقع فيها عدة وديان، وهي منحدرة من الجنوب إلى الشمال.

  3. الدولة المعينية تعدّ الدولة المعينية من أقدم الدول العربية التي بلغنا خبرها، وقد عاشت وازدهرت بين "1350 - 630 ق. م." تقريباً على رأي بعض العلماء. وقد بلغتنا أخبارها من الكتابات المدونة بالمسند و الكتب الكلاسيكية. أما المؤلفات العربية وذكرت إنه هو و "براقش" من أبنية التبابعة ، وأقدم من ذكر المعينيين من الكتاب "الكلاسيكيين" "ديودورس الصقلي" و "سترابون" "سترابو ، وقد ظهرت هذه الدولة في الجوف، والجوف منطقة سهلة بين نجران وحضرموت، أرضها خصبة منطقة. وقد زارها السائح "نيبور" Niebuharووصفها. وذكر الهمداني جملة مواضع فيها، ولم يعرف شيئاً عن أصحابها. ومن هذه: معين، ونشق: وبراقش، وكمنا وغيرها. وقد كانت عاصمة تلك الدولة "القرن" "قرن" "قرنو"، وهي: "قرنة

  4. ما حدود حرم المدينة؟ • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا} رواه البخاري ومسلم. • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا -أي حرتيها- حَرَامٌ} رواه البخاري ومسلم

  5. ما هي أسماء للمدينة المنورة؟ وللمدينة المنورة خمسة وتسعون اسمًا (السمهودي ، وفاء الوفاء)، وكثرة الأسماء كما يقول العلماء تدل على شرف المسمى. وقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة المنورة، من أسمائها : • المدينة ، لقوله صلى الله عليه وسلم:أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ يَثْرِبُ وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. (رواه البخاري عن أبي هريرة) • طابة : لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ (رواه مسلم) • طيبة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ) يَعْنِي الْمَدِينَةَ. رواه مسلم

  6. ما هي أسماء للمدينة المنورة؟ • وهي المدخل الصدقالذي جاء في قول الله -عز وجل- في سورة الإسراء: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيراً} (الإسراء: 80). • الدار والإيمان ، قال عبد الله بن جعفر: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة الدار والإيمان (رواه ابن أبي خيثمة وهو حديث ضعيف جدا. • ومنها : مسكينة وجابرة و مجبورة ، ويندد و الدار و جبَار ومحبورة

  7. لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمية المدينة بيثرب وما الدليل في ذلك؟ • قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَمَّى الْمَدِينَةَ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ طَابَةُ هِيَ طَابَةُ (رواه أحمد وقال الألباني أنه ضعيف). • والسبب في ذلك لكون اسم يثرب مأخوذ من الثرب وهو الفساد، أو من التثريب ؛ وهو المؤاخذة بالذنب أو التوبيخ والملامة

  8. ما أصل سكان المدينة؟ • المشهور عند العرب أن أول من نزلها هم العماليق الذين يرجع نسبهم إلى سام بن نوح -عليه وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم وقد أقامت فيها قبائل. • ثم نزلها اليهود • ثم هاجر إليها الأوس والخزرج

  9. كيف جاءت اليهود إلى المدينة؟ • وقيل إنهم أتوها من أيام سيدنا موسى في أثناء حربه مع الكنعانيين، أو أنهم أتوها فرارًا من اضطهاد الرومان خاصة على نحو ذلك الذي جاء في المرجع المشار إليه في سنة سبعين بعد الميلاد؛ وليس هناك اتفاق على المكان الذي هاجروا منه، ولا على الزمان الذي قدموا فيه. • وهناك من يميل إلى أنهم نزحوا من الشام في القرنين الأول والثاني للميلاد بعد أن نجح الرومان في السيطرة على سورية ومصر في القرن الأول قبل الميلاد، كما أن اليهود قد هاجروا إلى شبه جزيرة العرب بعيدًا عن سيطرة الرومان، ولكن يبدو أن هجرتهم اشتدت إلى الحجاز بعد فشل تمردهم ضد الرومان عام سبعين ميلادية، كما أن بعضهم وصل إلى يثرب، ووصلت مجموعة أخرى منهم بعد فشل ثورة أخرى ، وشكل هؤلاء جميعًا اليهود أو الجالية اليهودية التي كانت موجودة في الجزيرة العربية في المدينة وفي الحجاز.

