صفة الصلاة

صفة الصلاة مع صور توضيحية المرجع : صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني

الـمـقـدمـة الحمد لله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين . وسلم تسليماً كثيراً . * قال الله تعالى :{ إن الـصـلاة كانت على الـمـؤمـنـيـن كـتـابـاً موقوتا } . النساء : آية (103) . الـــصـــلاة :هي الركن الثاني من أركان الإسلام . وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين . * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أُصلي ) رواه البخاري. وصلاته هي الصلاة التامة الكاملة ، وهو المُشرع ، فيجب علينا معرفة كيفية صلاته ومراعاتها واتباعه وتقديم سنته صلى الله عليه وسلم . الــــصــــلاة :صلة بالله عز وجل ، وعلى قدر صلة العبد بربه سبحانه وتعالى تـُـفـتـح عليه من الخيرات أبوابها ، فهي شارحةً للصدر ، منورة ومقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مغذية للروح ، جالبة للبركة ، مبعدة عن الشيطان ، مقربة إلى محبة الرحمن . وهي دعوة للتحلي بمكارم الأخلاق . * قال الله تعالى :{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } . العنكبوت : آية (45) . الخـشـوع في الـــصـــلاة : يُطلب في الصلاة الخشوع والخضوع وحضور القلب ، ويجدون في ظلّها الطمأنينة والأمن والإيمان وفيها يكون تمام الصلاة أو نقصها، والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنة ، وأن يُقيمها كما شرع الله عز وجل في أوقاتها وأن يؤديها بطمئنينة قلب وإخلاص وكمال ظاهراً وباطناً مع أخوانه في الجماعة في بيوت الله طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم . * قال الله تعالى:{ حافـظـوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقـومـوا لله قـانـتـيـن } . البقرة : آية ( 238 ) .

[ صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ] • *عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لولا أن أشق على أمتي ـ أو على الناس ـ لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ).متفق عليه . * 1 • 1- يتوجه المصلي إلى القبلة: وهي( الـكـعـبـة )أينما كان ، بجميع بدنه قاصداً بقلبه فعل الصلاة ، من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشروع ، لكون النبي صلى الله عليه وسلم ، لم ينطق بالنية ولا أصحابه – رضي الله عنهم . • قال الله تعالى : { فَوَلِّ وجهك شطر المسجد الحرام }. البقرة : آية ( 144 ) . • 2- يُسن أن يجعل له سترةيصلي إليها أن كان إماماً أو منفرداً . • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: • ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة ، وليدن منها ، ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها ، فإن جاء أحد يمر فليقاتله ، فإنه شيطان ) أخرجه أبو داود .* 2 • 3- يُكبر تكبيرة الإحرام ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أُذُنيه ، فيقول : ( الله أكـبر )

الله أكــبـر

4- يُسن التراص وتسوية الصفوفوعدم ترك فرجة بين الأقدام ، فيلصق قدمه بقدم صاحبه دون محاكة ولا إيذاء ، ولا يفسح ، فيأخذ مكان أثنين . • *عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ، وسدوا الخلل ، ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فُرُجاتٍ للشيطان ، ومن وصل صفاً وصله الله ، ومن قطع صفاً قطعه الله ) .رواه أبو داود بإسناد صحيح * 1 • 5-يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفه اليسرى ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده . • عن طاوس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلميضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره وهو في الصلاة ). • رواه أبو داود

يضع يديه على صدره ، اليمنى على كفه اليسرى ناظراً ببصره إلى محل سجود

6- يُسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح : *( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدُّك ، ولا إله غيرك ).أو * ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) . أو * ( الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بُـكرة وأصيلاً ) استفتح به رجل من الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجبت لها ! فتحت لها أبواب السماء )ثم يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،،، بسم الله الرحمن الرحيم )ثم يقرأ : ( سورة الفاتحة )، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )ويقول بعدها( آمـين )جهراً بالصلاة الجهرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن . * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )فقولوا ( آمين )فإن الملائكة تقول آمـين وإن الإمام يقول آمـــــــين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُــفــر لـه ما تـقـدم من ذنـبـه رواه النسائي .