  10. سبب آخر لهجرة اليهود • كان من اليهود من اختار الهجرة إلى يثرب والمناطق الواقعة على طريق الشام، وسبب ذلك: ما يقرءون في كتبهم من البشائر بالنبي المنتظر الذي سيظهر الله به الدين، وكانوا يزعمون أنه لابد أن يكون هذا النبي المنتظر من بني إسرائيل، وأنهم سيكونون أول من يتبعه، وسيقاتلون العرب الوثنيين معه، وسيستعيدون ملك بني إسرائيل في الأرض، وهي أحلام وأوهام! ولما لم يأتِ هذا النبي الموعود به من بني إسرائيل وجاء من العرب أولاد إسماعيل عليه السلام حسدوهم -والحسد خصلة متوارثة فيهم- فكفروا به، وكفر به عامة اليهود ولم يؤمن منهم إلا قليل، ولم يكن الباعث لمن كفر منهم أن قلوبهم لم تصدقه، كلا، فهم قد عرفوه بصفاته المذكورة عندهم، وإنما كفروا به بغياً وحسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق

  11. أين مقر اليهود في المدينة؟ استقرت يهود بني النضير وبني قريظة في منطقة يثرب لخصوبة ترتبها، وأهمية موقعها التجاري على طريق القوافل إلى بلاد الشام، واستقر يهود قريظة وبني النديم في حرة واقم شرقي يثرب، في عالية المدينة وهي أخصب بقاعها. وبني قينقاع في سافلة المدينة

  12. كم عددهم؟ أخذو من عدد المقاتلين من الرجال البالغين كانوا سبعمائة من بني قينقاع، ومثلهم تقريبًا من بني النضير، وما بين السبعمائة والتسعمائة من بني قريظة، فهم جميعًا أزيد من ألفين قليلًا، بخلاف البطون اليهودية الأخرى التي تناثرت في يثرب، والتي تزيد على عشرين بطنًا.

  13. كيف كانت حالة اليهود في المدينة؟ • جاءوا بفكرة الآطام و خبرتهم الزراعية والصناعية و وتربية الدواجن والماشية وصناعة النسيج . • تأثروا بالعرب فظهرت بينهم بعض الطبائع العربية مثل العصبية، و الكرم، والاهتمام بالشعر، والتدريب على السلاح.

  14. من هم الأوس والخزرج ، ومن أين جاءوا؟ هم العرب وكانوا من الأوس والخزرج، وقد اضطروا إلى سكنى الأماكن المهجورة من يثرب بعد أن سبقهم اليهود إليها، واحتلوا أخصب بقاعها وأعذب مياهها، وينتمي الأوس والخزرج إلى قبيلة الأزد اليمنية التي خرجت من اليمن إلى الشمال.

  15. أين كان مقر الأوس والخزرج في المدينة؟ وقد استقر الأوس والخزرج على أي حال في يثرب مجاورين لليهود، حيث سكنت الأوس في منطقة العوالي، بجوار قريظة وبني النضير، وسكنت الخزرج سافلة المدينة بجوار بني قينقاع، وكانت ديار الأوس أخصب ، ما ترتب عليه الصراع بين الطرفين.

  16. نفوذ اليهود في المدينة لقد كان لليهود نفوذهم (قوة،تأثير) فهم يمتلكون الأراضي الزراعية ويستحوذون (يستولون) على الأموال بينما كان الأوس والخزرج في ضنك، يعملون في أراضي اليهود ويدفعون لهم مالًا.

  17. سيادة الأوس والخزرج بيثرب أصبحت السيادة للأوس والخزرج بيثرب بعد أن نموا اقتصادهم واستعانوا بإخوانهم غساسنة الشام في صراعهم مع اليهود ، فمالت الكفة لصالح العرب، وغُلب اليهود وذلوا ، وبقيت بأيدهم حتى جاء الإسلام، ولقوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة وهم جماعة واحدة، وهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم رؤساؤها وحكّامها ثم دخلوا جميعا الإسلام وأصبحوا جميعا يكونون جماعة الأنصار.

  18. حروب بين الأوس والخزرج بدأت المعارك بين الأوس والخزرج بحرب سمير وانتهت بحرب بعاث قبل الهجرة بخمس سنوات وما بين هاتين الحربين نشبت أكثر من عشرة حروب، وكان لليهود دور في إثارتها وإذكائها وأهم تلك الحروب والوقائع ما يلي: حرب سمير، وحرب حاطب، ووقعة جحجبا ، وموقعة السرارة ، وموقعة الحصين بن الأسلت ، وموقعة فارع ، ويوم الربيع ، وموقعة الفجار الأولى والثانية وموقعة معبس ومضرس،وكان آخرها وأشدها حرب بعاث

  19. حرب بعاث وقد استعد لها كل من الأوس والخزرج أكثر من شهرين بسبب الأحقاد المتراكمة وتحالف الأوس مع بني قريظة وبني النضير، بينما تحالف الخزرجيون مع مزينة وأشجع وخالفهم عبد الله بن أبي بن سلول، والتقى الطرفان في منطقة تسمى بعاث، واقتتلوا قتالاً شديداً، وتضعضع (هدم) الأوسيون وحلفاؤهم وقتل عدد كبير منهم وبدؤوا بالفرار ولكن قائدهم حضير الكتائب ثبتهم، فقاتلوا بشجاعة وهزموا الخزرجيين وحلفاءهم، وهموا أن يقضوا عليهم نهائياً حتى صرخ رجل من الأوس (يامعشر الأوس انسحبوا ولا تهلكوا إخوانكم، فجوارهم خير من جوار الثعالب) ويقصد اليهود الماكرين. وبعد تلك الواقعة سئموا الحرب وكرهوا الفتنة وأجمعوا أن يُتَوِّجُوا (يعينوا) عبد الله بن أبي بن سلول ملكاً عليهم ليستتب (يستقر) الأمن وتنتهي الفتن. وشاء الله أن تحدث بيعة العقبة الأولى ثم تليها العقبة الثانية في مكة وشارك فيها أفراد من القبيلتين المتصارعتين، فكانت بداية لتأليف القلوب وجمعها على الإسلام.

  20. إذًا من الذين سكنوا في المدينة قبل الهجرة؟ • قبيلتا الأوس والخزرج • اليهود • قبل ذلك هناك قبيلة القضاعة أو القضاعيون أصلهم من قبيلة حمير. يعملون لدى القبائل الأخرى ، وكانوا حاقدين على اليهود وعلى الأوس والخزرج جميعا بسبب استغلالهم لهم ، وعجز القضاعيين عن إقامة كيان قبلي مستقل لهم ، يستطيع الثبات في وجه الطوائف الثلاث السائدة

  21. حاجة الناس إلى الأمان • اليهود : ما يقرءون في كتبهم من البشائر بالنبي المنتظر الذي سيظهر الله به الدين، وكانوا يزعمون أنه لابد أن يكون هذا النبي المنتظر من بني إسرائيل، وأنهم سيكونون أول من يتبعه، وسيقاتلون العرب الوثنيين معه، وسيستعيدون ملك بني إسرائيل في الأرض، وهي أحلام وأوهام! • قال وفد الأوس للرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الأولى :قد علمْتَ الذي بيننا مِن الاختلاف وسفك الدماء، ونحن حرّاص على ما أرسلك الله به، مجتهدون لك بالنّصيحة. وإنّا لنشير عليك برأينا، فامكث على رسْلك باسم الله، حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، فلعل الله يُصلح ذات بيْنهم، ويجمع لهم أمْرهم؛ فإنّا اليوم متباغضون متباعدون، ولكنّا نواعدك الموسم مِن العام المُقبل. فرضي بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وانصرفوا راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدَّقوا، وحملوا معهم رسالة الإسلام إلى أهل يثرب، حتى لم تَبْق دار مِن دور الأنصار إلاّ وفيها ذِكْر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.