7- يـــركـــع مـــُكـــبـــراًرافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أُذُنيه ، جاعلاً رأسه حيال ظهره واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً أصابعه ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده ، ويطمئن في الركوع ، ويقول : ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) . والأفضل أن يكررها ثلاثاً ، * عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ). متفق عليه . * عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظـهـره في الركوع والسجود ) . رواه أبو داود

سـبحان ربي العـظـيم وبـحـمـده

8- يرفع رأسه من الركوع، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أُذُنيه ، ثم يضع يديه على صدره ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده ، قائلاً :( سمع الله لمن حمده )، إن كان إماماً أو منفرداً ، ويقول حال قيامه :( ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) .

ربنا ولك الحمد سمع الله لمن حمده

9- يسجد مكبرا : واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدّم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه ، ويكون على أعضائه السبعة( الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين ). ويجافي عضديه عن جنبيه ، وبطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، ويرفع ذراعيه عن الأرض ، * عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ). رواه مسلم . ويقول :( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) ويكررها ثلاث مرات . ويستحب أن يقول مع ذلك : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغـفـر لي ). متفق عليه .

سـبحان ربي الأعـلى وبحمده

10-يـرفع رأسـه مـُكـبـراً، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده ، ويقول : ( اللهم اغفر لي ، وارحمني ، وارزقني ، واهدني ، واجبرني ) . ويطمئن في الجلوس ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يطيل إعتداله بعد الركوع وبين السجدتين 11- يسجد السجدة الثانية مُكبراً ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .

اللهم اغـفـر لي وارحمني وارزقني واهـدني واجبرني

12- يرفع رأسه من السجدة الثانية مُكبراً، ويجلس جلسة خفيفة ، وتسمى جلسة الإستراحة ، وهي مستحبة . وليس فيها ذكر ولا دعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك ، وإن شق عليه اعتمد على الأرض ، ثم يقرأ : ( سورة الفاتحة )ويــقـول بـعــدهـــا ( آمـين ) جهراً بالصلاة الجهرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن . ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى .

13- إذا كانت الصلاة ثنائية ، كصلاة الفجر جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى جالساً عليها ، واضعاً يديه على فخذيه ، قابضاً أصابعه اليمنى كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد ، ناظراً ببصره إلى السبابة ، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده ، وحلّق إبهامها مع الوسطى ، وأشار بالسبابة فحسن ، لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يقرأ التشهد وهو : ( التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلَّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ،وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ). ويستعيذ بالله من أربع فيقول : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ).ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً : ( السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ) .

الإشارة بالسبابة للتشهد فيشير بها إلى التوحيد

الله أكــبـر

14- إن كانت الصلاة ثلاثية ( صلاة المغرب ) ، وقف عند منتهى التشهد الأول في الركعة الثانية ، ثم نهض قائماً للركعة الثالثة ، معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أُذُنيه ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده ، قائلاً : ( الله أكبر ) ، ثم يضع يديه على صدره ويقرأ : ( سـورة الـفـاتحة )فقط . ثم يصلي ما بقي من صلاته ، ثم يقرأ التشهد كاملاً مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يستعيذ بالله من أربع فـيـقـــول : ( اللهم إني أعـوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ). ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلاً :( السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ).

15- أما إن كانت الصلاة رباعية، كالظهر والعصر والعشاء، نهض قائماً للركعة الرابعة ، معتمداً على ركبتيه ، ناظراً ببصره إلى محل سجوده ، قائلاً : ( الله أكبر ) ، ثم يضع يديه على صدره ويقرأ : ( سورة الفاتحة )فقط . ثم يصلي ما بقي من صلاته ، ثم يجلس متوركاً ، واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ، ومقعدته على الأرض ناصباً رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه ، قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة ، فيشير بها إلى التوحيد ، ناظراً ببصره إلى السبابة ، ثم يقرأ التشهد كاملاً مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستعيذ بالله من أربع فيقول :( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجـال )

( السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ) ثم يسلمعنشماله يسلم عن يمينه

صفة الصلاة