  22. بداية الاتصال قدم سُويد بن الصامت، مِن بني عمرو بن عوف، وكان يُدعى في قومه بالكامل، فتصدّى له فدعاه إلى الإسلام، فقال له سُويد: فلعل الذي معك مثْل الذي معي. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما الذي معك؟) قال: مجلّة لقمان (حكمة لقمان). فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اعْرِضْها عليّ). فعَرَضها عليه. فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ هذا كلام حَسَن، والذي معي أفْضل مِن هذا؛ قرآن أنزله الله عليَّ، فهو هدًى ونور). فلم يبعد سويد مِن الإسلام، وانصرف إلى المدينة، فلم يلبث أنْ قُتل، فكان رجال مِن قومه يقولون بأنه مات مسلمًا.

  23. بداية الاتصال قدِمت مجموعة مِن بني عبد الأشهل تريد الحِلف مِن قريش، وكان مِن ضِمْنهم: إياس بن معاذ. فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلميَعْرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس: "يا قوم! هذا والله خيْر ممَّا جِئتم له". فرفَض قومه، فَصَمَتَ إيَاسٌ. وقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانصرفوا إلى المدينة. وكانت وقْعة بعاث بين الأوس والخزرج . ثم لم يلبث إياس أنْ مات. وكان قومه يقولون: إنهم لم يزالوا يسمعونه يهلِّل الله ويكبِّره ويحمده ويسبِّحه حتى مات؛ فما كانوا يشكُّون أنه مات مسلمًا. لقد كان استشعر الإسلام مِن ذلك المجلس، حين سمع مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

  24. بيعة العقبة الأولى وفي موسم الحجّ مِن سنة (11 مِن النبوة) -يوليو، سنة (620م)، مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كعادته على وفود العرب بمِنى، وكان ممّن مرّ عليهم بعقَبة منًى: مجموعة مِن شباب المدينة، كلّهم مِن الخزرج، وهم: • أسعد بن زرارة. • عوف بن الحارث بن رفاعة. • رافع بن مالك بن العجلان. • قطية بن عامر بن حديدة. • عقبة بن عامر بن نابي. • جابر بن عبد الله بن رئاب

  25. بيعة العقبة الثانية وفي موسم حج سنة (12هـ) مِن النبوة، يوليو سنة (621م)، قدِم اثنا عشر رجلًا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأسلموا وبايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منهم: خمسة مِن الستة الذين أسلموا في الموسم السابق، موسم 11مِن النّبوّة، وهم: • أسعد بن زرارة.(الخزرج) • وعوف بن عفراء. (الخزرج) • ورافع بن مالك. (الخزرج) • وقطبة بن عامر السلمي. (الخزرج) • وعقبة بن عامر بن نابي.(الحزرج)

  26. والسبعة الباقون وهم : • معاذ بن الحارث بن رفاعة.(الخزرج) • ذكوان بن عبد القيس الزرقي.(الخزرج) • وعبادة بن الصامت (الخزرج) • ويزيد بن ثعلبة.(الخزرج) • والعباس بن عبادة.(الخزرج) • وأبو الهيثم مالك بن التيهان.(الأوس) • وعويم بن ساعدة. (الأوس) والأخيران من الأوس والعشرة الباقية من الخزرج.

  27. بنود البيْعة روى ابن إسحاق، عن عبادة بن الصامت، قال: (كنتُ فيمن حضَر العقبة الأولى، وكنا اثنيْ عشَر رجلًا، فبايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بيْعة النساء -وذلك قبْل أنْ تُفرض الحرب- على أنْ لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف؛ فإن وفّيْتم فلكُم الجنّة، وإن غشِيتم مِن ذلك شيئًا فأمْركم إلى الله -عز وجل-، إن شاء عذّب وإن شاء غفَر)، وفي رواية: (وإنْ غشِيتم من ذلك شيئًا، فأُخِذتُم بحدِّه في الدنيا، فهو كفّارة له. وإنْ سُترتم عليه إلى يوم القيامة، فأمْركم إلى الله؛ إن شاء عذَّب وإن شاء غفَر)

  28. بنود البيْعة وروى البخاري ومسلم: أنّ عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، وكان شهد بدرًا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، قال: "إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وعليه عِصابة: (بايِعوني على ألاّ تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بيْن أيديكم وأرجلِكم، ولا تعصوا في معروف! فمَن وفّى منكم، فأجْره على الله. ومَن أصاب مِن ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا، فهو كفّارة. ومَن أصاب مِن ذلك شيئًا ثم ستَره الله، فهو إلى الله إنْ شاء عفا عنه وإنْ شاء عاقَبه). فبايعناه على ذلك".

  29. وروى الإمام أحمد وغيْره في قصة لعبادة مع أبي هريرة، قال: "يا أبا هريرة، إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول الحقّ ولا نخاف في الله لومةَ لائم، وعلى أنْ ننصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدِم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا، ولنا الجنة؛ فهذه بيْعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي بايعناه عليها".

  30. وخلاصة القول في أنّ هذه البيعة قد اشتملت على البنود التالية: • السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشِط الكره. • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. • الولاء والنصرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. • حماية الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا قدِم عليهم يثرب، وأنْ يمنعوه ممّا يمنعوا منه أنفسهم وأزواجهم وأولادهم. لما انصرف القوم مِن الأوس والخزرج، كتبوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنِ ابعثْ إلينا مَن يُقرئنا القرآن؛ فأرسل إليهم الصّحابيّ الجليل: مُصعب بن عمَير.

  31. قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة • جاء جبريل -عليه السلام- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بتآمر قريشٍ والمشركين وما اتفقوا عليه في دار الندوة، قال تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} – الأنفال : 30 • وأعلمه بإذن الله -عز وجل- له في الهجرة إلى المدينة، وحدد له وقتها، وطلب منه –صلى الله عليه وسلم- ألا يبيت في فراشه الذي تعود المبيت عليه في هذه الليلة، وأمره ألا ينام في مضجعه، وكشف له عما دبروه وما أسروه وما أعلنوه، قال تعالى: {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}-يس : 76

  32. مجيئ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلا أَمْرٌ)،

  33. مجيئ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر ثم قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ ، ولما دخل تأخر له أبي بكر -رضي الله عنه- عن سريره فجلس رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ ، فقال: يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، أو قال: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُك ، ثم سأل الصديق -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: وما ذاك فداك أبي وأمي؟، فقال –صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهقَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ والهجرة)،

  34. مجيئ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر • قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-:إن أبا بكر قال: (الصحبة يا رسول الله)، وفي رواية: الصحابة، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال -صلوات الله وسلامه عليه-: (نعم ، الصحبة)، قالت -رضي الله عنها-: فوالله، ما شعرت قط قبل ذلك أن أحدًا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذٍ. • ثم قال -رضي الله عنه-: يا رسول الله، إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا، -قال أبو بكر-: فخذ -بأبي أنت يا رسول الله- إحدى هاتين الراحلتين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بالثمن)، فاستأجر عبد الله بن أريقط من بني عدي هاديًا خِرِّيتًا -يعني ماهرًا-، وكان مشركًا، يدلهما على الطريق؛ فدفع إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.

  35. رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته وبعد هذا الاتفاق على خطة تنفيذ أمر الله -عز وجل- بالهجرة إلى المدينة عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته ينتظر مجيء الليل، وعندما حل الظلام كان هناك أحد عشر رئيسًا من زعماء القوم من المشركين، هم: أبو جهل، والحكم بن العاص، وعقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود، وطعيمة بن عدي، وأبو لهب، وأمية بن خلف،وَنُبَيْه وَمُنَبّهُ ابْنَا الْحَجّاجِ، واجتمعوا عند باب النبي –صلى الله عليه وسلم- متيقظين متربصين، يرصدون موعد نوم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ليثبوا عليه -كما اتفقوا في دار الندوة- ويضربوه ضربة رجل واحد ، ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مكانهم(ابن القيم ، زاد المعاد ، 2/80)

  36. خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته فطلب من ابن عمه علي بن أبي طالب أن يبيت على فراشه قائلًا له: (نَمْ عَلَى فِرَاشِي وَتَسَجّ بِبُرْدِي هَذَا الْأَخْضَرِ الـْحَضْرَمِي ، فَنَمْ فِيهِ فَإِنّهُ لَنْ يَخْلُصَ إلَيْك شَيْءٌ تَكْرَهُهُ مِنْهُمْ)، ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسط هؤلاء المشركين المجتمعين، وقد أخذتهم سِنَةٌ من النوم ، فأخذ حفنة من تراب في يده -صلى الله عليه وسلم-، وأخذ الله على أبصارهم فلم يروه وجعل -صلى الله عليه وسلم- ينثر التراب على رءوس القوم وهو يردد: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}-يس : 1-9 (سيرة ابن هشام بسند صحيح إلى محمد بن كعب القرظي لكنه مرسل)

  37. خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته فلم يبق رجل إلا وقد سقط التراب على رأسه، ومضى النبي -صلى الله عليه- إلى حيث أراد، والقوم يتطلعون فيرون عليًا -كرم الله وجهه- مسجًى على الفراش، مغطًى ببرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأخضر الحضرمي -يعني الذي أتى من حضرموت- فيقولون: والله، إن هذا لمحمد نائمًا وعليه برده، ولما طال انتظارهم جاءهم رجل ممن لم يكن معهم رأهم من فتحة في بابه، فقال لهم: ما تنتظرون ها هنا؟ قالوا محمدًا، قال: خِبْتُمْ وَخَسِرْتُمْ، قَدْ –وَاَللّهِ- مَرّ بِكُمْ وَذَرّ عَلَى رُءُوسِكُمْ التّرَابَ، قد -والله- خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب، قالوا: والله، ما مر بنا، قال: لقد مر بكم، وذر على رءوسكم التراب،

  38. خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته قالوا : وَاَللّهِ مَا أَبْصَرْنَاهُ وَقَامُوا يَنْفُضُونَ التّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ، ثم تطلعوا من ثقب الباب فرأوا عليًا -كرم الله وجهه- نائمًا، فقالوا: إن هذا لمحمد نائمًا عليه برده الأخضر، واستمروا كذلك على هذا الحال حتى أصبحوا فإذا بعلي -كرم الله وجهه- يقوم عن الفراش، فأيقنوا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نجا من مكرهم، قالوا هذه العبارة: (والله، لقد صدقنا الذي كان حدثناه)، وتوجهوا إلى علي -كرم الله وجهه- وأخذوا في ضربه، وسحبوه إلى الكعبة المشرفة، وحبسوه هناك ساعة في محاولة منهم لمعرفة شيءٍ عن محمد -صلى الله عليه وسلم- فلم يظفروا منه بشيء، وأكد لهم -كرم الله وجهه- أنه لا علم له بمحمد -صلوات الله وسلامه عليه-.

  39. خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته • وقد سجل القرآن الكريم هذافي قوله تعالى-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} –الأنفال : 30, وفي قول الله عز وجل-: { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُتَرَبِّصِينَ}االطور : 30-31 • وحين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم بخروجه أحد إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، وآل أبي بكر، أما علي بن أبي طالب فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخلف بمكة المكرمة، وأن يبقى بها بعده حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس؛ ذلك أنه لم يكن أحد بمكة عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه وديعة عند المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لما يعلم إلى درجة اليقين من صدقه صلى الله عليه وسلم ومن أمانته.

  40. غار ثور وتوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معا إلى غار بثور -أي غار بجبل ثور- الذي يقع جنوب غربي مكة يبعد من مكة 8 كيلو مترا- . وقد دخله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه الصديق -رضي الله عنه- وذلك بعد أن اختبر الصديق -رضي الله عنه- المكان، يعني: دخله وحده أولًا، ومسح المكان خشية أن يكون فيه شيء يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

  41. تنفيذ الخطة وقد أمر أبو بكر رضي الله عنه ابنه عبد الله أن ينصت (يسكت مستمعا) لما يقول الناس من أهل مكة حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحول صاحبه في لحظات النهار، ثم يأتيهما إذا أمسى بالأخبار، وكان الصديق أيضًا قد أمر مولاه أي العامل عنده- عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه نهارًا، ثم يريحها عليهما ويأتيهما إذا أمسى في الغار؛ ليتزودا بلبنها، كذلك كانت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما، وأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- في الغار ثلاث ليالٍ: ليلة الجمعة، وليلة السبت، وليلة الأحد،

  42. ماذا فعلت قريش؟ أما قريش فتوجهوا إلى منزل الصديق -رضي الله عنه- ووقف أبو جهل علي بابه في نفر من القرشيين وخاطب ابنته أسماء قائلًا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: والله، لا أدري أين أبي؟ فرفع أبو جهل يده ولطم خدها لطمة شديدة كانت سببًا في طرح قُرْطَها من أذنها، ولم يعد أمام الكفار إلا أن يجعلوا مائة ناقة مكافأة لمن يأتي بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وبصاحبه، ويردهما حيين أو ميتين إلى القرشيين.

  43. عمل عبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن أريقط وأسماء بنت أبي بكر أما عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة ، فقد نفَّذ كل ما طلب منهما، وكان عبد الله إذا غدا من عندهما إلى مكة بعد إخبارهما بما عليه الحال هناك اتبع أثره عامر بن فهيرة ومعه الغنم حتى يعفي عليه -أي يزيل كل أثر -، ولما مضت الليالي الثلاث، وسكن عنهما الناس، أتاهما عبد الله بن أريقط ببعيريهما اللذين تركاهما عنده، بالإضافة إلى بعير له ليستخدمه هو، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بسفرتهما (ما يلزمهما من طعام)، ونسيت أن تجعل لها عصامًا -أي رباطًا- يعني نسيت أن تربطها بشيء، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق الشعيرة، فإذا بها ليس لها عصام، فحلت نطاقها -شبيه بالإزار- فجعلته اثنين، وجعلت أحد هذين الاثنين عصامًا علقت به -يعني ربطت به-، وانتطقت بالنصف الآخر -أي جعلته نطاقًا لها-، ومن هنا جاء لقبها -رضي الله عنها-: ذات النطاقين

  44. معجزات حدثت للنبي -صلى الله عليه وسلم- والصديق في الغار، وفشل كفار مكة في الوصول إليهما ومن آيات الله أن أمر سبحانه وتعالى شجرة فنبتت في وجه الغار فسترته و أمر سبحانه وتعالى العنكبوت فنسجت ما بين الغار والشجرة التي كانت في مدخل الغار، وأمر حمامتين فوقعتا بين الشجرة وبين العنكبوت، و اقتفى الأعداء الأثر حتى وصلوا الغار، وكانوا من النبي قدر أربعين ذراعا نظر أولهم فرأى الحمامتين فرجع ، فقال له أصحابه : مَالَكَ لم تنظر في الغار؟ قال رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار ، فعرفت أنه ليس فيه أحد، فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله فعرف أن الله قد درأ عنه بهما.

  45. تخريج روايات نسج العنكبوت والحمامتين • مسند أحمد 1/348 بإسناد ضعيف لكنه صالح للاعتبار ، وقد حسنه ابن كثير (البداية والنهاية) 3/179 وقال : وهو أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار ، وحسنه ابن حجر (الفتح 7/236) وحسنه الزرقاني (شرح المواهب 1/323) وفي السند عثمان بن عمر بن ساج الجزري فيه ضعف (ابن حجر : تقريب 386) تفرد بتوثيقه ابن حبان ، وحديثه صالح للاعتبار (تهذيب التهذيب 7/145) قال الألباني : واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين (سلسلة الأحاديث الضعيفة 3/339)

  46. رعاية من الله سبحانه وتعالى • وخاطب الصديق -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ)، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلمبلغة الواثق المطمئن : (يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)(رواه البخاري)، و سجل الله تعالى ذلك في قوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}- التوبة : 40 • ثم ركب صلى الله عليه وسلم بعيرا وركب أبو بكر بعيرًا، وأردف أبو بكر مولاه عامر بن فهيرة خلفه، ليخدمهما في الطريق

  47. رفعت لهما صخرة طويلة لها الظل وشرب اللبن مضى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه في طريقهم إلى المدينة المنورة، ووقعت معجزة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق الهجرة سجلها الصديق -رضي الله عنه- قال: (أسرينا ليلتنا -يعني: مشينا بالليل- كلها حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانًا ينام فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- في ظلها، ثم بسط عليه فروًا، ثم قلت: نم يا رسول الله، وأن أنفض لك ما حولك ، فنام –صلى الله عليه وسلم)، ثم حكى أبو بكرٍ خبر مرور راعٍ بهما فطلب منه لبنًا، وصادف استيقاظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- فشرب، ثم قال: (ألم يأن الوقت للرحيل؟ قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس، واتبعنا سراقة بن مالك ونحن في جَلَدٍ من الأرض) -أي في أرض صلبة مستوية ...(هذه الرواية في البخاري ومسلم)

  48. قصة مع أم معبد و هناك رواية صحيحة يرويها الصحابي الجليل قيس بن النعمان السكوني ونصّها: لما انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر -رضي الله عنه- يستخفيان نزلا بأبي معبد، فقال: والله، ما لنا شاة، وإن شاءنا -يعني شياهنا- حوامل فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أحسبه فما تلك الشاة؟) فأتى بها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة عليها، ثم حلب عسًا فسقاه ثم شربوا، فقال: أنت الذي يزعم قريشٌ أنك صابئ، قال (إنهم ليقولون)، قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك؟ قال: (لا حتى تسمع أنا قد انتصرنا وظهر أمرنا), تقول الرواية: فاتبعه بعد ذلك ...

  49. تخريج الحديث • رواه البزار بإسناد حسن وقال معقبا : لانعلم روى قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا ، ولانعلمه بهذا اللفظ إلا عنه وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد (كشف الأستار 2/301) وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله الصحيح (6/58) وقال الحافظ ابن حجر : أخرجها الطبراني من حديث قيس بن النعمان بسند صحيح وسياق أتم (الإصابة 5/506)

  50. قصة سراقة بن مالك ورواية سراقة بن مالك تكمل الخبر التاريخي ، قال سراقة : فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا حتى وقف علينا، فقال: والله، لقد رأيت ركبةً ثلاثة مروا علي آنفًا، إني لأراهم محمدًا وأصحابه -قال-: فأومأت إليه بعيني أن أسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم، ثم قال: لعلهم، ثم قال: سكت، قال سراقة: ثم مكثت قليلًا، ثم قمت قد خليت بيني وبين فرسي، ثم أمرت بفرسي فقُيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي بعد أن دخلت بيتي فأخرج لي من دور حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها -أي أستشيرها كما كان يفعل المشركون- ثم انطلقت فلبست لأمتي -يعني لبست دروعي-

More Related